• ×

قائمة

Rss قاريء

(كليم الله) الجزء الثالث. (قصة آية) ١٧/ ٩/ ١٤٣٧هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - بسمة رجب - جده 
(كليم الله) الجزء الثالث
{وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ} طه (٧٩).
قضى موسى عليه السلام الأعوام العشرة أكمل الأجلين المتفق عليها في خدمة أهل بيته، وخرج بهم بعدها عائداً إلى مصر مسقط رأسه، وإذا به يرى نوراً، فتوجه نحوه عله يأتي أهله بما يرشدهم على الطريق حيث ظلمته، هنا حدث مالم يكن بالحسبان عند موسى وتجلى صوت الله عز وجل بمناداته وإخباره بأنه جل جلاله ربه، وأن تهيأ ياموسى لهذا التجلي الصوتي واخلع نعليك لأنك في بقعة مقدسة طاهرة، وقد اصطفيتك فاستمع لي، وأخبره عز وجل بأنه الله الكامل في صفاته المعبود وأمره بالصلاة لذكره، وأن الساعة آتية لامحالة ولا يعلم وقتها أياً من كان ولا حتى الأنبياء، وما تلك بيمنيك؟ سأله للفت انتباهه -لعلمه المسبق جل في علاه- فأجاب بأنها عصاه يعتمد عليها في مشيه ورعي غنمه، فأمره عز وجل بإلقائها فإذا هي ثعبان عظيم يسعى، فخاف موسى عليه السلام وابتعد قليلاً، فطمأنه عز وجل أن أحملها سنرجعها سيرتها السابقة، وضع يدك في جيبك تخرج بيضاء ناصعة من غير مرض أو عيب، تلك الأوامر الإلهية آيات إلى الطاغية فرعون حيث أخبره جل جلاله، هنا دعى موسى ربه بشرح الصدر وتيسير الأمر وفصاحة القول، وشد الأزر بأخيه هارون واستجاب له ربه وشد عضده بأخيه -وهذه صورة لرابط الأخوة ومافيها من سند وقوة- اذهبا إلى الطاغية فرعون، وابدآ معه بالين القول عله يتعظ، وقولا أننا رسولا ربك لنريك من الآيات العظيمة لتوحيد الله، وتخليص بني إسرائيل من الظلم والعذاب، فسأل الطاغية فرعون من ربكما؟ فأجاب موسى: ربي خلق كل شيء وهداه وسيره لعمله، وأوضح له دورة الحياة بسماءها وأرضها ونباتها وحيوانها، وأراه آيات الله الكبرى، فاتهمه بالسحر وتحداه بموعدٍ لإحضار سحرته للمواجهة، واختار يوم العيد وقت الضُحى، وجاء وقت إظهار الحق وإبطال الباطل، وبعد أن جمع الطاغية فرعون سحرته بدأوا بإلقاء حبالهم وتخيل لموسى بسحرهم أنها ثعابينٌ تسعى فخاف لطبيعته الانسانية، وطمأنه ربه، ثم ألقى عصاه فإذا هي ثعبان عظيم يلقف جميع حبالهم، فآمن جميع السحرة لما رأوه من عظمة آيات الله، ولكن فرعون استمر في طغيانه واستكباره، واتهمهم بأنهم تلاميذ موسى في السحر وتوعدهم بالعذاب، وأقنع القوم الكافرين معه بذلك، فأوحى الله إلى سيدنا موسى بأن اضرب البحر بعصاك وسينفرق إلى طريق يابسة لتقطعه بأمانٍ وقومك، ولحق به الطاغية فرعون وقومه العصاة ولكنهم أُغرقوا في آية عظيمة تتجلى فيها عظمة الخالق عز وجل بعد أن نجى كليم الله وقومه، ولم ينفع فرعون استكباره وكفره وطغيانه، بل ضَل وأضل قومه معه..
إشراقة/ أول طريق للدعوة إلى الله القول اللين حتى مع الطغاة.. " اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ " طه(٤٣، ٤٤).
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  761

التعليقات ( 0 )