• ×

قائمة

Rss قاريء

مازلت لا أدري ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أروى الزهرانى - جدة 

للنهايات مشهد يخصها لا أجرؤ على تصويره دائماً ،
وتحويره أو حتى استيعابه '
تلك التي لا تخبو أنقاضها في داخلي ومعالمي الخارجية
حتى بعد انتهاءها ومُضيّ الكثير من الوقت على حدوثها ..

يُوشك الإنتهاء ' فتتراصّ عند قلبي المُهلِكات '
تتناسل المُضايقات من الخارج للداخل والعكس ،
بشتى أنواعها والهدف واحد .
تُداهمني لسعة العجز ' فتشرُع حياتي لمشهدٍ دراميّ طويل توقف عنده الزمن .

يا للنهايات التي تصنع مصائرنا ،
وكم من البدايات تصورناها أبدية وما كانت إلا استراحة مُحارب ومحطة تفصل بين الإنفجار وأنقاضه ،

من هذا المكان ، من زمني الخاص ' ولحظاتي ، عبرتني مناخات لاذعة 'نعيمها يكمن في جحيمها ' وجحيمها هو الجحيم بذاته بلا تأويل '
لم أكن على مستوى عقلي ساذج لأنصدم بكوني أنتهي '
ولم أكن صاحبة رؤية وردية وحالمة بشكلٍ مُبالغ به لأمارس الطيران بأحلامي وأتصور أنني سأظل هكذا أبدا '
كنت حقيقية أحمل في عقلي أبعاد الأمور كلها
وفي قلبي الأمنيات بثيابها الرماديّة ،
كنتُ متأهبة لكل شتاء يفرض على زهور قلبي الذبول
كنت في حالة استعداد دائم للإنفجارات التي تبتـرني '
توقعت دائماً مسألة الحدوث والنهايات '
ولكنني كنتُ أُفزَع في كل مرة وكأنها المرة الأولى '
لأن لكل نهاية انفجارها ' ولكل انفجار أنقاضه '
تُفاجئني النهايات دائماً رغم أنني على أهبة الإستعداد لها
تصعقني لحظة ماقبل النهاية والتي أكون فيها وقلبي متقابلين مع حتفنا ،
وننتظر فيه بلا حول ولا قوة ؛
الكلمة ' الخاتمة ' الإجراءات الأخيرة
والتي كانت دائماً رسمية بشكلٍ موزون مقرف وَلا نجد تجاهه سوى الشخوص في الموقف حتى تُزهِق صمتنا مسألة عزة النفس .

النهاية لا يمكن أن تنجلي في الحياة ببساطة لتحل محلها الأبدية فحسب '
ولكنها كانت لتكون أخفّ وطأة لو جاءت بشكل البدايات ؛
عفيفة وعفوية ' حارّة بحرارة الحب لا بحرارة اللا اكتراث .
كم كُنا لنوفر من الخسارات والشظايا والجروح '
لو أنّا لمرة أعطينا انتهاءاتنا حقها في الوقع والتوديع والمراسم !

يا للتفاصيل الفردوسية التي كنا لندّخرها في رؤوسنا ،
ونستحضرها كلما داهمتنا خيبة ووحدة ،
يا للكلمات البَعِثة التي كانت ستكفينا وتطفح عن شحذ الأكتاف واستجداء البديل ' والبحث عن مُرمّم ،
كم كنّا لنوفر من سنين وليالٍ وَساعات ودموع وتشوهات
لو أننا فقط أعطينا هذا القلب نهاية استحققها منذ البداية !
لعاشت مشاعر ' ولاندفنت أحلام بطريقة لائقة بها ،
ولتصاعدت عاطفة كبيرة وسمت 'عوضاً عن الانهيار ،
لما تمزقت أغشية تخلّقت من الحُب والشوق والدعاء ،
وما كانت لتذوي هالة التقدير والعرفان لتصبح علقماً وندما .
ما أصعب العجز عن خلق نهاية مُشرّفة ،
وما أعجزني أنا كقلب خائف تطارده لعنة النهايات
عن تخطّي النهاية البليدة '
التي تُعمّر في دواخلي فوضاها وجحيمها
وتتركني طوال السنين أفاوض داخلي
بين أن أعاهده بأن القادم أجمل '
أو أن أحفر بندمي له ملء خيبتي ؛ اعتذارات .
ما أصعب أن أبحث عن نهاية تليق
بينما الآخر يبحث عن نهاية فحسب .
مُضنية مسألة اللا توازن الذي يحدث بين البشر '
والإحباط الذي يورّثه في قلوبهم والذي يُصبح ندبة كبيرة فيما بعد
تلاحقهم كلما آثروا أحداً على أمل الأبدية أو أمل النهاية السعيدة .

- هل تُكلّف الكلمة الطيبة شيئاً ' مُقابل إحياء قلب على هاوية النهاية
يتوجّع !
أصعبة هي ' مسألة التقدير والإجلال حتى عند آخر نقطة في أي علاقة ؟

لم كان محتوماً علينا أن نواجه فوق أذى قلوبنا ' أذى نهاية مُشينة
وصادمة ؟
من الذي سَنّ قانون ضرورة الإنفصال بأقبح الكلام والفعل !
هل هي صعبة أن تتركنا نحافظ على صورتك القديرة حتى بعد رحيلك !
لماذا دائماً يجب أن ننتهي بهذا الشكل المأساوي '
لماذا ينخلع في النهاية وجه أصحابنا الذي أحببناه '
ليظهر وجهٌ آخر قبيح ولسانٌ يتحدث بطريقة لأول مرة نخوضها !

لمَ لا ننتهي بُرقيّ وحبّ مثلما نبتدئ دائماً بتقديرٍ وُحب ؟

مازلت لا أدري .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  391

التعليقات ( 0 )