صحيفة" نبراس" الإخبارية تجري حوار مع الكاتب"بدر العسيري" أهلا وسهلاً بك أ.بدر في صحيفة نبراس الإخبارية ،في الحقيقة مرورك يمثل شرف كبير لأدباء نبراس وآمل أن نستفيد من خبراتك لتوسيع هذا المجال الأدبي..
مرحبًا أختي وئام، يسعدني أن أكون ضيفًا معكم في صحيفة " نبراس" آملًا أن أكون محل الثقة وكما يليق بجمالكم.
بدايةً : عرّفنا عن نفسك أستاذ بدر ..
من هو بدر عمره ' مؤهله ' ووظيفته !
بدر العسيري مواليد ٥ اغسطس لعام ١٩٨١م، ولدت في جنوب المملكة، أحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة -تخطيط وتصميم عمراني - من جامعة الملك سعود بالرياض. أعمل مهندسًا لحسابي الخاص بعد أن فضلّت الإستقالة من الوظيفة الحكومية عام ١٤٣٢ هـ التي وإن كانت تعتبر وجاهة اجتماعية إلا أنها لم تكن بقدر الطموح و التطلعات، فللأسف المهندسين في بلدنا لم يحصلوا على ما يستحقون فهم يعاملون بإجحاف مُستفز لذا القليل جدًا يستمر في القطاعات الحكومية، بينما الكثير يتسربون للقطاعات الخاصة.
في أي عمر اكتشفت موهبتك وأنك كاتب ؟
كانت أشبه بمرحلة انتقالية، ففي الوقت الذي وجدتني فيه وجهًا لوجه مع الحياة ومع بدء دراستي الجامعية، وجدتني مسؤولًا عن نفسي، فجأة أنا المسؤول الوحيد عني بعد الله في هذه المرحلة السنية الجديدة. كنت أدوّن بعض خلجات صدري و أنفث على الورق همومي وأحزاني، تساؤلاتي و أمنياتي، حتى أن قرأ أحد الرفاق تلك القصاصات المتواضعة فقرر أن يزج بي إلى الشبكة العنكبوتية وعالم المنتديات .. وفعلًا كانت بدايتي مع منتديات " خزامى نجد " ولا زلت أذهب واستعيد تلك الأيام الماضية و كم كانت تلك المحاولات الكتابية في بدايتها متواضعة جدًا جدًا إلا أني سعيدٌ بهذه التجربة للغاية. ومن هنالك اختلطت بعدد من الكتّاب والشعراء و من ثم هاجرت لعدة منتديات حتى استقر بي الأمر في منتدى "هذيان الثقافي" و "جسد الثقافة " فكانت الإنطلاقة الحقيقية.
أنا أدين لمنتدى "هذيان" ورفاقي هنالك كل ما وصلت إليه. فعندما انضممت إليه وجدت كتّابًا وشعراء مختلفون كانوا ملهمين مبدعين .و قضينا أيامًا أدبية رائعة بحق ليتها تعود.
-حدّثنا عن أُولى خطواتك في الكتابة؟
كانت حبوًا .. هذا أقرب ما أستطيع أن أصفها به، مليئة بالأخطاء الإملائية و النحوية.. لم أولد وفي يدي قلم من ذهب، لكني بذلت المزيد من الجهد، من القراءة، من الكتابة حتى استطعت أن أصل إلى هنا، وأراني لم أصل بعد وأجدني بحاجة للمزيد.
- ماهِي أوّل خاطرة لك،وكم كنت تبلُغ من العمر وقتذاك؟
حقيقةً لا أتذكر تحديدًا، أذكر أن أغلب محاولاتي الأولى كانت عاطفية كقصائد مكسورة الحظ و الوزن والقافية.
- هل لنا أن نرى النص الأقرب لبدر !
هو نص بعنوان " وحيد " كتبته في مذكرات رجل خائف
( جزء من نص وحيد - كتاب مذكرات رجل خائف -)
أشدّ الألم أن تحارب من أجلِ من يجعلك في مُنتصف الكلام نكتةً عابرةً، وفي منتصف الظلام يأكلُ من ظهرك، وحين تُشرق الشمس يتبسم معك ويقاسمك رغيف سعادتك. محزنٌ أن تعيش مستسلمًا منك، تخون أفراحك لتوزّع ابتسامات روحِك للعابرين الذين يستعينون على قضاءِ حوائجهم منك بالكتمان!
