اختُتِم المؤتمر الدولي "وسطية الإسلام ومكافحة الإرهاب والطائفية" الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي, بالتعاون مع محافظة نوسا تنغارا الغربية, ومجلس العلماء الإندونيسي, اليوم أعماله بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي , ونائب وزير خارجية إندونيسيا عبدالرحمن فاخر وجدي , ومحافظ لومبوك الدكتور محمد زين المجد , ورئيس مجلس علماء اندونيسيا محي الدين جنيدي , وعدد من العلماء والباحثين والاكاديميين وذلك بمحافظة نوسا تنغارا الغربية بإندونيسيا .
نص البيان الختامي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمدٍوعلى إخوانه الأنبياء والمرسَلين, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فبعون الله وتوفيقه؛ اختُتِم مؤتمر "وسطية الإسلام ومكافحة الإرهاب والطائفية" الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي, بالتعاون مع محافظة نوسا تنجارا الغربية, ومجلس العلماء الإندونيسي, برعايةٍ كريمةٍ من فخامة الرئيس "جوكو ويدودو" رئيس جمهورية إندونيسيا, وذلك بجزيرة لومبوك؛ في الفترة من 25-27/10/ 1437هـ , التي يوافقها 30/7-1/8/2016م .
وشارك في المؤتمر كوكبةٌ من العلماء والباحثين والأكاديميين؛ أثْرَوا موضوعاته ومحاوره .
وفي افتتاح المؤتمر؛ رحَّب فخامةُ الرئيس "جوكو ويدودو" رئيسِ جمهورية إندونيسيا؛ بالمشاركين من كافة الدول، وشكر رابطةَ العالم الإسلامي على عقد المؤتمر، وعلى ما تُسهم به من جهودٍ في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وأوطانها وقضاياها؛ وفي رد الأباطيل والشبهات الموجهة ضد الإسلام وحضارته ومقدساته ورموزه وعلمائه، وعبَّر عن أمله في أن يحقق المؤتمرُ الأهدافَ التي عُقد من أجلها، واعتبره فرصةً لمحاربة الإرهاب والغلو والتطرف الطائفي في آسيا؛ راجياً أن يَخرج هذا المؤتمر بتوصياتٍ عمليةً تتبناها الأطرافُ المعنيةُ .
وفي كلمة معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي؛ أكَّد فيها حِرصَ الرابطة على مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي، مبيناً خطورتَهما على حاضر الأمة المسلمة ومستقبلِها، وعلى الأمن والسلام العالمي، وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز آل سعود؛ في مكافحة الإرهاب والطائفية, والاهتمامِ بالقارة الآسيوية, كما اشاد بجهود إندونيسيا الإسلامية وحرصها على التعاون فيما يخدم الإسلام والمسلمين, وأعرب معاليه عن أهمية هذا المؤتمر؛ في إبراز واجب علماء السنة في مكافحة الارهاب والتطرف والطائفية, مؤكداً أهميةَ دَورِ الأسرة ومؤسسات التعليم والمساجد والإعلام بمؤسساته المختلفة؛ في نشر الوسطية وتصحيح الأخطاء وتربية النشء وتوجيهِه، بما يُعزز الانتماءَ الدينيَّ والوطنيَّ والوعيَ بقضايا المسلمين ومشكلاتهم.
وقال: إن رسالة العلماء هي نشرُ العلم الصحيح, والتصدي للتطرف لدى بعض الجماعات نتيجة الفهمَ الشاذ لنصوص الجهاد والحِسبة وغيرها، ومواجهةُ الفكر الطائفي والطعنِ في السلف الصالح, والتصدي في الهجمة التي يتعرض لها الاسلامُ، وبيان مخاطرَ شقِّ عصا المسلمين ومنازعةِ الأمرِ أهلَه, والوقوعِ في فتنة التكفير وقتلِ الناس بغير حق- الآمِنِ منهم والمستأمَن-وأكد على دَور المؤسسات الرسمية والشعبية, في نشر الوسطية والاعتدال, وبيان منهج الإسلام في التعامل مع الآخر لتحقيق الاستقرار والحفاظ على حقوق الجميع.
وبحث المشاركون الموضوعات التالية :
أولاً: الإرهاب والتطرف.. الأسباب والنتائج
استعرض المؤتمر انتشارَ الإرهابِ في آسيا وغيرها، والأسبابَ الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ والسياسيةَ والاقتصاديةَ لذلك، وأن من أهم أسباب الإرهاب على المستوى العالمي: الإجحافَ في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي، والتساهلَ في رفْع الظلم عن الشعوب المستضعَفة، والتغاضي عن ممارسات قتل الأبرياء والأطفال والانتهاكات الطائفية؛ دون استنكارٍ ولا محاكمة.
