رحيِلُك لـم يَكُن إلاّ نِهاية شَقائِي ..
كلمَاتك الأخِيرة ألمتّني حدّ الأسى ...
وأمّا عنِ الألَم الذِي غرسَتهُ فِي وجِداني لا أظُن أنّهُ سَيزُول بيُسر..
طوالَ عُمري لَم أرضى الإنكَسار لِنفسِي حتّى أتيتَ أنَت وكسَرتني بعُنف ولم تعطف بي ..
في السّابق ..كُنت أنتَظرك كثيراً ولم أفقد الرجاء من عودتّك ..
في الّسابق ..كُنت إنتمائي وأرضي وسمائي ..
في السّابق ..كِنت مستقّري ومتَاعي ..
في السّابق ..حُبك كان يجرِي في عُروقي ودمي ..
وفي اليُوم الذي أتيت إليَّ بنبأ الفِراق ..
حاملاً تلك الكلمات الوداعية ..شعرت بوحدة لم أشعر بِها قبل ..لكننّي أرضيِت قلبي السقِيم بعبارة ..(أحبـب مَن شِئت فإنّك مُفارقه ..)
كان يُمكن أن أبِكي أمَامك كأيَّ مخذولٍ يبَكي أمامَ مَن خذلهُ ..لكننّي لن أفعل ..
لأننّي لم أشُعر بتلكَ الطمأنينة حِينها التّي شَعرت عندَ معرفتي بِك ولقائنُا الأول..
أيقنَت حِينها بأنّك مُجرّد سحابَة الصّيف ..
بغتّةً ..تذكّرت لقائنا الأخير حينَما كُنت قرِيبة منَك دُون حَديث
..وهل يفَيد الحَديث مع شخصٍ أبى اللقاء ..!!
تذكّرت بأنّك رفضّت اللقاء ..تذكّرت صمتُك وجفافك..
ثم تصنّعت تِلك الإبتسامة المليئة بالغُرور واللامبالاة ..
وقُلت: حتّى فِي آخر لحظتِنا تشابَهنا ..
أنا أتيتُ إليكَ لأودعك ولأعلمكَ بأنّك لن تصَلح لِي ..
وغادرتُ مَكاني كطفلةٍ أساؤا إليها صديقاتِها وجِلةً وخائبة والدّمع تنهِمر من عيناي ..
وعندما دارَ الزّمن ولم تعد إليّ أدركت بأنّك كُنت شَرّاً لي وزاله الربّ عنّي ..