وحيدٌ كهامشٍ مُهمل لم تعُد صفحاتُ العمر الذي يزاول به الحياةَ بحاجةٍ إليه، مثل فكرةٍ مؤقتةٍ، وموسيقى حزينةٍ تائهةٍ وسط صخب المدينة وضوضاء الشوارع الكئيبة، مُهمَلٌ كوجه غريبٍ امتدّت به الحيرة حتى ضلّ طريق الوصول، وعندما أراد العودة ماتتْ طفلته التي خرج لأجلها.
-من هُو قدوتك ومُلهمك؟
كل ناجح كان خلف نجاحه صبره. الصابرون أقرب الناس لقلبي. وبمختلف المجالات في الحياة أحب دائمًا أن استمع لقصص أولئك الذين ولدت نجاحاتهم من رحم الصبر والمعاناة. أولئك الذي سخّروا أحزانهم ليبدعوا، لا ليؤذوا أنفسهم أو الناس من حولهم. ورسولنا الكريم خير من نقتدي بصبره حتى أوصل رسالته كما ينبغي.
-هل هُناك شخص أخبَرك أنّك مُتمكن وأن كلماتُك تستحق أن يعانقها كتاب ؟
حقيقةً أن "تويتر" فتح الباب على مصراعية للكتاب، و لا أعرف هل كنا جميعًا بإنتظار تويتر حتى يأتي لنصبح مؤلفين ؟!
أتذكر أيام المنتديات ورغم المطالبات من بعض الزملاء أو أصدقاء الحرف بأن يُجمع شتاتنا الأدبي ليصبح في كتاب إلا أن مثل هذة الفكرة كانت مخيفة للغاية.
كتاب !!!!
الأمر بحاجة إلى تفكير عميق جدًا. الآن أسهل من أن تشرب الماء هو أن يُنشر لك كتابًا.
وأما عن المطالبات فكثر والله، خاصة عندما أصبح لديّ صفحة في تويتر .. كان هنالك من يطالبني بأن أتحول له على هيئة كتابٍ فوق رف. وها أنا قد فعلتها، وعليهم ألا ينسوا البسملة قبل مرافقتي، وإني أوصيهم مني وبي خيرًا.
- لديك ديوانين حدّثنا عن كلّ ديوان ومضمونه ؟
كتاب " مذكرات رجل خائف " صدر قبل ثمانية أشهر عن دار الأدب العربي وبفضل الله الكتاب وجد صدى أكثر من رائع وفوق المتوقع. تجربة أولى كان المحرض خلفها أحداث مرّت بحياتي وجدتني من خلالها أنزف تلك العبارات في مذكرات على هيئة نصوص هي أقرب ما تكون اجتماعية تعني بالصبر و التأمل و بث روح الأمل بداخل كل نفسٍ بائسة. كتاب من الحجم المتوسط يقع في ١٣٦ صفحة. أظنه من الكتب التي ستظل الأقرب لقلبي مهما بلغت نجاحات كتبي من بعده. ورغم خوفي من خوض هذه التجربة حينذاك إلا أن أصداء نجاحه الجميلة تركت أثرًا طيبًا في نفسي عنه. فعلًا أحب كتابي هذا بكل ما فيه إن كان جميلًا أو سيئًا.
ثم كتاب أنا " وصوت غيابك .." كتاب إلكتروني بصيغة pdf وهو بمثابة التجربة لعالم الكتب الإلكترونية وهو متوفر لدى تطبيق بوك" سبريسو " الكتاب صدر في أواخر شهر رمضان لهذا العام ١٤٣٧، وأستعد هذه الأيام لتسجيله صوتيًا وربما أيضًا سأمنحه فرصة أن يكون ورقيًا بعد أن وجدت الكثير من المطالبات بأن يكون في متناول اليد على هيئة كتاب ورقي، خاصة وأن الكتاب لم يجد الإقبال الإلكتروني الذي انتظرته، وإن كانت المدة ليست بالطويلة لكن أظنها كافية للحكم عليه.
