عند جزر اليونان في أوديتها السوداء ونسورها الشرسة التي تحلّق وتشتد صرخاتها فوق كل من اقترب من جزرها الموحشة ، تحطم قارب عند إرسائه قرب جزيرة "لسبوس ورودس" المظلمة لم تكن تلك المحطة التي يريد العاشقان التوقف عندها! لم يكن ذاك مقرّ أمان ! ليس على أجسادهم من فتگ الأنياب وإنما على قلوبهم من إغواء مخلوقاتها الأسدنسانية !!
ترك "فيليب" فتاته قرب كهفٍ مظلم ظنّ بأنه الأمان حينما يغيب عنها للبحث عن غذائها، يالحماقته عندما ذهب وتركها قرب عرين أسدٍ عاطفي! بحجّة أنه سيوفّر لها الأمان في حين إن غاب عنها بحثاً عن الطعام ، خوفها لم يكن يجعلها سوى أن تبحث عن احتضان!!
أحبّت أسداً بدلاً عنه!!
في جزيرة لسبوس مخلوقات أسدنسانية أصلها بشري واستأسدت الجزيرة بعد حلول لعنة قحط الطّعام ! فكم من سفينةٍ تحطمت عند تلك الجزيرة وأصبح اللآجئات فيها ضحية الوقوع في غرآم "ليون فيمل فيلينجس" "أسد مشاعر الأنثى !" كل من حطمت سفينته على هذه الجزيرة ترك حبيبته قرب ذاك الكهف ظاناً بأنّه قدّم لها الأمان في حين ذهابه ولا يدري بأن خلف سدفة الكهف عرينٌ يضجّ بالعشق لفتيات الجزيرة اللوات لا مأوى لهنّ !! زئر ليون فيلينجس زئير الأسود لكن زئيره لم يكن يفزع "ساندرا" فحين الخوف لا تحتاج سوى لقوةٍ تقسو على ظهرك لتشعرك بالأمان!! احتضنها واحتفل بها في عرينه وسط أشباله المغرمين بجمال الصهباء "ساندرا" رغم كثافة شعرهـ وغلاظة نظرته الأسديّة كانت ترى هي في فسحة عينه عالماً من الرّاحة!! رغم قسوته عليها في ضمتّه ووبره الخشن كانت تغرق في أحضانه وكأنها بين جورٍ أصفر ناعم! مخالبه الضخمة التي كانت تحوي ظهر ساندرا وجدتها أرقّ من كفوف إنسان لم يكن يأبه لإحتياجها له ! سهت عن جوعها وسهى هو لأن يقدّم لها الطّعام!! فقد أشبعتها قوتّه قبل أن تشبعها ضيافته!! وطنّها لعرينه ملكةً على بقية لبؤاته فما رأت من حبّه لعاطفتها جعلها تستأسد في عرينه وتنتمي لجزيرته من هنا نشأت حياة جزيرة لسبوس ومن هنا بدأ الكائن الأسدنسانيّ ، حلّت لعنة الفقر على كل من اعتلى هذه الجزيرة نتيجةً لتحطم السفن من مرجان اليونان لكنّ تلك الجزيرة خلقت الأسدنسانية كبديلٍ للطعام!!
عاد "فيليب" إلى المكان الذي ترك حبيبته به ولم يجدها نادى بصوته وتعالى صداه خوفاً من عدم وجودها فردّ صداه نعومة لبؤةٍ توسطت حضن الأسد : شكراً لخريطتك الخاطئة التي أضلت طريقنا حتى أكون ملكةً لملك مشاعر الأنثى ! هنا بلغة الأسود يستطيع المرء الإغتناء عن طعامه إن أُشبعت مشاعره واحتوى عرينٍ ملئ بالأمان! في جزيرة لسبوس كائناتٌ أسدنسانية غذاؤها مشاعر لا فرائس!! جمعت بين قوة الأسد في احتضان لبؤته وبين رقة الإنسان في الغيرة على محبوبته !
إن كنت ممن يفكّر في أن تشبع غير أمان الإحتضان لمحبوبتك في حين احتياجها لك فاحذر من أن لم تجدها حولك!
لقد ذهبت إلى جزيرة لسبوس حيث الكائنات الأسدنسانية، هناك ستلقى بمغرمٍ يسمى ليون يعشق أن يشبع من احتياج أنثى فهو عالمٌ بأنه حين تخلّي المحبوب عن محبوبته في حاجته له ستلجأ لأيّ كائنٍ غريب حتى تحتضن الأمان!