انتهت مسيرة الإثني عشر عام، تحت سقف المدرسة وجدتّ الكثير من وصايا المعلمّين الذين لطالما كان البعض منهم قدوة تسير في ساحات المدرسة، وجدّت بعضاً من دروس الحياة حينما تعلّمك كيفية الصبر بينما تارةً تُظلم وتعفو، وتارةً يُساء إليك فتقابل بالحُسنى، اليوم وبعد اثني عشر عاماً قضيته في تلك الصّفوف أرفعُ قبّعتي احتراماً لـ صديقاتي اللّاتي كنّ أرّق من بتلات الجوري، اليوم أودّعكن رفيقات العلم ولكنّ وداعي هذا لمكانٍ تجمعنّا به فإنّي سألقاكم كثيراً ولن أودعكم فملتقانا بجنة الرحمن، إليكِ مدرستي إليك أيّها المبنى العظيم لطالما رفعت لك نظري وقلت غداً سيُعلن عن طالبتك خريجة فلتبتسم!
غداً وحينما تمضي الأيّام سيطلقون عليّ تلك الكاتبه من تلك المدرسة!، هذا حلمي وآن الوقت فأنا أراهـ على غِمار قومي، في المدرسةِ الثامنة لتحفيظ القرآن الكريم قضيتُ ختاماً كان شذاه يفووح في أحياء مكّة، اليوم أزّف على أرض مكّة خريجةً وتزّف مدرستي صدى قولي بحبّي لها وحبّ من سكنها، دون استثناء لتلك المدرسة استقبلتني برحبِ صدر واحتضنتني طالبةً بين فصولها وجدت للعبم لذّة لم أجدها في مدرسةٍ قبل!
ها قد أتى زفاف التخرّج لترفع كل منكن قبعتها صديقاتي وتلوّح بااسمها فرحةً أنّها خريجةٌ من مدرسةٍ جعلت القرآن منهاجاً لها، اليوم ألقي لك آخر وداعاتي وقلبي يرجف شوقاً لـ لقاء من بك مدرستي، اليوم أعزف دمعي وتراً لصديقاتي ومعلماتي ولكن.. يوماً وليس ببعيد سيرفع اسمي مدرسةً أحسنت استقبالي وأحسن سكانّها احتضاني طالبةً بينهم!
ارتدين أثواب تخرّجكن صديقاتي وارفعن قبعاتكن فقد أُذن لنا بالتّخرج!!
مودة المحمدي -مكة المكرمة