العديد من القرّاء كان انطباعهم عن الكتاب رائعًا بل أن البعض من المقربين بعد إطلاعهم عليه طالبوا وبشدة أن يُطبع ورقيًا.
- أستاذ بدر .. أنت ككاتب أصدر ديوانين كيف كانت علاقتك بدور النشر وماهي أفضل دور النشر في رأيك، وهل صحيح ما يقال أن دور النشر هدفها ربحي اكثر من كونه ادبي ؟
هل يوجد دار هدفها غير الربح ؟!
حقيقةً لا أعرف أن هنالك دار همها إيصال ونشر الثقافة لوجه الله، ثم لوجه الأدب. ربما كان في السابق يختارون بعناية لمن بوسعه أن يكون شريكًا معهم في عملٍ أدبي جيد لكن في النهاية هي سوف تقصي هذا الكاتب ( ربحيًا ) و تنتفع هي بأرباح نتاجه الأدبي. دعونا نفكّر بواقعية و نترك أفكارنا المثالية التي لا تمت للواقع بصلة. إن أفضل دار تعني بالأدب هي تريد أفضل الكتّاب ليكون العائد المادي لها بشكلٍ أكبر. كل الدور هي تقريبًا تتشابه وتتنافر من بعضها البعض. حياتهم في الواقع كحياة المحيطات والبحار. الغريب أن هذه الدور تقوم بملاطفتك ومناداتك بالأستاذ المبجل قبل التوقيع وبعد التوقيع سينادونك باسمك وبالعامية " حاف جاف " لا أستاذ ولا هم يحزنون، عمومًا لي تجربة وحيدة وليست بذلك القدر من السوء إلا أني أنقل تجارب الكثير من الزملاء والزميلات في المجال الأدبي، وقد استفدت الكثير من الدروس. وأتوقع من كان بوسعهم احترامك وتقديرك على الأقل بعد توقيع العقد فهذه الدار تعد الأفضل.
-اقتباس من كتابك'مذكرات رجل خائف ؟.
لا أحد يعرف قيمتك الحقيقية كما يجب أن تُعرف، ما لم يذق طعم خسارتك وغيابك ورحيلك للأبد عنه . هؤلاء هم بنو البشر أحيانًا، لا يوقظ إحساسهم بك سوى رحيلك عنهم
-من الذي دعمَك وقدّم لك العون حتّى وصلت لهذا المُستوى ؟
لا أعرف إن قلت لكم حزني. هل ستظنون أني شخص بائس يائس؟!
ولا أعرف إن قلت لكم تمردي .. طيشي .. جنوني .. هل ستظنون بأني مختال فخور ؟!
ولا أعرف إن قلت لكم صبري أخذ بيدي إلى هنا هل ستعتقدون بأني أرائيكم على حساب نفسي ؟!
هل عندما أقول بأني قد تألمت فتعلمت تظنون ذلك من باب الزهو بالنفس.
أريد أن أقول لكم أني رجلً لا يتنازل عن أحلامه فما عساكم قائلين ؟
-ماهي الصعوبات التي واجهتها قبل أن تُصدِر كتابًا ؟
أخطائي .. تسويفي .. انشغالي عني.
- أشعرتَ بالندم حيال أي كتاب قُمت بنشره ؟
حتى الآن لا. عمومًا أنا حتى أخطائي أحبها بقدر يليق بها. أخطائي هي معلمي و أليس يقال : قم للمعلم و وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولًا.
- الإنتقاد:قد يأخذنا الى السماء وقد يهوي بِنا إلى الأرض، شارك معنا تجربتك مع النقد بنوعية الإيجاب والسلب!
قلة من النقاد جيدين. الكثيرون منهم يتصرفون بتعالي كما لو كانوا المسؤولين أمام الله عن الأدب والأدباء، وهؤلاء أنا أضعهم خلف ظهري.