وأن من أسبابه الدينية لدى بعض المسلمين: الجهلُ بالإسلام الصحيح, وضَعفُ الجهود الإسلامية في مواجهته, واستغلالُه لمصالحَ طائفيةٍ أو سياسية.
وأكد المؤتمرون على ما يلي :
- براءة الإسلام من الإرهاب، وأن رسالة الإسلام ونصوصَه الجليةَ تؤكد على وسطيته واعتداله وتسامحه وأنه رحمة للعالمين، واحترامِه الكرامة الإنسانية، وصَوْنِه النفوس والأعراض والأموال والممتلكات، قال الله تعالى: ﴿إن الله يأمربالعدل والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكَر والبغي يَعِظكم لعلكم تذكرون﴾ (النحل: 90).
- أن الإرهاب الذي يمارسه بعضُ المنحرفين عن الصراط المستقيم من المسلمين؛من آثار الغلو في الدين؛ الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه في قوله في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامُ أحمدُ والنَّسائيُّ وابنَ ماجه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ : إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ: الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ).
- أن إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين زُوراً وبُهتاناً؛ إساءةٌ تتجاهل جهودَ المسلمين في مكافحة الإرهاب وإدانةِ كافة صُوره ومَظاهره، وإسهامَهم في استتباب الأمن والسلم العالمي.
- أن الجرائم الإرهابية التي تُرتكب باسم الإسلام؛ لا صلةَ لها بالإسلام دينِ الرحمة، ولا مبرر لهذه الأفعال الشنيعة التي شوَّهَتِ الإسلامَ وآذَتِ الإنسانيةَ وأرهقَتِ المسلمين وأراقتِ الدماءَ المعصومة.
- أن أحكام الإسلام وقيَمَه كما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ووفق فهْم السلف الصالح؛ هي الدرع الحصينة للسلم والأمن؛ لما فيها من صَوْنٍ للحقوق وتعظيمٍ لحرمة الدماء؛ وتحريمٍ للظلم والعدوان والفساد في الأرض؛ قال تعالى : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ والله لا يحب الفساد) (البقرة :205), وقد توعَّد اللهُ المفسدين في الأرض بأليم عقابه في الدنيا والآخرة؛ فقال سبحانه : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسولَه ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقطَّع أيديهم وأرجلُهم من خلافٍ أو يُنْفَوْا من الأرض ذلك لهم خِزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (المائدة : 33).
- أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أفضل السبل للوصول إلى فهمٍ صحيحٍ للآخَر, وبِناء الثقة, وحل الإشكالات, ووضْع صيغ التعاون وُصولاً إلى تحقيق الأهداف النبيلة .
ثانيا: التطرف الطائفي .. الأخطار والآثار :
ناقش المشاركون التغلغلَ الطائفيَّ الذي ينتشر في دول آسيا، وغيرها من القارات ، والمناشطَ المشبوهةَ التي تقوم بها الجهاتُ الطائفية, وما تفعله بعض الطوئف لنشر الطائفية البغيضة؛ وآثارَ ذلك وأخطارَه، وأكدوا على أن إندونيسيا باعتبارها أكبرَ دولةٍ إسلامية؛ لها أهمية كبرى في المنطقة؛ يجب على المسلمين كافة مواجهةُ أيِّ استهدافٍ طائفيٍّ لها, والحذرُ من كل أيدٍ خفيةٍ تعمل على إثارة العنف الطائفي فيها, مما يهدد وحدتَها وأمنَها.
وأكدوا على أن من أبرز الأعمال الطائفية ما يلي :
- الإساءةُ إلى منهج أهل السنة والجماعة الذي توارثه المسلمون في آسيا، وتشويهُ تُراثهم الحضاري والثقافي المشترك الذي تتجلى فيه وحدةُ المقوم الديني بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية.
- بثُّ العقائد الباطلة بين المسلمين، والإساءةُ إلى الصحابة رضي الله عنهم؛ حمَلةِ الدين وأهدى الناس وأفضلِهم في الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
- نشرُ الأفكارِ المنحرفةِ المُجانبةِ للاعتدال والوسطية، المَشوبة بالغلو والتطرف والضلال.
- تأجيجُ مشاعر الكراهية بين المسلمين، وبثُّ الأحقاد الطائفية بينهم، وإغراقُهم في صراعٍ يدفع بهم إلى الاحتراب، ويُفتت مجتمعاتِهم إلى مجتمعاتٍ طائفيةٍ عِرقيةٍ متناحرة.
- تهيئةُ الأجواء لانتهاك سيادة الدول بالتدخل الخارجي .
