• ×

قائمة

Rss قاريء

أسطورة الألم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - بقلم عبدالسلام فايز 
بقلم عبدالسلام فايز

نظمت هذه الأبيات في وصف رحلتنا المريرة إلى أوروبا منذ انطلاقنا و حتى الوصول .. إنها ملأى بالمتاعب ولذلك تستحق تسمية أسطورة الألم ..

جفَّ المِدادُ، أتَتْ أسطورةُ الألم ِ
ماذا تخطُّ وكيفَ البدءُ يا قلمي ؟!

هَجرْتُ ،والهَجرُ يُضنيني على مَهَلٍ ..
إرثاً و أرضاً وخيرَ الصّحبِ كُلِّهِم ِ

زلزالُ ظُلمٍ دهى الأوطانَ في مِزَقٍ
والليلُ طال،َ وإني فيهِ لم أَنَم ِ

خوفٌ ووهنٌ ووادٍ مِنْ جماجِمنا ..
والعيشُ ضَنْكٌ ،وطالَت عتمةُ الظُّلَم ِ

جاءَ الرّحيلُ ودمعُ العينِ مُنهمِرٌ ..
كُفّي الدّموعَ أيا أمّاهُ وابتسمي

هذي الدّموعُ غَدَتْ مفتاحَ عودتِنا ..
منها وفيها أُصِيغَت أحرفُ القَسَم ِ

إلى الصّحارى بلا فَيْءٍ يُظَلّلُنا ..
والقيظُ سلَّ سيوفَ الحَرِّ و النّقَم ِ

هو الرّحيلُ فما أقسى نوائبَه ُ !!
يومَ الكريهةِ شُدّي العزمَ ياقدمي

عندَ الحدودِ وحينَ وصولِ هَودَجِنا
جشَّ البكاءُ على بوّابةِ الأمَم ِ

عَلا الأزيزُ فليتَ رحيلَنا يَفنى ..
وليتَ هَجري ثرى الأوطانِ لم يَدُم ِ

ثمّ انطلقتُ إلى أزميرَ مُلتقياً ..
بذي الخباثةِ والصّعلوكِ والقَزَم ِ

يُجِيلُ فينا بأنظارٍ يُمَحّصُنا ..
ثمّ المَسَاقُ إلى التّفنيدِ كالغَنَم ِ

فهل أفاوضُ مَكّاراً على حَتفٍ ؟!
وأشتري اليومَ صَكَّ الموتِ والعَدَم ِ

هناكَ أمسى مَبِيعُ المَرءِ ديناراً ..
لا وزنَ فينا لِذِي جاهٍِ أو العَلَم ِ

ثمّ انطلقنا نقاسي البحرَ في ليلٍ ..
والموجُ يعلو يُحاكي رِفعَةَ القِمَم ِ

العينُ ترنو إلى الأطفالِ في شَفَقٍ ..
والأذنُ تسمعُ صَرْخَ العاجزِ الهَرِم ِ

الكلُّ يَجأَرُ ياربّاهُ يا أملٌ ..
أنتَ المُجِيرُ عظيمُ المَنِّ والكرم ِ

فَلَسْتُ أركبُ هذا البحرَ مُنتحِراً ..
إلا فِراراً مِنَ البركانِ والحِمَم ِ

خُضْنا البحارَ و بعدَ الخَوضِ قد جاءت ..
حربُ النّفيرِ إلى الغاباتِ في سَقَم ِ

فكيفَ ينهضُ ذو الأسقامِ في غابٍ؟!
وهل سيظفَرُ ذو الأوجاعِ و الكَلَم ِ ؟!

مِثلُ الطريدِ تناوِرُني مخافرُهُم ..
إنَّ الأسيرَ لديهم غيرُ مُحترَم ِ

عندَ الوصولِ فأينَ الزّادُ آكلُهُ ؟!
زادي الرُّقَادُ ،فأبغي النومَ في نَهَم ِ

تلكَ المآسي سَأُبْقِيها بِذَاكرتي ..
إنّي أُعَنْوِنُها :أسطورةَ الألم ِ
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : نزار العلي
 0  0  465

التعليقات ( 0 )