تحتَ ظلال تلك القبّة يخرّ جبيني على أرضها ساجداً، أُطيلُ مكوثي و من منّا يقصُر حديثه إن أقبل يشافه ملك؟ دعووني ساجداً و لا تخالوا أنّه قد حال بيني وبينكم الحيْن إننّي في رهبةٍ من ملك الملوك!
ألا أكادُ أخبركم عن شوقي لمسجدي بين كلّ صلاة؟ و عن تلك الدروس التي تجمعني بمعلميّ و حرصهم على إتقاني حفظ القرآن؟ ربّما لن يطولّ قَصّي عليكم حبّي هذا فقد هُدِم مسجدي دون أدوات هدم!!!
في العاشر من عمري صبيٌّ غدوتُ أسابقُ أطفال مسجدي للوصول إلى تقبيل يد معلمّي، عادةً ما كنتُ أفوز في نوالِ منالي بالوصول إليه أولاّ، لكن هذا اليوم لم يَفُز منّا أحد!!
تأخّر ارتفاع أذان صلاة العصر فظننّا أنّه قد فاتتنا الصلّاة عدونا و تسارعت أنفاسنا من شدّة الركض حتى إذا ما وصلنا إلى المسجد كان قد بُدّلت ملامحه!!
أين تلك المأذنة التي كانت تعلو المسجد؟ أين صداها حين ترتفع و ترفع من لا إله إلاّ الله؟ أين بوابّة مسجدي البنيّة و أين هم إخوتي و المصّلين مالي لا أرى توافد جموعهم وازدحام أحذيتهم ؟؟
خُذلتُ و ربّما كان خذلاني أشدّ من فراقِ صبيٍّ لأمّه!!
بدأتِ الأجراس بالقرع حتى سرتْ قشعريرةٌ في جسدي وارتعبت جوارحي! رفعتُ رأسي فإذا بالصليب قد توسط مسجدي متفاقماً جِرَمُه! تزاحمت الأرواح المزعومة على جدرانِ مسجدي السابق، و بدأت أصوات ترتيل الإنجيل تتعالى و تؤذي مسمعي، و عيناي قد أوذيت من قسٍّ اتخذ من الأسود رداءً له معلّقاً صليبه على صدره موقٌراً له!
تزاحم المكان بالشموع و صدْح أصواتهم المُريبة أظلمتِ الحياة في عيني فوق ظُلمةِ الكنيسة، نعم ها هو مسجدي بُدّل إلى كنيسةٍ يرتادها قومٌ شُبّهوا بالحمار!
أين رحمةُ الإيمان التي كانت تملأ المكان؟ غادرت ولن تعود فقد حلّت محلها نواقيسٌ و صُلبان، أعلمُ بأن ملآئكة الرحمة قد هاجرت مسجدي منذُ أن دخله القساوسةُ الدنيئة، حينها علمتُ أن في السجودِ راحة لن يشعر بها أبناءُ الصّليب!!
غادرتْ ملائكة الرّحمة و بدأت شياطينهم تتراقص حول نارهم الموقدة وأرواحهم المعلّقة، أحقاً زعموا أنّ الربّ هو المسيح؟
اكتظ قلبي بالخوفِ فبدأتُ أبكي بدمع طفلٍ قد كبّلوا أمّه أمامه!
مسجدي اليوم أُرثيك و أُرثي الأندلس حين أُخذت من بين أيدينا، أغداً سيطول عمري حتّى أُرثي جميع البلاد الإسلامية؟؟
مودة المحمدي - جدة-
ألا أكادُ أخبركم عن شوقي لمسجدي بين كلّ صلاة؟ و عن تلك الدروس التي تجمعني بمعلميّ و حرصهم على إتقاني حفظ القرآن؟ ربّما لن يطولّ قَصّي عليكم حبّي هذا فقد هُدِم مسجدي دون أدوات هدم!!!
في العاشر من عمري صبيٌّ غدوتُ أسابقُ أطفال مسجدي للوصول إلى تقبيل يد معلمّي، عادةً ما كنتُ أفوز في نوالِ منالي بالوصول إليه أولاّ، لكن هذا اليوم لم يَفُز منّا أحد!!
تأخّر ارتفاع أذان صلاة العصر فظننّا أنّه قد فاتتنا الصلّاة عدونا و تسارعت أنفاسنا من شدّة الركض حتى إذا ما وصلنا إلى المسجد كان قد بُدّلت ملامحه!!
أين تلك المأذنة التي كانت تعلو المسجد؟ أين صداها حين ترتفع و ترفع من لا إله إلاّ الله؟ أين بوابّة مسجدي البنيّة و أين هم إخوتي و المصّلين مالي لا أرى توافد جموعهم وازدحام أحذيتهم ؟؟
خُذلتُ و ربّما كان خذلاني أشدّ من فراقِ صبيٍّ لأمّه!!
بدأتِ الأجراس بالقرع حتى سرتْ قشعريرةٌ في جسدي وارتعبت جوارحي! رفعتُ رأسي فإذا بالصليب قد توسط مسجدي متفاقماً جِرَمُه! تزاحمت الأرواح المزعومة على جدرانِ مسجدي السابق، و بدأت أصوات ترتيل الإنجيل تتعالى و تؤذي مسمعي، و عيناي قد أوذيت من قسٍّ اتخذ من الأسود رداءً له معلّقاً صليبه على صدره موقٌراً له!
تزاحم المكان بالشموع و صدْح أصواتهم المُريبة أظلمتِ الحياة في عيني فوق ظُلمةِ الكنيسة، نعم ها هو مسجدي بُدّل إلى كنيسةٍ يرتادها قومٌ شُبّهوا بالحمار!
أين رحمةُ الإيمان التي كانت تملأ المكان؟ غادرت ولن تعود فقد حلّت محلها نواقيسٌ و صُلبان، أعلمُ بأن ملآئكة الرحمة قد هاجرت مسجدي منذُ أن دخله القساوسةُ الدنيئة، حينها علمتُ أن في السجودِ راحة لن يشعر بها أبناءُ الصّليب!!
غادرتْ ملائكة الرّحمة و بدأت شياطينهم تتراقص حول نارهم الموقدة وأرواحهم المعلّقة، أحقاً زعموا أنّ الربّ هو المسيح؟
اكتظ قلبي بالخوفِ فبدأتُ أبكي بدمع طفلٍ قد كبّلوا أمّه أمامه!
مسجدي اليوم أُرثيك و أُرثي الأندلس حين أُخذت من بين أيدينا، أغداً سيطول عمري حتّى أُرثي جميع البلاد الإسلامية؟؟
مودة المحمدي - جدة-