- اضطهادُ الأقليات المسلمة في العديد من دول آسيا؛ وبخاصة في بورما وما يحدث فيها من جرائمَ غيرِ إنسانية؛ كالقتلِ والتمثيلِ بالجثثِ بطريقةٍ وحشية؛ والتشريدِ والتهجيرِ والتجويعِ وغيرِ ذلك مما يُرتكب في حق المسلمين: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)(البروج : 8).
واستنكر المؤتمِرون الجهود التي تبذل في التغلغل الطائفي في آسيا وأفريقيا وغيرِهما؛ وأوصَوْا بما يلي:
1- إنشاءُ مركزٍ بحثيٍّ متخصصٍ في مواجهة الطائفية، يقوم برصد المناشط التي تقوم بها المؤسسات الطائفية في آسيا- وبخاصة في دول شرق آسيا- ودراسةِ الوسائل التي تتذرع بها للتغلغل الطائفي، وتَبادُلِ المعلومات في ذلك بين الجهات المعنية.
2- عقْـدُ ندواتٍ مكثفةٍ في مختلف دول آسيا, تتعاون فيها الهيئاتُ الإسلاميةُ مع رابطة العالم الإسلامي؛ لتحصين عقائد المسلمين وأفكارهم.
3- دعوةُ حكومات دول آسيا إلى تعزيز برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ لتلبيةِ حاجات المجتمعات، والتقليلِ من البطالة والفقر، فالضعف الاقتصادي والاجتماعي من أبرز مبررات نشر الطائفية البغيضة.
4- تشجيعُ البحوث والدراسات المتعلقة بالثقافة الإسلامية؛ للحفاظ على وحدة المسلمين في آسيا، وصدِّ التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة، وتنميةِ مَدارك الناس العلمية والمعرفية.
5- دعوةُ المؤسسات العلمية والتعليمية لإبراز مَخاطرِ التطرف الطائفي، وتوجيهِ بحوثها لدراسة أسبابه ومواجهة آثارِه.
ثالثا: مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي .. المسؤوليات والجهود
أكد المؤتمرون على أن الإرهاب والتطرف الطائفي ظاهرتان تستوجبان جهوداً مشتركة لاحتوائهما والتصدي لهما؛ من خلال برنامجٍ دوليٍّ يعالج أسبابَهما، ويَكفُل القضاءَ عليهما، ويَصون عقائدَ الناسِ وحياةَ الأبرياء، ويحفظ للدول سيادتَها وللشعوب استقرارَها وخصوصيتَها, وللعالم سلامتَه وأمنَه، وناقشوا برامجَ التحصينِ العقدي وتعزيزِ الأمن الفكري؛ وأهميةَ تكامل المسؤوليات بين المؤسسات الرسمية والشعبية في دول القارة الآسيوية.
وأشاد المؤتمرون بجهود العلماء المسلمين في مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي؛ وتعزيزِ التعايش السلمي في المجتمعات؛ والحرصِ على ما يحقق الأمنَ والاستقرارَ والتعاونَ، وأثنَوا على الجهود التي تبذُلها إندونيسيا بقيادة فخامةُ الرئيس "جوكو ويدودو" رئيسِ جمهورية إندونيسيا لتحقيق التعاون والتعايش والسلام، واهتمامِه بمحاربة الإرهاب والتطرف الطائفي .
واستعرض المؤتمرُ المسؤوليةَ الدولية في مكافحة الإرهاب، وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية وقيادتِها الحكيمةِ في محاربتِه والتصدي له والتوعيةِ بخطره، واستمرارِها الدَّؤوبِ في مواجهتِه إقليمياً ودولياً، وحِرصِها على تعزيز الأمنِ والسلامِ في العالم، وأشاد المؤتمرون بالتجربة الرائدة في المملكة العربية السعودية؛ والتي تقوم على الحوار مع المجموعات المتطرفة, والتي حققت نتائجَ إيجابيةً .
واستنكر المؤتمرُ ما تمارسه إسرائيلُ من جرائمَ في حق الشعب الفلسطيني، ودعا العالمَ إلى رفض إجراءاتها لتهويد القدس الشريف؛ وتدنيسِ المسجد الأقصى المبارك، ووضْعِ حدٍّ للممارسات الإرهابية التي ترتكبُها.
كما استنكر ما يمارس من جرائمِ التطهير العِرقي وما يصاحبه من التعذيبِ والتجويعِ والتشريدِ والقتلِ بحق المسلمين في بورما, واستغرب سكوتَ العالم عن هذه الجرائم الوحشية الشنيعة
رابعاً: التوصيات :
أوصى المؤتمرون بما يلي :
- أن تنشئ رابطة العالم الإسلامي مركزا لدراسات التطرف والإرهاب والطائفية بالتعاون مع مجلس العلماء الإندونيسي المركزي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية في لومبوك .
- تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تضمنها هذا البيان من مجلس العلماء الإندونيسي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية ووزارة الشؤون الدينية ورابطة العالم الإسلامي .
- وضْعُ خُطةٍ استراتيجيةٍ متكاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف الطائفي في آسيا بكل صورِه وأشكالِه، والاستفادةُ في ذلك من التجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية، والتعاونُ مع المجتمع الدولي في ذلك، وأن تتخذ رابطة العالم الإسلامي الإجراءاتِ اللازمةَ لذلك مع الجهات المختصة رسميةً وشعبية.
- دعمُ التعليم الديني في دول آسيا وتطويرُ مناهجه، وإنشاءُ مدارسَ ومَعاهدَ إسلاميةٍ تَفي باحتياجات المسلمين التعليمية، وتُزوِّدُهم بالأئمة والمدرسين الذين يُبيِّنون خطرَ الإرهاب والطائفية، ويؤَصِّلون وسطيةَ الإسلام واعتدالَه، قال الله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيداً ﴾ (البقرة: 143).
- قيام العلماء الراسخين في العلم بواجبهم ، في تبصير الشباب بالمفاهيم الشرعية الصيحية: للجهادِ؛ والتكفيرِ؛ والولاءِ والبراءِ؛ والحاكميةِ؛ ووجوب طاعة وليِّ الأمر وتحريمِ الخروج عليه, وما يتعلق بذلك من أحكام.
- ترشيدُ مناهج الدعوة، وربْطُها بمنهج الإسلام الصحيح في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحثُّ المؤسسات الدعوية في دول آسيا على التعاون في ذلك مع الهيئات الإسلامية، وعقْـدُ دوراتٍ تدريبيةٍ للأئمة والدعاة.
- تكوينُ مجلسٍ تنسيقيٍّ للهيئات الإسلامية الآسيوية، يوحِّـد الجهودَ ويحدد الأهدافَ تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي؛ وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة، ويعقد لقاءاتٍ تنسيقيةً دوريةً مع الجهات المتخصصة في دول آسيا، لوضع البرامجِ العمليةِ لمواجهةِ الإرهابِ والتطرفِ الطائفي في آسيا.
- دعمُ الأقليات المسلمة- وبخاصةٍ من الناحية التعليمية والتربوية - لتنجوَ من مَزالقِ التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، وتنخرطَ في تنميةِ أوطانها بما يضمن التعايشَ للجميع وتصحيحَ صورةِ الإسلام الحنيفِ وصورةِ أتباعه.
- تحقيقُ الإصلاحِ الشاملِ الذي يحفظ الهويةَ الثقافيةَ, ويلبي تطلعاتِ الشعوب في محاربة الفساد, وحُسنُ استخدام الموارد البشرية والطبيعية, بما يحقق العدلَ, ويَصون الكرامةَ الإنسانية, ويرعى الحقوقَ والواجبات .
وشكر المشاركون خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ سلمانَ بنَ عبد العزيز آل سعود؛ مَلكَ المملكة العربية السعودية؛ وسموَّ وليِّ العهد؛ نائبِ رئيس مجلس الوزراء؛ وزيرِ الداخلية؛ الأميرِ محمدِ بن نايف بن عبد العزيز آل سعود؛ وسمــوَّ وليِّ وليِّ العهـــد ؛ النائبِ الثاني لرئيسِ مجلسِ الوزراء؛ وزيرِ الدفـــاع؛ الأميـــرِ محمــدِ بنِ سلمـــانَ بنِ عبدِ العزيز آل سعـــود ؛ على حرصـــــهم - حفظهم الله- على مصلحة المسلمين، وما يحقق السلامَ والأمنَ والاستقرارَ في المجتمعات الإنسانية.
وأشادوا بما تبذُله المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتِهما، وإكرامِ ضيوفِهما من الزوار والحُجاج والمعتمِرين، وأدانُوا بشدةٍ ما تناولَتْه وسائلُ الإعلام من إساءاتٍ إيرانيةٍ للمملكة وتَغافُلِها عن الجهود المتميزة التي تبذُلها في خدمة ضيوف الرحمن .
واستنكروا ما يجري في العالم الإسلامي والعربي والدولي من انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان وسكوت المجتمع الدولي على الجرائم الوحشية في مناطق عديدة من العالم وطالبوا بضرورة تقديم المجرمين إلى المحاكم الدولية .
وشكروا سعادةَ الدكتور "محمد زين المجد"محافظِ نوسا تنجارا الغربية، وفضيلةَ الشيخِ الدكتور معروف أمين, الرئيسِ العامِّ لمجلسِ العلماء الإندونيسي؛ لتعاونِهما في تنظيم المؤتمر والإعدادِ له.