النقد الإيجابي هو ذلك الذي يأتي لطيفًا رقيقًا تتضح من معالمه الصدق، وأنه يريد أن يُصلح إعوجاجًا أو وزنًا أو يبدي رأيًا و مثل هؤلاء هم الأقرب لنفسي وأحبهم أكثر من المادحين، وإن كان للمادحين منزلةٌ عليا بقلبي فمن منا لا يُحب الثناء؟
أما أولئك الذين يأتون وقد شمروا لك عن سواعد حقدهم لينتقدوك من باب الصراحة على وزن الوقاحة فهؤلاء وللأسف هنالك من قد يتوقف عن حلمه بسببهم. أولئك الذين لا يحبون سوى أنفسهم يعتقدون بأن ساحة الأدب لم تُخلق إلا لأجلهم وأنه على البقية التصفيق لهم، فإذا ما شاركوهم الساحة قالوا : إن رائحة الأدب غير لائقة. نسوا أن المياة الآسنة عفنة.
-(كيف أكون كاتب)ما هي إجابتك عندما تُواجه هذا السؤال؟
أقرأ أكثر ..
- صحيفة " نبراس الإخبارية " مليئة بالكُتاب والمبتدئين الناشئة بمَ تنصح هؤلاء وأنا منهم ككاتبة أرغب في تأليف كتاب؟
كن دومًا خلف أحلامك، و لا تتوقف فأنت حتمًا أقرب إليها أكثر من أي وقتٍ قد مضى.
عندما تصر على بلوغ أحلامك يقف معك كل شيء من حولك دون تشعر، وكل شيء يساعدك على تحقيقه طالما أنت لا تتنازل عنه.
-أخيرًا أ.بدر لك خالص الشكر والعرفان على تواجدك أولًا ثمّ لإجاباتك التي زادت من رونق هذا الحوار الشيّق،حقيقةً سعُدت جدًا بحضورك هُنا أ.بدر -بإذن لله- لن يكُون الحوار الأخير أتمنى أن تمنحني صحيفة نبراس فرصة أخرى للحوار مع كاتب/ة وأديب/ة كأنتْ أسأل الله لي ولك ولجميع أعضاء الصحيفة التوفيق والسّداد.
أجرت الحوار : وئام علي طالبي جازان
مرحبًا أختي وئام، يسعدني أن أكون ضيفًا معكم في صحيفة " نبراس" آملًا أن أكون محل الثقة وكما يليق بجمالكم.
بدايةً : عرّفنا عن نفسك أستاذ بدر ..
من هو بدر عمره ' مؤهله ' ووظيفته !
بدر العسيري مواليد ٥ اغسطس لعام ١٩٨١م، ولدت في جنوب المملكة، أحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة -تخطيط وتصميم عمراني - من جامعة الملك سعود بالرياض. أعمل مهندسًا لحسابي الخاص بعد أن فضلّت الإستقالة من الوظيفة الحكومية عام ١٤٣٢ هـ التي وإن كانت تعتبر وجاهة اجتماعية إلا أنها لم تكن بقدر الطموح و التطلعات، فللأسف المهندسين في بلدنا لم يحصلوا على ما يستحقون فهم يعاملون بإجحاف مُستفز لذا القليل جدًا يستمر في القطاعات الحكومية، بينما الكثير يتسربون للقطاعات الخاصة.
في أي عمر اكتشفت موهبتك وأنك كاتب ؟
كانت أشبه بمرحلة انتقالية، ففي الوقت الذي وجدتني فيه وجهًا لوجه مع الحياة ومع بدء دراستي الجامعية، وجدتني مسؤولًا عن نفسي، فجأة أنا المسؤول الوحيد عني بعد الله في هذه المرحلة السنية الجديدة. كنت أدوّن بعض خلجات صدري و أنفث على الورق همومي وأحزاني، تساؤلاتي و أمنياتي، حتى أن قرأ أحد الرفاق تلك القصاصات المتواضعة فقرر أن يزج بي إلى الشبكة العنكبوتية وعالم المنتديات .. وفعلًا كانت بدايتي مع منتديات " خزامى نجد " ولا زلت أذهب واستعيد تلك الأيام الماضية و كم كانت تلك المحاولات الكتابية في بدايتها متواضعة جدًا جدًا إلا أني سعيدٌ بهذه التجربة للغاية. ومن هنالك اختلطت بعدد من الكتّاب والشعراء و من ثم هاجرت لعدة منتديات حتى استقر بي الأمر في منتدى "هذيان الثقافي" و "جسد الثقافة " فكانت الإنطلاقة الحقيقية.
