مجموعة رسائل تحمل فكرة جمالية عن الأشياء المعتادة حولنا،تكتبها لكم على سطور من وداد: حنان الهنائية.
الرسالة الاستهلالية:
(وأعلنتِ الروحُ عن أمرها)
وماهي الروح؟
هذا السؤال الذي لابد من قدومه إن آجلاً أو عاجلاً...
نحنُ نتكلم عن كوننا طينًا كثيرًا ولا نتكلم عنّا باعتبارنا أرواحًا بقدر ذلك، وهُناك عوالم شديدة الوضوح في أذهاننا عن مراحل تكوننا منذ الدفقة الأولى إلى أن تدفع بنا الأرحامُ إلى عالم أوسع،وإلى رحم آخر لكنه أفسح مجالاً،والمثير هُنا أن تلك الأجسادُ لا تخرج بكونها صنعة فخارية جامدة بل هي أكثر جمالا وإبداعا،لأنّ ثمة أمر فيها يجعلها في صنف الحياة ولذلك نقول (كائن حي)،وبالمناسبة قد تكون الحياة كلها حياة لأنّ هذه الروح تشهدها،وتتفاعل معها وتقرأ المعنى الشفري لدقائقها وتفاصيلها المتزاحمة فيها،في حين لاتفقه...لاتفقه الأسلاك معنى النور وهي ليست بشيء قبل أن يتمّ توليد الطاقة لتسري من خلالها فتضيء لنا هذه العتمة من حولنا،والأمر سيّان إلا أننا أشد قوّة وإضاءة من الأسلاك الكهربائية وأن التيار الذي يسري فينا(الروح)شيء عظيمٌ جدا لدرجة أننا لا نعرف كنهه ولكن يمكننا أن نبحث ونتعرف عليه...بل هذا مايلزمنا ليستقيم حالنا فيما يبدو لي...
فهي إذا رحلة نحاول فيها أنا وأنت أيها القاريء الكريم أن نفكر بطريقة جديدة متخذين من التأمل مركبا نعبر به هذا البحر المكنونة دره في أعماق غيبية حتى اللحظة ...وإننا لا نريد أن نتطاول على الأستار الغيبية ونجزم بما تتضمنه ولكنّا نحاول أن نسترق النظر لشيء نراه ولا نراه...ربما...أقولُ ربما يهيء اللهُ لنا من أمرنا رشدا ،ويفتح علينا فتحا مبينا لنشهد من الحقائق والجواهر ما نزكي به نفوسنا من أمراضها المزمنة والخبيثة،ولاشيء بإذن الله سيدفعنا لقول أمور تخيفنا أو تريبنا ...سنحاول فقط أن نتأمل بصوت مسموع في وجوه الأشياء المعتادة علّنا نستنطق المكنون ونستجلب معاني غير معتادة ومن ثم نشهدُ المعراج الذي نبتغيه لأرواحنا قبل أن يكون معراج نهاية...نريد معراج الحياة والسمو نحو السموات أي نحو المعالي نحو الحق والحقيبة نحو الله تعالى بكل ما فينا من إيمان.
#رسائل_حِرائية
الرسالة الأولى : (حكمةُ رمضان وليستْ سُخرية)!
بعد الجوع والعطش لا يريدك رمضان أن تخرج لتعود للأكل والشرب حد الشبع والارتواء وكأنّ الفكرة هي فكرة معدة!
لالا...هذا ليس صحيحا!!
رمضان لا يريدك ان تفهم أيضا ان الجوع مؤلم ومن ثم علمنا رمضان أنه يجب أن نطعم الجوعى دائما...أي أن يشبع الناس وانتهت هنا غاية رمضان!
نعم إن رمضان يدعونا لنعطف على الجائع ونشعر بحاجته ونطعمه فذلك مطلبٌ إنساني ولايقوم بالعبادة جسدٌ عليل،ولكن ليست غاية هي ملىءُ البطون الفارغة!
إنّ الجوهر شيء آخر علينا أن ندركه بعد الجوع والعطش وكبت الشهوة.