وأثنى المشاركون على جهود معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، وأشادوا باهتمام الرابطة وما تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين.
وشكروا العلماءَ والباحثين وأساتذةَ الجامعات المشاركين في المؤتمر، لإثرائهم موضوعاتِه ببحوثهم وآرائهم .
نص البيان الختامي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمدٍوعلى إخوانه الأنبياء والمرسَلين, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فبعون الله وتوفيقه؛ اختُتِم مؤتمر "وسطية الإسلام ومكافحة الإرهاب والطائفية" الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي, بالتعاون مع محافظة نوسا تنجارا الغربية, ومجلس العلماء الإندونيسي, برعايةٍ كريمةٍ من فخامة الرئيس "جوكو ويدودو" رئيس جمهورية إندونيسيا, وذلك بجزيرة لومبوك؛ في الفترة من 25-27/10/ 1437هـ , التي يوافقها 30/7-1/8/2016م .
وشارك في المؤتمر كوكبةٌ من العلماء والباحثين والأكاديميين؛ أثْرَوا موضوعاته ومحاوره .
وفي افتتاح المؤتمر؛ رحَّب فخامةُ الرئيس "جوكو ويدودو" رئيسِ جمهورية إندونيسيا؛ بالمشاركين من كافة الدول، وشكر رابطةَ العالم الإسلامي على عقد المؤتمر، وعلى ما تُسهم به من جهودٍ في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وأوطانها وقضاياها؛ وفي رد الأباطيل والشبهات الموجهة ضد الإسلام وحضارته ومقدساته ورموزه وعلمائه، وعبَّر عن أمله في أن يحقق المؤتمرُ الأهدافَ التي عُقد من أجلها، واعتبره فرصةً لمحاربة الإرهاب والغلو والتطرف الطائفي في آسيا؛ راجياً أن يَخرج هذا المؤتمر بتوصياتٍ عمليةً تتبناها الأطرافُ المعنيةُ .
وفي كلمة معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي؛ أكَّد فيها حِرصَ الرابطة على مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي، مبيناً خطورتَهما على حاضر الأمة المسلمة ومستقبلِها، وعلى الأمن والسلام العالمي، وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز آل سعود؛ في مكافحة الإرهاب والطائفية, والاهتمامِ بالقارة الآسيوية, كما اشاد بجهود إندونيسيا الإسلامية وحرصها على التعاون فيما يخدم الإسلام والمسلمين, وأعرب معاليه عن أهمية هذا المؤتمر؛ في إبراز واجب علماء السنة في مكافحة الارهاب والتطرف والطائفية, مؤكداً أهميةَ دَورِ الأسرة ومؤسسات التعليم والمساجد والإعلام بمؤسساته المختلفة؛ في نشر الوسطية وتصحيح الأخطاء وتربية النشء وتوجيهِه، بما يُعزز الانتماءَ الدينيَّ والوطنيَّ والوعيَ بقضايا المسلمين ومشكلاتهم.
وقال: إن رسالة العلماء هي نشرُ العلم الصحيح, والتصدي للتطرف لدى بعض الجماعات نتيجة الفهمَ الشاذ لنصوص الجهاد والحِسبة وغيرها، ومواجهةُ الفكر الطائفي والطعنِ في السلف الصالح, والتصدي في الهجمة التي يتعرض لها الاسلامُ، وبيان مخاطرَ شقِّ عصا المسلمين ومنازعةِ الأمرِ أهلَه, والوقوعِ في فتنة التكفير وقتلِ الناس بغير حق- الآمِنِ منهم والمستأمَن-وأكد على دَور المؤسسات الرسمية والشعبية, في نشر الوسطية والاعتدال, وبيان منهج الإسلام في التعامل مع الآخر لتحقيق الاستقرار والحفاظ على حقوق الجميع.
وبحث المشاركون الموضوعات التالية :
أولاً: الإرهاب والتطرف.. الأسباب والنتائج
استعرض المؤتمر انتشارَ الإرهابِ في آسيا وغيرها، والأسبابَ الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ والسياسيةَ والاقتصاديةَ لذلك، وأن من أهم أسباب الإرهاب على المستوى العالمي: الإجحافَ في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي، والتساهلَ في رفْع الظلم عن الشعوب المستضعَفة، والتغاضي عن ممارسات قتل الأبرياء والأطفال والانتهاكات الطائفية؛ دون استنكارٍ ولا محاكمة.
وأن من أسبابه الدينية لدى بعض المسلمين: الجهلُ بالإسلام الصحيح, وضَعفُ الجهود الإسلامية في مواجهته, واستغلالُه لمصالحَ طائفيةٍ أو سياسية.
