• ×

قائمة

Rss قاريء

ماذا يحصل في تركيا ؟؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة - انتصار عبدالله - صحيفة نبراس 
اقيم في القنصلية التركية بجدة مؤتمرا صحفياً لتوضيح المستجدات التي طرأت علي الوضع التركي بعد فشل الإنقلاب الذي حدث الأسبوع الماضي وفي بداية المؤتمر عرض فيديو يوضح اثر القتل والدمار الذي سببه الإنقلابيون للشعب التركي الأعزل ومن ثم القى سعادة القنصل كلمة قال فيها :
في ليلة 15 يوليو 2016م حركة عسكرية غير نظامية بدأت في العديد من المدن التركية وخاصة في مدينتي أنقرة واسطنبول. وبعدها بوقت قصير تبين أنها محاولة انقلاب عسكرية.
محاولة الانقلاب هذه كانت قد بدأت وأٌطلقت من قبل زمرة من جنود من الجيش التركي من مختلف الرتب التابعين للمنظمة الأرهابية الخاضعة لفتح الله غولن وكانت فكرة اطاحت الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطياً هي غايتهم ومرادهم.
ومدبري الانقلاب هؤلاء أطلقوا النار على أبناء شعبهم وقاموا بطعن قادتهم من الخلف وقصف المكتب الرئاسي ومراكز الشرطة بالاضافة الى أن مبنى مجلس البرلمان التركي قُصف في هذه الاثناء ، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا الديمقراطية.
حاول الجناة اذاعة بيانهم عن طريق احتلال مكاتب التلفزيون الرسمي TRT ومداهمة وسائل الاعلام الخاصة. كما و أنهم طلبوا من رئيس هيئة الأركان خلوصي أركار التحدث إلى فتح الله غولن هاتفيا.
ومن ثم قام فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان و رئيس الوزراء بن علي يلدرم بمطالبة الشعب بالنزول الى الشوارع والساحات والميادين والمطارات للدفاع عن الديمقراطية والسياسات الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية والدستور.
فما كان من الشعب الاستجابة للنداء ، فتدفقوا مندفعين تجاه الشوارع واقفين ضد دبابات الجناة الانقلابيين. وكانت هذه المظاهر من الوحدة والتضامن النادرة السبب في ايقاف وافشال المحاولة الانقلابية.
وللأسف، فقد استُشهد على الأقل 246 شخصا من أبناء الشعب التركي منهم المدنيين وجنود من قوات الأمن في مدينتي أنقرة واسطنبول وأصُيب أكثر من 2185 مواطن وهم يقاومون محاولة الانقلاب.
وفي أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، أظهرت جميع الأحزاب السياسية داخل خيمة البرلمان تضامنها الحقيقي مع الحكومة التركية مشددةً على أنه لا غنى عن المؤسسات الديمقراطية ودعمت الادارة الوطنية بتبنيها اعلان مشترك خلال الاجتماع الطارئ. وهكذا فقد ظهر بوضوح أن الديمقراطية سوف تسود البلاد.
إن محاولة الأنقلاب التي قام بها فصيل من المتأمرين في الجيش مرتبطة بمنظمة فتح الله غولن الارهابية FETÖ التي يقودها من مقره في الولايات المتحدة .

ومن جهة أخرى ، قامت الحكومة التركية بتاريخ 21 يوليو 2016م باعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر وذلك في اطار استكمال التحقيقات الجارية على أكمل وجه ومقاضاة أولائك المشتبه بهم بالانتساب لتلك المنظمة الارهابية التي تعتبر أنها شبكات سرية متداخلة ليست ضمن اجهزة الجيش فقط بل في العديد من أجهزة الدولة الأخرى.
إن الهدف من اعلان حالة الطوارئ هو اتخاذ الاجراءات المناسبة بشكل أسرع واكثر فاعلية ضد منظمة فتح الله غولن الارهابية FETÖ بهدف حماية الوطن من شبكة الارهاب الوحشية هذه والعودة الى الحالة الطبيعية في أقرب وقت ممكن.
حالة الطوارئ هي مقياس منظم من قبل الدستور التركي والتشريعات الوطنية ذات الصلة وهي ممارسة جائزة في اطار القانون الدولي لحقوق الانسان بما فيها الاتفاقية الأوربية لحقوق الانسان.
يجب أن لا يكون هنالك أدنى شك بأن العملية ستجري كالمعتاد باحترام كامل للحريات والحقوق الاساسية ولكن تتأثر حياة المواطنين العاديين خلال فترة حالة الطوارئ. كما أن السلطة ستكون بيد الحكومة وليست بيد المسؤولين العسكريين. تركيا ليست الدولة الوحيدة المصنفة على أنها أعلنت حالة الطوارئ في ظروف كهذه ، فالعديد من الدولة المتقدمة عاشت حالة كهذه عندما واجهت نفس المخاطر والتهديدات الأمنية. فرنسا على سبيل المقال ، هي دولة عضو في الاتحاد الأوربية والمجلس الأوربي ، كانت قد أعلنت حالة الطوارئ في 14 نوفمبر من عام 2015م ونفذت هذه الاجراءات من حينها. كما مددت الاسبوع الماضي حالة الطوارئ امتدت لمدة 6 اشهر تالية. وفي هذا المضمون ، قامت فرنسا بالاعلان بأنها قد تنتقص من التزاماتها بموجب الاتفاقية الاوربية لمعاهدة حقوق الانسان حسب المادة 15.
وخلال هذه الفترة استقبل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان العديد من المكالمات والرسائل من نظرائه ورؤساء الجكومات حول العالم من ضمنهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود الذي أدان المحاولة الانقلابية خلال مكالمته هاتفياً للرئيس أردوغان وأعرب فيها عن عميق حزنه من أجل الذين فقدوا أرواحهم ، بالاضافة الى أنه هنئ فخامة السيد أردوغان بعودة الهدوء والطمئنينة الى تركيا.
وهكذا كانت المملكة العربية السعودية البلد الاول التي أظهرت تضامنها مع الشعب التركي خلال هذه الحادثة التي استهدفت الديمقراطية في تركيا. هذا وقد قامت السلطات السعودية بناءً على طلب من الجهات المختصة في أنقرة بتسليم الملحق العسكري التركي في الكويت خلال محاولته الهرب في مدينة الدمام وارساله بطائرة سعودية خاصة .
وفي الختام ، أتقدم بجزيل الشكر الى شعب المملكة العربية السعودية الذي أظهر دعمه وتضامنه مع تركيا.
فكرت أوزر
القنصل العام.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : DimAdmin
 0  0  1.4K

التعليقات ( 0 )