دام صمتي ودام جنوني ..

وبعد غياب التقينا فهمست : اشتقت لك
قال : تاج راسي . وأنا كذلك مشتاق لك
" الإشتياق"
وللاشتياق في ذواتنا مسارات متعددة منها القريب ومنها البعيد ومنها الحلم و وفيه الواقع ..
قد نشتاق لسماعهم للقياهم لأخبارهم لما حولهم لما قد يشغلهم عنا قد ينتابنا الفضول لحظة وقد تسارونا مشاعر وقد تحركنا غيرة طفولية تؤجج تلك الغيرة وقد وقد ..
قد نشتاق إلى أن يجمعنا معهم حلم فى عالم ليس كالعالم .. إلى نظرة إلى حضن إلى قبلة إلى إحتواءات غير الإحتواءات .. فقط عندما نشتاق لهم نراهم بنفض قلوبنا ..
نعلم أنهم لن يكونوا لنا ولن نكون .. ولكن نعشق طيفهم نعشق أحاديثهم نعشق وجودهم فى مساحات من حياتنا تربعوا فيها على عرش قلوبنا فتمكنوا منها وأصابوا ودا وعشقا وسموا ورقيا ..
بصمتهم زاد عشقهم وبرقيهم تقلدوا مساحات استثنائية في ذواتنا .
نعلم أن للصمت حوار وللصمت عشق وللصمت واحات نغزلها فننسج منها رداءات تحوينا فتدفينا وتحمينا وتشبعنا .. فوددت لو يطول الصمت .. ففيه عشق يضاهى عشق الكلمة .. ولي مع الصمت موعد .. يجمع روحي بروحه لنلتقي في عالم غير العالم.. فهل ياترى ينطق لساني بعد لقاء أم يطبق صمتي وأعيش حلمي؟
وبعد سماع لحني .. اكتفى بكلمة واحدة " أنت مجنونة"
كيف للجنون أن ينبض كيف للجنون أن يرسم جمالا غير الجمال و عشق غير العشق .. عشق حدوده استثنائية لا يتذوقها إلا عاشق .. وبصمت .
دام صمتي ودام جنوني حيث أحلم .