وأكد المؤتمرون على ما يلي :
- براءة الإسلام من الإرهاب، وأن رسالة الإسلام ونصوصَه الجليةَ تؤكد على وسطيته واعتداله وتسامحه وأنه رحمة للعالمين، واحترامِه الكرامة الإنسانية، وصَوْنِه النفوس والأعراض والأموال والممتلكات، قال الله تعالى: ﴿إن الله يأمربالعدل والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكَر والبغي يَعِظكم لعلكم تذكرون﴾ (النحل: 90).
- أن الإرهاب الذي يمارسه بعضُ المنحرفين عن الصراط المستقيم من المسلمين؛من آثار الغلو في الدين؛ الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه في قوله في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامُ أحمدُ والنَّسائيُّ وابنَ ماجه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ : إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ: الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ).
- أن إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين زُوراً وبُهتاناً؛ إساءةٌ تتجاهل جهودَ المسلمين في مكافحة الإرهاب وإدانةِ كافة صُوره ومَظاهره، وإسهامَهم في استتباب الأمن والسلم العالمي.
- أن الجرائم الإرهابية التي تُرتكب باسم الإسلام؛ لا صلةَ لها بالإسلام دينِ الرحمة، ولا مبرر لهذه الأفعال الشنيعة التي شوَّهَتِ الإسلامَ وآذَتِ الإنسانيةَ وأرهقَتِ المسلمين وأراقتِ الدماءَ المعصومة.
- أن أحكام الإسلام وقيَمَه كما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ووفق فهْم السلف الصالح؛ هي الدرع الحصينة للسلم والأمن؛ لما فيها من صَوْنٍ للحقوق وتعظيمٍ لحرمة الدماء؛ وتحريمٍ للظلم والعدوان والفساد في الأرض؛ قال تعالى : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ والله لا يحب الفساد) (البقرة :205), وقد توعَّد اللهُ المفسدين في الأرض بأليم عقابه في الدنيا والآخرة؛ فقال سبحانه : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسولَه ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقطَّع أيديهم وأرجلُهم من خلافٍ أو يُنْفَوْا من الأرض ذلك لهم خِزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (المائدة : 33).
- أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أفضل السبل للوصول إلى فهمٍ صحيحٍ للآخَر, وبِناء الثقة, وحل الإشكالات, ووضْع صيغ التعاون وُصولاً إلى تحقيق الأهداف النبيلة .
ثانيا: التطرف الطائفي .. الأخطار والآثار :
ناقش المشاركون التغلغلَ الطائفيَّ الذي ينتشر في دول آسيا، وغيرها من القارات ، والمناشطَ المشبوهةَ التي تقوم بها الجهاتُ الطائفية, وما تفعله بعض الطوئف لنشر الطائفية البغيضة؛ وآثارَ ذلك وأخطارَه، وأكدوا على أن إندونيسيا باعتبارها أكبرَ دولةٍ إسلامية؛ لها أهمية كبرى في المنطقة؛ يجب على المسلمين كافة مواجهةُ أيِّ استهدافٍ طائفيٍّ لها, والحذرُ من كل أيدٍ خفيةٍ تعمل على إثارة العنف الطائفي فيها, مما يهدد وحدتَها وأمنَها.
وأكدوا على أن من أبرز الأعمال الطائفية ما يلي :
- الإساءةُ إلى منهج أهل السنة والجماعة الذي توارثه المسلمون في آسيا، وتشويهُ تُراثهم الحضاري والثقافي المشترك الذي تتجلى فيه وحدةُ المقوم الديني بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية.
- بثُّ العقائد الباطلة بين المسلمين، والإساءةُ إلى الصحابة رضي الله عنهم؛ حمَلةِ الدين وأهدى الناس وأفضلِهم في الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
- نشرُ الأفكارِ المنحرفةِ المُجانبةِ للاعتدال والوسطية، المَشوبة بالغلو والتطرف والضلال.
- تأجيجُ مشاعر الكراهية بين المسلمين، وبثُّ الأحقاد الطائفية بينهم، وإغراقُهم في صراعٍ يدفع بهم إلى الاحتراب، ويُفتت مجتمعاتِهم إلى مجتمعاتٍ طائفيةٍ عِرقيةٍ متناحرة.
- تهيئةُ الأجواء لانتهاك سيادة الدول بالتدخل الخارجي .
- اضطهادُ الأقليات المسلمة في العديد من دول آسيا؛ وبخاصة في بورما وما يحدث فيها من جرائمَ غيرِ إنسانية؛ كالقتلِ والتمثيلِ بالجثثِ بطريقةٍ وحشية؛ والتشريدِ والتهجيرِ والتجويعِ وغيرِ ذلك مما يُرتكب في حق المسلمين: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)(البروج : 8).