أنا أدين لمنتدى "هذيان" ورفاقي هنالك كل ما وصلت إليه. فعندما انضممت إليه وجدت كتّابًا وشعراء مختلفون كانوا ملهمين مبدعين .و قضينا أيامًا أدبية رائعة بحق ليتها تعود.
-حدّثنا عن أُولى خطواتك في الكتابة؟
كانت حبوًا .. هذا أقرب ما أستطيع أن أصفها به، مليئة بالأخطاء الإملائية و النحوية.. لم أولد وفي يدي قلم من ذهب، لكني بذلت المزيد من الجهد، من القراءة، من الكتابة حتى استطعت أن أصل إلى هنا، وأراني لم أصل بعد وأجدني بحاجة للمزيد.
- ماهِي أوّل خاطرة لك،وكم كنت تبلُغ من العمر وقتذاك؟
حقيقةً لا أتذكر تحديدًا، أذكر أن أغلب محاولاتي الأولى كانت عاطفية كقصائد مكسورة الحظ و الوزن والقافية.
- هل لنا أن نرى النص الأقرب لبدر !
هو نص بعنوان " وحيد " كتبته في مذكرات رجل خائف
( جزء من نص وحيد - كتاب مذكرات رجل خائف -)
أشدّ الألم أن تحارب من أجلِ من يجعلك في مُنتصف الكلام نكتةً عابرةً، وفي منتصف الظلام يأكلُ من ظهرك، وحين تُشرق الشمس يتبسم معك ويقاسمك رغيف سعادتك. محزنٌ أن تعيش مستسلمًا منك، تخون أفراحك لتوزّع ابتسامات روحِك للعابرين الذين يستعينون على قضاءِ حوائجهم منك بالكتمان!
وحيدٌ كهامشٍ مُهمل لم تعُد صفحاتُ العمر الذي يزاول به الحياةَ بحاجةٍ إليه، مثل فكرةٍ مؤقتةٍ، وموسيقى حزينةٍ تائهةٍ وسط صخب المدينة وضوضاء الشوارع الكئيبة، مُهمَلٌ كوجه غريبٍ امتدّت به الحيرة حتى ضلّ طريق الوصول، وعندما أراد العودة ماتتْ طفلته التي خرج لأجلها.
-من هُو قدوتك ومُلهمك؟
كل ناجح كان خلف نجاحه صبره. الصابرون أقرب الناس لقلبي. وبمختلف المجالات في الحياة أحب دائمًا أن استمع لقصص أولئك الذين ولدت نجاحاتهم من رحم الصبر والمعاناة. أولئك الذي سخّروا أحزانهم ليبدعوا، لا ليؤذوا أنفسهم أو الناس من حولهم. ورسولنا الكريم خير من نقتدي بصبره حتى أوصل رسالته كما ينبغي.
-هل هُناك شخص أخبَرك أنّك مُتمكن وأن كلماتُك تستحق أن يعانقها كتاب ؟
حقيقةً أن "تويتر" فتح الباب على مصراعية للكتاب، و لا أعرف هل كنا جميعًا بإنتظار تويتر حتى يأتي لنصبح مؤلفين ؟!
أتذكر أيام المنتديات ورغم المطالبات من بعض الزملاء أو أصدقاء الحرف بأن يُجمع شتاتنا الأدبي ليصبح في كتاب إلا أن مثل هذة الفكرة كانت مخيفة للغاية.
كتاب !!!!
الأمر بحاجة إلى تفكير عميق جدًا. الآن أسهل من أن تشرب الماء هو أن يُنشر لك كتابًا.
وأما عن المطالبات فكثر والله، خاصة عندما أصبح لديّ صفحة في تويتر .. كان هنالك من يطالبني بأن أتحول له على هيئة كتابٍ فوق رف. وها أنا قد فعلتها، وعليهم ألا ينسوا البسملة قبل مرافقتي، وإني أوصيهم مني وبي خيرًا.
