تعززت زيارة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة المنعقدة بالمملكة،وذلك بحضور زعماء دول الخليج العربي. بالكلمة التي ألقاها جلالته من شأنها أن تساهم بشكل كبير في جمع شمل العالم العربي وفرض وجوده عالميا رغم كل ما يقع ورغم كل المطامع التي تهدد وتواجه توحدهم ،والتي تخدم فقد المصالح الاخرى للدول العظمى، التي لطالما استفادت من عدم اتفاق العرب. فانتهزتها فرصة لتوسيع الهوة بينهم، و جعلهم يتخبطون في عالم مظلم يحول دون تقدمهم في العديد من المجالات،و جعلتهم يعيشون على وقع التبعية لهاته القوى التي أصبحت تتحكم في العالم، و ترسم خارطته كيفما شاءت.
وكلمة جلالة الملك في القمة شكلت حدثا بارزا، من شأنها أن تساهم في الرفع من قيمة المصالح المتبادلة بين الدول العالم العربي، كما أنها ستكون منعطفا تاريخيا في التقدم الذي وصلت اليه المملكة المغربية في علاقتها مع دول الخليج العربي، خا صة في ظل كل التطورات التي يمرمنها العالم اليوم،فهي كذلك تحديات التي يجب رفعها في الالفية الثالثة،وهي أيضا نقطة تحول في تاريخ المملكة المغربية الشريفة، كما عززت كلمة العاهل الكريم نصره الله في قمة الخليج بالمملكة العربية السعودية منظومة سياسية عبر عنها ملك ديموقراطي يؤمن بانفتاح المغرب على محيطه الخارجي.
وقد شكلت هذه القمة،موعدا للأطراف المشاركة من أجل الوقوف على التحديات التي بات من الضروري رفعها، على مستوى مجموعة من المحاور الاساسية التي تتشكل في الجانب السياسي الموحد، المتمثل في مواجهة الأخطار و التهديدات التي تهدد أمن و استقرار العالم العربي، خاصة الاطماع التوسعية الناشطة تحت غطاء مصالح القوى العظمى، كما ان الشراكة المنبثقة عنها، ستكون فرصة ثمينة لتشكيل جبهة موحدة و قوية،لجعل هذه الدول تكمل بعضها البعض، خصوصا القضايا الاولية بالنسبة للدول المتعاقدة،والتي تعتبر قضية وحدتنا الترابية للصحراء المغربية جزءا منها.
ومن جهة أخرى نجد أن علاقات المملكة المغربية و دول الخليج العربي، تتميز بالروابط والصداقة الحميمية منذ قرون، ومكانة المغرب بين
دول الخليج، ستجعل منهم حلفاء أساسيين للمملكة في اطار تعاون متبادل في جميع المجالات.