واستنكر المؤتمِرون الجهود التي تبذل في التغلغل الطائفي في آسيا وأفريقيا وغيرِهما؛ وأوصَوْا بما يلي:
1- إنشاءُ مركزٍ بحثيٍّ متخصصٍ في مواجهة الطائفية، يقوم برصد المناشط التي تقوم بها المؤسسات الطائفية في آسيا- وبخاصة في دول شرق آسيا- ودراسةِ الوسائل التي تتذرع بها للتغلغل الطائفي، وتَبادُلِ المعلومات في ذلك بين الجهات المعنية.
2- عقْـدُ ندواتٍ مكثفةٍ في مختلف دول آسيا, تتعاون فيها الهيئاتُ الإسلاميةُ مع رابطة العالم الإسلامي؛ لتحصين عقائد المسلمين وأفكارهم.
3- دعوةُ حكومات دول آسيا إلى تعزيز برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ لتلبيةِ حاجات المجتمعات، والتقليلِ من البطالة والفقر، فالضعف الاقتصادي والاجتماعي من أبرز مبررات نشر الطائفية البغيضة.
4- تشجيعُ البحوث والدراسات المتعلقة بالثقافة الإسلامية؛ للحفاظ على وحدة المسلمين في آسيا، وصدِّ التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة، وتنميةِ مَدارك الناس العلمية والمعرفية.
5- دعوةُ المؤسسات العلمية والتعليمية لإبراز مَخاطرِ التطرف الطائفي، وتوجيهِ بحوثها لدراسة أسبابه ومواجهة آثارِه.
ثالثا: مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي .. المسؤوليات والجهود
أكد المؤتمرون على أن الإرهاب والتطرف الطائفي ظاهرتان تستوجبان جهوداً مشتركة لاحتوائهما والتصدي لهما؛ من خلال برنامجٍ دوليٍّ يعالج أسبابَهما، ويَكفُل القضاءَ عليهما، ويَصون عقائدَ الناسِ وحياةَ الأبرياء، ويحفظ للدول سيادتَها وللشعوب استقرارَها وخصوصيتَها, وللعالم سلامتَه وأمنَه، وناقشوا برامجَ التحصينِ العقدي وتعزيزِ الأمن الفكري؛ وأهميةَ تكامل المسؤوليات بين المؤسسات الرسمية والشعبية في دول القارة الآسيوية.
وأشاد المؤتمرون بجهود العلماء المسلمين في مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي؛ وتعزيزِ التعايش السلمي في المجتمعات؛ والحرصِ على ما يحقق الأمنَ والاستقرارَ والتعاونَ، وأثنَوا على الجهود التي تبذُلها إندونيسيا بقيادة فخامةُ الرئيس "جوكو ويدودو" رئيسِ جمهورية إندونيسيا لتحقيق التعاون والتعايش والسلام، واهتمامِه بمحاربة الإرهاب والتطرف الطائفي .
واستعرض المؤتمرُ المسؤوليةَ الدولية في مكافحة الإرهاب، وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية وقيادتِها الحكيمةِ في محاربتِه والتصدي له والتوعيةِ بخطره، واستمرارِها الدَّؤوبِ في مواجهتِه إقليمياً ودولياً، وحِرصِها على تعزيز الأمنِ والسلامِ في العالم، وأشاد المؤتمرون بالتجربة الرائدة في المملكة العربية السعودية؛ والتي تقوم على الحوار مع المجموعات المتطرفة, والتي حققت نتائجَ إيجابيةً .
واستنكر المؤتمرُ ما تمارسه إسرائيلُ من جرائمَ في حق الشعب الفلسطيني، ودعا العالمَ إلى رفض إجراءاتها لتهويد القدس الشريف؛ وتدنيسِ المسجد الأقصى المبارك، ووضْعِ حدٍّ للممارسات الإرهابية التي ترتكبُها.
كما استنكر ما يمارس من جرائمِ التطهير العِرقي وما يصاحبه من التعذيبِ والتجويعِ والتشريدِ والقتلِ بحق المسلمين في بورما, واستغرب سكوتَ العالم عن هذه الجرائم الوحشية الشنيعة
رابعاً: التوصيات :
أوصى المؤتمرون بما يلي :
- أن تنشئ رابطة العالم الإسلامي مركزا لدراسات التطرف والإرهاب والطائفية بالتعاون مع مجلس العلماء الإندونيسي المركزي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية في لومبوك .
- تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تضمنها هذا البيان من مجلس العلماء الإندونيسي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية ووزارة الشؤون الدينية ورابطة العالم الإسلامي .