والحقيقة في رمضان أنت لا تمارس الحرمان على الجسد من الأشياء التي يطلبها بشغف فحسب بل عليك أيضا أن تكثر من استنزاف الأشياء التي تتعلق برغبته في الراحة والتملك والكبرياء فتلزمه بالاجتهاد في النوافل وتلاوة القرآن الكريم والمسارعة في الخيرات وعدم الخلود للدعة والنوم والنزول من برجه العاجي ليشارك الفقير إفطاره في المسجد ويأكل من نفس الإناء الذي يأكل منه عامل مزرعته عندما يجتمعون للإفطار في المسجد تأهبا لصلاة الجماعة...
ولماذا كل ذلك؟ولماذا الجوع والعطش والطعام بين أيدينا وأمام أعيننا؟؟
والإجابة أنها ليست سخرية منك ولا امتحانا عابثا بل هو تدريب لك لتعرف أن ثمّة من يخاطبك ويستدعيك ويقول لك نحن الذين نخبرك متى تأكل ومتى تشرب ومتى تتوقف عن ذلك...ليس ذلك فقط بل أيضا فيما يتعلق برغباتك الفطرية...أنت تدرب إذا على الاستسلام للنظام الكوني المتوجه بكله للطاعة الإلهية...
ستصبر وتتحمل الألم وتعصرك الأوجاع وترهقك الاختبارات ثم نحن نأتِ بالشمس ونُذهبها ثم نأذن لك بعد ذلك بالأكل والشرب ...وإنّه ليس محض عبث أو سخرية منك بل نريدك أن تفهم بالتجربة أن الأمور التي تطلبها باستمرار وتلهيك عن أمرنا قد تقتل فيك الروح التي خلقناها لغاية خاصة ومحددة ونحن لا نقصد هنا الطعام والشراب لكننا نعرض لك الامثلة التي ستحس عن طريقها بأن الأمور تشبه بعضها البعض ليس إلا.
انتظرونا في الرسالة الثانية (والآن اطرق الباب)
@hira1437 | فريق حِراء @HananR91
الرسالة الاستهلالية:
(وأعلنتِ الروحُ عن أمرها)
وماهي الروح؟
هذا السؤال الذي لابد من قدومه إن آجلاً أو عاجلاً...
نحنُ نتكلم عن كوننا طينًا كثيرًا ولا نتكلم عنّا باعتبارنا أرواحًا بقدر ذلك، وهُناك عوالم شديدة الوضوح في أذهاننا عن مراحل تكوننا منذ الدفقة الأولى إلى أن تدفع بنا الأرحامُ إلى عالم أوسع،وإلى رحم آخر لكنه أفسح مجالاً،والمثير هُنا أن تلك الأجسادُ لا تخرج بكونها صنعة فخارية جامدة بل هي أكثر جمالا وإبداعا،لأنّ ثمة أمر فيها يجعلها في صنف الحياة ولذلك نقول (كائن حي)،وبالمناسبة قد تكون الحياة كلها حياة لأنّ هذه الروح تشهدها،وتتفاعل معها وتقرأ المعنى الشفري لدقائقها وتفاصيلها المتزاحمة فيها،في حين لاتفقه...لاتفقه الأسلاك معنى النور وهي ليست بشيء قبل أن يتمّ توليد الطاقة لتسري من خلالها فتضيء لنا هذه العتمة من حولنا،والأمر سيّان إلا أننا أشد قوّة وإضاءة من الأسلاك الكهربائية وأن التيار الذي يسري فينا(الروح)شيء عظيمٌ جدا لدرجة أننا لا نعرف كنهه ولكن يمكننا أن نبحث ونتعرف عليه...بل هذا مايلزمنا ليستقيم حالنا فيما يبدو لي...
