الرسالة التاسعة *بيّنات*
إنّ جمال التديّن يشعُّ سناهُ ويُشرقُ في رمضان بصورة كبيرة حيثُ تتجلى في الارواح أسرارُ ما يقوم به العبدُ من التزامٍ شرعي تجاه التكاليف الشرعية الملقاة إليه.
فرمضان يدعونا فيه بلغة خاصّة لنستشعر ما تخاطبنا به الشريعة فنحن حين نصوم رمضان نحسُّ أكثر بحقيقة"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
ففي رمضان تسوقنا هداياته وبيّناته لتحطيم كتل الصعاب المتراكمة أمامنا لتحول عن امتثالنا والتزامنا بالعبادات...
رمضان إذا يحملنا على القيام بأمور ما كُنّا لنتمكن منها كما يبدو لنا لولا رمضان...
فعامّة الناس أيها المتأمل المتدبر يشقّ عليهم أن يأخذوا وردا مع كتاب الله يتلونه في ليلهم ونهارهم ولكنهم في رمضان يتجاوزون الصفحات المعدودة إلى قراءة أجزاء وأجزاء في يوم واحد ويختمون التلاوة أكثر من مرة في ذلك الشهر وماكانوا ليفعلوا ذلك لولا أنهم في رمضان...
وما جاء رمضان إلا ليُقيم الحجة على قلوبهم ويُحطم الحواجز بينهم وبين الإقبال على صنوف أعمال الخير وماجاء رمضان إلا ليشرح صدورهم ويسهل أمورهم بعد ذلك لكل طاعة وصلاح ...
ونحن في رمضان تتلألأ لنا البينات فلا نشعر بالدهشة أمام حكم من أحكام الشريعة ولا نشعر بالنفور العقلي أو النفسي من استقبال التكاليف...بل تكون النفوس مطواعة ...
فرمضان جاء ليبيّن لنا أسرارا عظيمة نتذوقها في كل يوم من أيامه الجليلة وفي كل عبادة وعمل خير فيه...
وإن الأسرار الخفيّة تتجلى في رمضان فيعرفها العبد إذ أنّ رمضان هو شهر الهدى شهر القرآن الذي لاضلال معه ولا تيه...
فإذا ماصمنا ونحن نتابع هذه البيّنات ونقتفي آثارها وصلنا إلى أرواحها وحينها عبدنا الله كما أراد واقتفينا بإبراهيم عليه السلام الأُمّة الذي وفّى...
فالله أسأله لي ولكم نور الهداية والفلاح.
الرسالة التالية *عِدة من أيّام*
*حنان الهنائية*HananR91@
*فريق حِراء*hira1437@