- وضْعُ خُطةٍ استراتيجيةٍ متكاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف الطائفي في آسيا بكل صورِه وأشكالِه، والاستفادةُ في ذلك من التجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية، والتعاونُ مع المجتمع الدولي في ذلك، وأن تتخذ رابطة العالم الإسلامي الإجراءاتِ اللازمةَ لذلك مع الجهات المختصة رسميةً وشعبية.
- دعمُ التعليم الديني في دول آسيا وتطويرُ مناهجه، وإنشاءُ مدارسَ ومَعاهدَ إسلاميةٍ تَفي باحتياجات المسلمين التعليمية، وتُزوِّدُهم بالأئمة والمدرسين الذين يُبيِّنون خطرَ الإرهاب والطائفية، ويؤَصِّلون وسطيةَ الإسلام واعتدالَه، قال الله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيداً ﴾ (البقرة: 143).
- قيام العلماء الراسخين في العلم بواجبهم ، في تبصير الشباب بالمفاهيم الشرعية الصيحية: للجهادِ؛ والتكفيرِ؛ والولاءِ والبراءِ؛ والحاكميةِ؛ ووجوب طاعة وليِّ الأمر وتحريمِ الخروج عليه, وما يتعلق بذلك من أحكام.
- ترشيدُ مناهج الدعوة، وربْطُها بمنهج الإسلام الصحيح في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحثُّ المؤسسات الدعوية في دول آسيا على التعاون في ذلك مع الهيئات الإسلامية، وعقْـدُ دوراتٍ تدريبيةٍ للأئمة والدعاة.
- تكوينُ مجلسٍ تنسيقيٍّ للهيئات الإسلامية الآسيوية، يوحِّـد الجهودَ ويحدد الأهدافَ تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي؛ وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة، ويعقد لقاءاتٍ تنسيقيةً دوريةً مع الجهات المتخصصة في دول آسيا، لوضع البرامجِ العمليةِ لمواجهةِ الإرهابِ والتطرفِ الطائفي في آسيا.
- دعمُ الأقليات المسلمة- وبخاصةٍ من الناحية التعليمية والتربوية - لتنجوَ من مَزالقِ التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، وتنخرطَ في تنميةِ أوطانها بما يضمن التعايشَ للجميع وتصحيحَ صورةِ الإسلام الحنيفِ وصورةِ أتباعه.
- تحقيقُ الإصلاحِ الشاملِ الذي يحفظ الهويةَ الثقافيةَ, ويلبي تطلعاتِ الشعوب في محاربة الفساد, وحُسنُ استخدام الموارد البشرية والطبيعية, بما يحقق العدلَ, ويَصون الكرامةَ الإنسانية, ويرعى الحقوقَ والواجبات .
وشكر المشاركون خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ سلمانَ بنَ عبد العزيز آل سعود؛ مَلكَ المملكة العربية السعودية؛ وسموَّ وليِّ العهد؛ نائبِ رئيس مجلس الوزراء؛ وزيرِ الداخلية؛ الأميرِ محمدِ بن نايف بن عبد العزيز آل سعود؛ وسمــوَّ وليِّ وليِّ العهـــد ؛ النائبِ الثاني لرئيسِ مجلسِ الوزراء؛ وزيرِ الدفـــاع؛ الأميـــرِ محمــدِ بنِ سلمـــانَ بنِ عبدِ العزيز آل سعـــود ؛ على حرصـــــهم - حفظهم الله- على مصلحة المسلمين، وما يحقق السلامَ والأمنَ والاستقرارَ في المجتمعات الإنسانية.
وأشادوا بما تبذُله المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتِهما، وإكرامِ ضيوفِهما من الزوار والحُجاج والمعتمِرين، وأدانُوا بشدةٍ ما تناولَتْه وسائلُ الإعلام من إساءاتٍ إيرانيةٍ للمملكة وتَغافُلِها عن الجهود المتميزة التي تبذُلها في خدمة ضيوف الرحمن .
واستنكروا ما يجري في العالم الإسلامي والعربي والدولي من انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان وسكوت المجتمع الدولي على الجرائم الوحشية في مناطق عديدة من العالم وطالبوا بضرورة تقديم المجرمين إلى المحاكم الدولية .
وشكروا سعادةَ الدكتور "محمد زين المجد"محافظِ نوسا تنجارا الغربية، وفضيلةَ الشيخِ الدكتور معروف أمين, الرئيسِ العامِّ لمجلسِ العلماء الإندونيسي؛ لتعاونِهما في تنظيم المؤتمر والإعدادِ له.
وأثنى المشاركون على جهود معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، وأشادوا باهتمام الرابطة وما تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين.
وشكروا العلماءَ والباحثين وأساتذةَ الجامعات المشاركين في المؤتمر، لإثرائهم موضوعاتِه ببحوثهم وآرائهم .