نبراس - مزنه البدرية - سلطنة عمان [justify] مُنذُ نُعومة أظافري وأنا أستمع لتلك الكلمات الدائمة الترديد على ألسنة الجميع..والدي..جدي..أهل الحي..أُحاول الغوص مِن يومها في أعماق هذه الكلمات..
يا ترى مالذي تحمِله خلفها؟! ألها تِلك الهيبة التي أبعدت الجميع عنها.. غريب هذا الأمر!!
نُعاود الكرة كل يوم ومن معي نبحث بين جُذورها عن رأسِ شيطان..وربما عن بياض تتوسطه عينان هائلتان تُبعدنا رعبًا..لا شيء من ذلك؟!
كَبِرت أنا.. ومضت السنون.. تعملقت جُذورها أكثر فأكثر.. ولا زلت أرقب تِلك الإنتفاضة المفاجئة لِأغصانها..أو سُقوط أَحدهم مغشيا عليه مقرِبة منها.. لا زِلت أستطعِم ثمرها كُلما رغِبتُ ذلك ولم أصَب بِلعنتِها..أين هي كلماتكم المستمرة عنها؟!..أَوكلما لاذت الشمسُ بالغروب هلعتم تحمِلون أطفالكم من على أغصانها الممتدة لئلا تؤذيهم..أين جل ذلك؟!
لم أرى حتى اليوم سِوى سِدرةً سوية تلقي بثمرها كلما نضج وكأن لسان حالها يقول : سأكرمكم متى شئتم.. ولكن كفوا ألسنتكم عني..سأبقى حتى يأتي من يأكل ثمري وهو يبسمل لا أن يستعيذ الله مني.. وكأنها مع كل تجدد لأوراقها تترحم على فكرهم الذي لم يتغير معها.. رحم الله طفولة لاذت هلعا منك..ورَحِم حال مُسن بُح صوته وهو يوبخ أحفاده من اللعب مقربة منك..لك عذري من كل وساوس جالت بخاطري..|
#مُــزنة البدرية..☁
#سلطنة عمان..