• ×

قائمة

Rss قاريء

دُونكِ أصالة !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - مودة المحمدي - مكة المكرمة 
وأعلمُ أنّ عذر الفراق لدى الجميع بأنّه لبعد المسافات والطرق، لاختلاف المدن وتفاصل البحار والمحيطات، ولكن ما عذر من تمكنّت منهم سكرات الغياب وهم في نفس المدينة؟ ليس ذاتُ المدينة فحسب بل في نفسِ المكان؟
أليس من القويّ على طاقتي بأن أخلق لهذا أعذارا؟ نفذ كل مابيّ في سبيل البحث عنك، وجدّتك ولكن ربّما حُرّم علينا الوصال!
وأشدّ ممّا يتحملّه قلبك من أن تغادر بعيداً عن محبوبك لن تجد؟ أخطأ صاحب هذه المقوله فما الأشدّ من تباعد المدن إلاّ وأن تكون في ذاتِ المدينه ولا تستطيع الوصال!
لا تستطيع فقد قُطعتْ أحبال الوصل الأخيرة التّي عُلّق عليها بعضاً من أمل، تُقطع الطرق عنك وتملأ السحب ضبابها في طريقي إليك ولكنّي لاأجد عائقاً في وصول مشاعرك إليّ!، رغم توحدّ المدينة التّي شهدت لنا بالصّحبة ذاتها التّي شهدت لنا بالغياب!
غابت أحاديثك وغاب طيفك بالكامل غاب عزفك وحلو مبسمك لكنّ كلّ ذلك كان لا يغيب فيّ!
نامت المدينة في سكون وصحى قلبي ضجيجاً يبحث عنك ليلاً وآصالا، لم أجدك بقربي كالسّابق! لم تعد ضحكاتنا تملأ المكان فتثير من فكر أحدهم بأن كيف لتلك الصّحبة ألاّ تملّ الحديث؟ بدى المكان غداك مظلماً مزيناً عنقه بربطة الكآبه، بدت أسئلة المارّة لي عنك بدايةً للموت البطيئ، بدى الغياب يرتدي بدلته باتجاهنا دون أن نشعر! بدى يحكم ربطة عنقه السوداء ونفث فيها بأنه عزم الفراق لنا، حضر الغياب ومن ذا الذي كان أقوى منه؟
في كلّ مرةٍ كنت ضحية الحزن للبعد عنك كان يصاحبني منهم سؤالهم الموجع : وأين هي؟ ، لم تكن لدّي إجابة تعددّت الإجابات والغياب قاطع، تعددّت الأحرف واللسّان عاجز، كلّ ماكان يدور داخلي بأنّ الأيّام ستجبرك على الرضوخ لها يوماً ما والتسليم لقرارها المؤلم، كلّ إجاباتي كانت تبحث عنك حتى تُجب، كلّ أصالات قلبي بدت راكدةً حتّى تعودي أنتِ لقيادتها كما كانت، ربّما أنا لم أُجد صياغة أصالة الرأي إلّا بك ، هناك الكثير لا أعرفه عن ذاتي كلّ ما علمته وأحسستُ به حال غيابك بأنّي لن أحبّ دونك أصالة، وإن ارتدى الغياب بدلته وعزم عقد ربطة عنقه البائسة ستظّل أصالةَ قلبي باقيةً حتّى يحين!
وحين يحين الوقت سأستردّ أصالَة بسمتي التّي فقدّتها منذ وقتٍ طويل!
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  524

التعليقات ( 0 )