• ×

قائمة

Rss قاريء

شرطي خآرجٌ عن القانون!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - موده المحمدي - مكة المكرمة 

عاشت "أديل " طيلة حياتها الدراسية في "لوس أنجلوس" إلى أن تخرجّت من جامعتها بشهادة عشق من "بروفينج" الذي لازمها جامعياً وقلبه معلقّ عند خصلاتها الحمراء، حتى يحين الوقت لأن ينهي "بروفينج" حياته كطالب ويبدأ في البحث عن مهنته، احتضنها وسافر بلا موعد،، بلا لقاء وداعيّ حتى لا تشتد عليه صاعقة البكاء!
من مطار ألمانيا بدأت رحلته في مهنته عيّن رئيساً لسجن "باستيل " الذي يضج بالجرائم البشعة حتى لئن القانون يعجز عن وضع عقوباتٍ لمتهميه!! تمضي الأعوام وكلّ قلبٍ يحاول نزع بصمة الحبّ حتى تسير الحياة ولكن حبّاً صادقاً لن يزول لأنه اليوم عاد من جديد!!
ففي "برلين" كانت تقطن أديل مع صديقتها بعد وفاة والدها، وبينما هي واقفة عن الحانة ثملة ضحكاتها لا يكاد يفهم لها معنى تجاوزت سرعتها القانون فأضبطت في شارع "فردريشتراسيه" ولإساءة أدبها على شرطي المرور سُحبت إلى سجن باستيل كتعزير مؤقت ، هناك لم يكن التعزير مؤقت لقد حول إلى مكوثٍ أبدي !
في السجن حيث تقييد حريّة الإنسان وسلبه نور الشمس ، حيث وحشة نموره وشراستهم في تحريك القضبان بغضب ، تحت قسوة الحرّاس وجلدهم لوجوه المساجين بسوطٍ ناريّ أستبقى أديل؟!
بينما تشاوروا في أمرها قررّوا بأن يرفعوها لرئيس السجن لينطق بقراره و يُحكم عليها
تسير أديل في ممرات السجن وعروقها الممزقة تنزف من شدة تكبيلها بالجنزير ، دخلت مكتب الرئيس الغاضب في ضمز على ضوضاء رجاله من فتاةٍ تمردّت على القانون مرتين! وقفت أمام الجميع خافضةً رأسها وبقي ذاك الكرسي ملتفاً عن الجميع فالرئيس كان يحدّق في برواز جدّه الذي علق خلف مكتبه ، دار الكرسي وفزعت عيناه من تلك المجرمة ! أطال في طرفاته لها وكأنه للمرة الأولى يقف شرطياً على مجرم ! رفعت رأسها وتوقف بكاء الألم وأعلن بكاء الدهشة بالإبتداء! بين توتّر رجال الأمن وانتظارهم في حسم القرار كان هناك عالمٌ من العشق والدهشة امتلكت المجرمة وكبير الشرطة الدلمز في باستيل!!
وحين طلبه أحد الأمن بأن يسرع في قراره حكم عليها بالسجن المؤبد!
تجاوزت السرعة وحكم عليها بالسجن المؤبدّ!!
أيّ قانون كان ليحكم على متجاوزي السرعة بهذا الحكم؟ ربما الحبّ أقوى من قيادة دولة !
انصرف جميع الرّجال وبقيت أديل وحدها في مكتب بروفينج تبكي وذهنها يعيد كل ما فات من عشق كان يعيشانه في حياتهم الدراسية فاق من على مكتبه وتوجه نحوها باحتضان شق على عروقها الممزقة من قوة شوقه! تزاحمت أصوات أنفاسهم في اقتراب بعضهم لبعض لينهي خفقان القلب رسل حبّ توقفت منذ أعوام الدراسة! راود شعرها حتى ظهرت له خصلاتها الحمراء فتبسّم وقال: تلك الخصلات .. في احتضانك لآخر مرة كنت أعلم بأني سأكون محظوظاً بمداعبتها مرةً أخرى ، ولكن لا أعلم بأني سأخرج عن القانون وأحكم على جميلةٍ مثلك بالسجن المؤبد!
عند ذقنه ضحكت بهمس وقالت: لآبأس بسجنٍ مؤبد إن كانت تلك النجوم سترعاني وتضيئ ليلي إن خفت عتمة الزنزانة !
ألّم بها حتى أحبت بدلته العسكرية ويدها تتحس كتفه وأنجمه الخمس ، أحبّت بدلته العسكرية وأحبّت نجوم كتفه فكان السجن المؤبد أجمل حُكمٍ وجدته !
في الوقت الذي كان يوقّع بروفينج أوراقه لبقاء أديل في سجنه للأبد حصل على ترقيةٍ من وزيره لكونه أفضل مديرٍ لباستيل فخرت به ألمانيا ، ولكونه ذلك فعليه أن يعفوا عن عشرة متهمين وله الإختيار وكان أوائل من له العفو تلك التي لها روحٌ تسري في جسدهـ ، عفى عن حكمه لها وعفى عن نفسه من مهنته ليبقى حبّه لا يفارق حواس أديل !
في باستيل حيث يكبّل سفاحين ألمانيا وتماسيح اللحوم البشرية صار محطة حبٍّ لمديرها ومجرمة!!!
بقيت تلك الجريمة عائداً بالنفع على مرتكبتها! وبقي ذاك السجن محطة حبٍّ التقى فيه العاشقان وبقي حكم السجن المؤبد هو الحبّ المؤبد لقلب أديل..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  538

التعليقات ( 0 )