سماء ثامنة

حين تتفاقم أحزاني تلك التي أتمرد عليها بكبريائي ولا أُلقي لها بالاً..
تبدأ تناغي قلبي بوخزٍ طفيف كأنها تبعث لي إشارة أو منبه : اكترثي أنا هُنا
وآنذاك أكون على الضفة الأخرى من قلعة أحزاني العتيقة أعزف سمفونية تجعلني أتسابق مع الحياة بشكل أو بآخر..
يستفزها ذلك كثيراً تعجب مني تندهش
لذلك فهي توخزني بين الفينة والأخرى
فأحدثني : هيا لنلتفت لها قليلاً لولاها ما كسبنا رهان اللا مبالاة وعقدنا مواثيق الصمت..

ويح قلبي أبه الأحزان تترا
ليت كبريائي بنى بها قصرا

أتفحصها وأتصفحها واحداً تلو الآخر ثم أدس لها الطُعم حتى تقترب شيئاً فشيئاً لأنسج من كِفافها أملاً وحلماً جديداً
"الحلم المنبلج من فوهة الأحزان ما أعظمه"
أنه مُختلفٌ تماماً عن أي حلم آخر
كيف لا...!
وهو من ثوب الحزن يُرتق وبخرز الصبر يُجمل وبعطر الأمل ينتشي الأمر أشبه بأن تكون لك سماء ثامنة تحتويك بكل ما فيك أنت وأحلامك المعلقة على سياج الواقع.
أمنياتك التي يُعرف بها صوتك في السماء.
أحزانك التي تؤرق ليلك.
خيباتك الدفينة مذ سنين.
ذكرياتك الجميلة التي عفى عليها الزمن.
ليس لها في الواقع وجود ولكنها في القلب حاضرة.