- لديك ديوانين حدّثنا عن كلّ ديوان ومضمونه ؟
كتاب " مذكرات رجل خائف " صدر قبل ثمانية أشهر عن دار الأدب العربي وبفضل الله الكتاب وجد صدى أكثر من رائع وفوق المتوقع. تجربة أولى كان المحرض خلفها أحداث مرّت بحياتي وجدتني من خلالها أنزف تلك العبارات في مذكرات على هيئة نصوص هي أقرب ما تكون اجتماعية تعني بالصبر و التأمل و بث روح الأمل بداخل كل نفسٍ بائسة. كتاب من الحجم المتوسط يقع في ١٣٦ صفحة. أظنه من الكتب التي ستظل الأقرب لقلبي مهما بلغت نجاحات كتبي من بعده. ورغم خوفي من خوض هذه التجربة حينذاك إلا أن أصداء نجاحه الجميلة تركت أثرًا طيبًا في نفسي عنه. فعلًا أحب كتابي هذا بكل ما فيه إن كان جميلًا أو سيئًا.
ثم كتاب أنا " وصوت غيابك .." كتاب إلكتروني بصيغة pdf وهو بمثابة التجربة لعالم الكتب الإلكترونية وهو متوفر لدى تطبيق بوك" سبريسو " الكتاب صدر في أواخر شهر رمضان لهذا العام ١٤٣٧، وأستعد هذه الأيام لتسجيله صوتيًا وربما أيضًا سأمنحه فرصة أن يكون ورقيًا بعد أن وجدت الكثير من المطالبات بأن يكون في متناول اليد على هيئة كتاب ورقي، خاصة وأن الكتاب لم يجد الإقبال الإلكتروني الذي انتظرته، وإن كانت المدة ليست بالطويلة لكن أظنها كافية للحكم عليه.
العديد من القرّاء كان انطباعهم عن الكتاب رائعًا بل أن البعض من المقربين بعد إطلاعهم عليه طالبوا وبشدة أن يُطبع ورقيًا.
- أستاذ بدر .. أنت ككاتب أصدر ديوانين كيف كانت علاقتك بدور النشر وماهي أفضل دور النشر في رأيك، وهل صحيح ما يقال أن دور النشر هدفها ربحي اكثر من كونه ادبي ؟
هل يوجد دار هدفها غير الربح ؟!
حقيقةً لا أعرف أن هنالك دار همها إيصال ونشر الثقافة لوجه الله، ثم لوجه الأدب. ربما كان في السابق يختارون بعناية لمن بوسعه أن يكون شريكًا معهم في عملٍ أدبي جيد لكن في النهاية هي سوف تقصي هذا الكاتب ( ربحيًا ) و تنتفع هي بأرباح نتاجه الأدبي. دعونا نفكّر بواقعية و نترك أفكارنا المثالية التي لا تمت للواقع بصلة. إن أفضل دار تعني بالأدب هي تريد أفضل الكتّاب ليكون العائد المادي لها بشكلٍ أكبر. كل الدور هي تقريبًا تتشابه وتتنافر من بعضها البعض. حياتهم في الواقع كحياة المحيطات والبحار. الغريب أن هذه الدور تقوم بملاطفتك ومناداتك بالأستاذ المبجل قبل التوقيع وبعد التوقيع سينادونك باسمك وبالعامية " حاف جاف " لا أستاذ ولا هم يحزنون، عمومًا لي تجربة وحيدة وليست بذلك القدر من السوء إلا أني أنقل تجارب الكثير من الزملاء والزميلات في المجال الأدبي، وقد استفدت الكثير من الدروس. وأتوقع من كان بوسعهم احترامك وتقديرك على الأقل بعد توقيع العقد فهذه الدار تعد الأفضل.
-اقتباس من كتابك'مذكرات رجل خائف ؟.
