(القوي الأمين) الجزء الثاني
{قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}القصص(٢٨).
كبر الرضيع وأصبح شاباً قوياً مؤمناً ورعاً، وذات يومٍ في وقت فرغ فيه المكان من الناس سوى مجموعة قليلة منهم، وجد نفسه بينهم ورجلان يتشاجران -أحدهم من قومه بني إسرائيل والآخر من المصريين- فأخذته حمية قومه -بعد أن استغاثه الذي من قومه- وضرب الآخر ضربة أردته قتيلاً، فندم وتاب واستغفر، ومالبث أن دخل الرجل الإسرائيلي الذي من شيعته في قتال مع آخر، فقال له موسى: إنك لغوي مبين، فرد عليه وهل تريد قتلي كما قتلت الرجل المصري بالأمس؟ فانتشر الخبر وعلم القوم بأمره، فبات موسى خائفاً من بطش فرعون مما زاد خوفه: نداء أحدهم بأن قوم فرعون تآمروا واجتمعوا عليك فاهرب، فقرر الفرار إلى أرض مدين وهو يدعو ربه بلا زاد ولا ماء، وحين وصل لبئر مدين وجد مجموعةٌ من الناس تسقي عدا امرأتين تقفان بعيداً، سألهما ما الأمر؟ فأجابتاه: أنهما ينتظران فراغ الرجال، وأبوهما شيخٌ كبير، فدخل بين الرجال، لشهامته وقوته وسقى لهما، واستظل بشجرة ودعا ربه (ربِّ إني لما أَنْزلت إلي من خيرٍ فقير ) وقتها أُعجبتا الفتاتان بما فعل، ودعته إحداهما لمقابلة أبيها بعد أن استأذنته لمجازاته، فأخبرها: -لعفته- بأن تمشي خلفه وتشير بالحجارة إلى الطريق.. وأشارت عليه ابنته أن يستأجره للعمل لما رأت من قوته وأمانته وعفته، فلم يتردد الشيخ الكبير في عرضه بأن يزوجه إحدى ابنتيه ويكون مهرها عقد عمل لثماني أعوام، وإذا أراد زيادة عامين فتفضلاً منه، وافق القوي الأمين على كلا المدتين وأبرما العقد والله عليهما رقيب ووكيل، وأكمل موسى عليه السلام العشرة أعوام بأمانة وقوة ورشد..
إشراقة/ إن عرفت من هو أهل بدينه وخُلقه لتزويجه إبنتك أو أختك فأبدأ أنت بالاختيار ولا تتردد..
{قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}القصص(٢٨).
كبر الرضيع وأصبح شاباً قوياً مؤمناً ورعاً، وذات يومٍ في وقت فرغ فيه المكان من الناس سوى مجموعة قليلة منهم، وجد نفسه بينهم ورجلان يتشاجران -أحدهم من قومه بني إسرائيل والآخر من المصريين- فأخذته حمية قومه -بعد أن استغاثه الذي من قومه- وضرب الآخر ضربة أردته قتيلاً، فندم وتاب واستغفر، ومالبث أن دخل الرجل الإسرائيلي الذي من شيعته في قتال مع آخر، فقال له موسى: إنك لغوي مبين، فرد عليه وهل تريد قتلي كما قتلت الرجل المصري بالأمس؟ فانتشر الخبر وعلم القوم بأمره، فبات موسى خائفاً من بطش فرعون مما زاد خوفه: نداء أحدهم بأن قوم فرعون تآمروا واجتمعوا عليك فاهرب، فقرر الفرار إلى أرض مدين وهو يدعو ربه بلا زاد ولا ماء، وحين وصل لبئر مدين وجد مجموعةٌ من الناس تسقي عدا امرأتين تقفان بعيداً، سألهما ما الأمر؟ فأجابتاه: أنهما ينتظران فراغ الرجال، وأبوهما شيخٌ كبير، فدخل بين الرجال، لشهامته وقوته وسقى لهما، واستظل بشجرة ودعا ربه (ربِّ إني لما أَنْزلت إلي من خيرٍ فقير ) وقتها أُعجبتا الفتاتان بما فعل، ودعته إحداهما لمقابلة أبيها بعد أن استأذنته لمجازاته، فأخبرها: -لعفته- بأن تمشي خلفه وتشير بالحجارة إلى الطريق.. وأشارت عليه ابنته أن يستأجره للعمل لما رأت من قوته وأمانته وعفته، فلم يتردد الشيخ الكبير في عرضه بأن يزوجه إحدى ابنتيه ويكون مهرها عقد عمل لثماني أعوام، وإذا أراد زيادة عامين فتفضلاً منه، وافق القوي الأمين على كلا المدتين وأبرما العقد والله عليهما رقيب ووكيل، وأكمل موسى عليه السلام العشرة أعوام بأمانة وقوة ورشد..
إشراقة/ إن عرفت من هو أهل بدينه وخُلقه لتزويجه إبنتك أو أختك فأبدأ أنت بالاختيار ولا تتردد..