أنت حيثُ لا أحد غيرك سيُخلق له عِرق ينبض داخليّ بـ حبّك، ربّما قدْ أوصلتِ العروق دمي لقلبي قبل مجيئك، لكنّها كانت مجردّ وظيفةٍ عليها التخلّص منها، بعد سكناك في حنايا القلبِ تنبض غدواً وأصيلا، هاهي عروقي تزّف الحياة في داخلها حتّى لا تقطع عنك الوصال!
ربّ تلك اللّيلةِ التي جمعتني بك كلنت مجرّد حادثةٍ من حوادثِ الأيّام لكنّها باتتِ الأجمل لي والأكمل لروحي، تحت ظلمة السّماء و في منتصف اللّيل دائماً ماكان يظهر على نافذتي أشباه نورٍ من شمسِ الأصيل! فيزداد تعجّبي وترنو عيناي إلى ساعتي أن هيهات لبزوغِ شمسٍ في انتصاف القمر!، حتّى ما أسمعُ وتيرة صوتك فيتبيّن لي بأن ذاك الشعاع لم يكن إلاّ ترتيلُ حبّك ونوره!
أيّها المرتّل نوراً في انتصاف اللّيل أأنت أحدُ الأقدمين الذين ضُرب لهم المثل الأعلى برفع رايةِ الحبّ؟
الأقدمون ولا سواهم يضرب به المثل ربما لخلّو قلوبهم من النّفاق الذي أصبح منهاجاً في حبّ المحدثين!
أنتَ أحد الشعراء السابقين ، أنت فقط ممن يهمّه عزفُ الأوتار لمحبوبته ، و رفع السّيف بعفويته، أنت الذي خُلقت لتُجمع فيك الصّفات المتضادهـ!
قويّ لكنك للرهافةِ أديب
صبوورٌ لكنك في العزم تُريب
أتدري ؟ بين الوتين والوريد عِرقك أنت!
مودة المحمدي - مكة المكرمة