لا أحد يعرف قيمتك الحقيقية كما يجب أن تُعرف، ما لم يذق طعم خسارتك وغيابك ورحيلك للأبد عنه . هؤلاء هم بنو البشر أحيانًا، لا يوقظ إحساسهم بك سوى رحيلك عنهم
-من الذي دعمَك وقدّم لك العون حتّى وصلت لهذا المُستوى ؟
لا أعرف إن قلت لكم حزني. هل ستظنون أني شخص بائس يائس؟!
ولا أعرف إن قلت لكم تمردي .. طيشي .. جنوني .. هل ستظنون بأني مختال فخور ؟!
ولا أعرف إن قلت لكم صبري أخذ بيدي إلى هنا هل ستعتقدون بأني أرائيكم على حساب نفسي ؟!
هل عندما أقول بأني قد تألمت فتعلمت تظنون ذلك من باب الزهو بالنفس.
أريد أن أقول لكم أني رجلً لا يتنازل عن أحلامه فما عساكم قائلين ؟
-ماهي الصعوبات التي واجهتها قبل أن تُصدِر كتابًا ؟
أخطائي .. تسويفي .. انشغالي عني.
- أشعرتَ بالندم حيال أي كتاب قُمت بنشره ؟
حتى الآن لا. عمومًا أنا حتى أخطائي أحبها بقدر يليق بها. أخطائي هي معلمي و أليس يقال : قم للمعلم و وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولًا.
- الإنتقاد:قد يأخذنا الى السماء وقد يهوي بِنا إلى الأرض، شارك معنا تجربتك مع النقد بنوعية الإيجاب والسلب!
قلة من النقاد جيدين. الكثيرون منهم يتصرفون بتعالي كما لو كانوا المسؤولين أمام الله عن الأدب والأدباء، وهؤلاء أنا أضعهم خلف ظهري.
النقد الإيجابي هو ذلك الذي يأتي لطيفًا رقيقًا تتضح من معالمه الصدق، وأنه يريد أن يُصلح إعوجاجًا أو وزنًا أو يبدي رأيًا و مثل هؤلاء هم الأقرب لنفسي وأحبهم أكثر من المادحين، وإن كان للمادحين منزلةٌ عليا بقلبي فمن منا لا يُحب الثناء؟
أما أولئك الذين يأتون وقد شمروا لك عن سواعد حقدهم لينتقدوك من باب الصراحة على وزن الوقاحة فهؤلاء وللأسف هنالك من قد يتوقف عن حلمه بسببهم. أولئك الذين لا يحبون سوى أنفسهم يعتقدون بأن ساحة الأدب لم تُخلق إلا لأجلهم وأنه على البقية التصفيق لهم، فإذا ما شاركوهم الساحة قالوا : إن رائحة الأدب غير لائقة. نسوا أن المياة الآسنة عفنة.
-(كيف أكون كاتب)ما هي إجابتك عندما تُواجه هذا السؤال؟
أقرأ أكثر ..
- صحيفة " نبراس الإخبارية " مليئة بالكُتاب والمبتدئين الناشئة بمَ تنصح هؤلاء وأنا منهم ككاتبة أرغب في تأليف كتاب؟
كن دومًا خلف أحلامك، و لا تتوقف فأنت حتمًا أقرب إليها أكثر من أي وقتٍ قد مضى.
عندما تصر على بلوغ أحلامك يقف معك كل شيء من حولك دون تشعر، وكل شيء يساعدك على تحقيقه طالما أنت لا تتنازل عنه.
-أخيرًا أ.بدر لك خالص الشكر والعرفان على تواجدك أولًا ثمّ لإجاباتك التي زادت من رونق هذا الحوار الشيّق،حقيقةً سعُدت جدًا بحضورك هُنا أ.بدر -بإذن لله- لن يكُون الحوار الأخير أتمنى أن تمنحني صحيفة نبراس فرصة أخرى للحوار مع كاتب/ة وأديب/ة كأنتْ أسأل الله لي ولك ولجميع أعضاء الصحيفة التوفيق والسّداد.
أجرت الحوار : وئام علي طالبي جازان
كل التوفيق له ولك ولروّاد نبراس
هذا الكتاب يقدم هديه لزوجتك رحمها الله وابنائك
وبالتوفيق ومن نجاح الى نجاح باذن الله
بالتوفيق وئاام
الله يوفقك وئاام