فهي إذا رحلة نحاول فيها أنا وأنت أيها القاريء الكريم أن نفكر بطريقة جديدة متخذين من التأمل مركبا نعبر به هذا البحر المكنونة دره في أعماق غيبية حتى اللحظة ...وإننا لا نريد أن نتطاول على الأستار الغيبية ونجزم بما تتضمنه ولكنّا نحاول أن نسترق النظر لشيء نراه ولا نراه...ربما...أقولُ ربما يهيء اللهُ لنا من أمرنا رشدا ،ويفتح علينا فتحا مبينا لنشهد من الحقائق والجواهر ما نزكي به نفوسنا من أمراضها المزمنة والخبيثة،ولاشيء بإذن الله سيدفعنا لقول أمور تخيفنا أو تريبنا ...سنحاول فقط أن نتأمل بصوت مسموع في وجوه الأشياء المعتادة علّنا نستنطق المكنون ونستجلب معاني غير معتادة ومن ثم نشهدُ المعراج الذي نبتغيه لأرواحنا قبل أن يكون معراج نهاية...نريد معراج الحياة والسمو نحو السموات أي نحو المعالي نحو الحق والحقيبة نحو الله تعالى بكل ما فينا من إيمان.
#رسائل_حِرائية
الرسالة الأولى : (حكمةُ رمضان وليستْ سُخرية)!
بعد الجوع والعطش لا يريدك رمضان أن تخرج لتعود للأكل والشرب حد الشبع والارتواء وكأنّ الفكرة هي فكرة معدة!
لالا...هذا ليس صحيحا!!
رمضان لا يريدك ان تفهم أيضا ان الجوع مؤلم ومن ثم علمنا رمضان أنه يجب أن نطعم الجوعى دائما...أي أن يشبع الناس وانتهت هنا غاية رمضان!
نعم إن رمضان يدعونا لنعطف على الجائع ونشعر بحاجته ونطعمه فذلك مطلبٌ إنساني ولايقوم بالعبادة جسدٌ عليل،ولكن ليست غاية هي ملىءُ البطون الفارغة!
إنّ الجوهر شيء آخر علينا أن ندركه بعد الجوع والعطش وكبت الشهوة.
والحقيقة في رمضان أنت لا تمارس الحرمان على الجسد من الأشياء التي يطلبها بشغف فحسب بل عليك أيضا أن تكثر من استنزاف الأشياء التي تتعلق برغبته في الراحة والتملك والكبرياء فتلزمه بالاجتهاد في النوافل وتلاوة القرآن الكريم والمسارعة في الخيرات وعدم الخلود للدعة والنوم والنزول من برجه العاجي ليشارك الفقير إفطاره في المسجد ويأكل من نفس الإناء الذي يأكل منه عامل مزرعته عندما يجتمعون للإفطار في المسجد تأهبا لصلاة الجماعة...
ولماذا كل ذلك؟ولماذا الجوع والعطش والطعام بين أيدينا وأمام أعيننا؟؟
والإجابة أنها ليست سخرية منك ولا امتحانا عابثا بل هو تدريب لك لتعرف أن ثمّة من يخاطبك ويستدعيك ويقول لك نحن الذين نخبرك متى تأكل ومتى تشرب ومتى تتوقف عن ذلك...ليس ذلك فقط بل أيضا فيما يتعلق برغباتك الفطرية...أنت تدرب إذا على الاستسلام للنظام الكوني المتوجه بكله للطاعة الإلهية...
ستصبر وتتحمل الألم وتعصرك الأوجاع وترهقك الاختبارات ثم نحن نأتِ بالشمس ونُذهبها ثم نأذن لك بعد ذلك بالأكل والشرب ...وإنّه ليس محض عبث أو سخرية منك بل نريدك أن تفهم بالتجربة أن الأمور التي تطلبها باستمرار وتلهيك عن أمرنا قد تقتل فيك الروح التي خلقناها لغاية خاصة ومحددة ونحن لا نقصد هنا الطعام والشراب لكننا نعرض لك الامثلة التي ستحس عن طريقها بأن الأمور تشبه بعضها البعض ليس إلا.
انتظرونا في الرسالة الثانية (والآن اطرق الباب)
@hira1437 | فريق حِراء @HananR91