تَوبتُهُ
وإن وقف أمامكِ وقد سالت منه دموعُه ولمحتِ منه توبةً من كلِّ عَكِرٍ سبَّبه لك، والتمستِ منه رجلاً تغيَّر لجنابِكِ، رَجَفتْ عروقُه اعتلَّتْ صورتُه، وسال الدمع شلَّالاً حزيناً منه : فرحمتُك أشمل من كلِّ جروحِه لأنَّكِ بحر توليد الحنان العذب؛ لذا جعل الله الحمل أنثويَّاً لأنَّها الحنان المستمِّرُّ.*
الآن وقد انحدَرت منه الدُّموع وتغيَّر لون جفنيه، فما أنت صانعةٌ؟ بجناحي حنانك ضمِّيه..*ابسطي عليه يديك وقطنياتك، فحتَّى قطنيات الأنثى تفاصيل مهمَّةٌ لزوجٍ حزينٍ..*حين تسيل دموعه التَّائبة عند صدرك يخجل أن يكرِّر زلَّته، ويُخرج كلَّ دمعه السلبيِّ ويستبدل طاقته، كما أنت تتفاعلين كيميائيَّاً حين الدَّمع يلامس حنانك منحدراً في هضابك، الرَّجل طفلك الأوَّل الذي لم تنجبيه، إن أقوى رجلٍ في العالم لا يستغني عن ثروة حنانِك، وإن بدى لك عكس الذي هو واقع.*
تَوْبَتُهَا
فإنْ زَخرَفَتْ لكَ بُوكيهاً ورديَّاً، وقصدَتْ باب شهامتِك، ورَجتْ رجولتَكَ أنْ لا تحيدَ، أنْ لا تعدلَ، لمَّحتْ لك بالحبِّ، ارفع يديك الحنونَتين، أُدرك قوَّة حنانِكَ المستتِرةِ من خلفِ طيبتِك، ضعْ أنفَها في منتصفِ صدرِك دقيقةً، لكنْ لا تدفَعها بقوَّةٍ بلْ برومانسيَّتِكَ التِّي ورِثتَها منْ موروثاتِ طيِّباتِكَ وطِيبتِك، دعها تستنشق وجودَك، كنْ عشَّها الأجمل، لينساب بخار الحبِّ الذي عَمرَ روحَك لوجدانِها.الإناث يعشقن رائحة رجالهنَّ، هنَّ كذاك جميلاتٌ حتَّى في مشاعرهنَّ، هنَّ المخلوقاتُ الجميلاتُ، بهنَّ نتمكَّن من بثِّ أجواء المحبَّة، وبدونهنَّ لا نملك رحمة الحياة، خلق الله آدمَ وخلق لهُ حوَّاءه، ليتنفَّس من بحرها الحنانَ، ليتنعَّم بطيب حديثها، بمودَّتها، برقَّتها، ليضيئا وحدة الأزمان.بعد دقيقةٍ : قم بوضعِ يمين خدِّها على صدرِك، قم بالالتفاف بيديك على كينونتها، ضُمَّها بفيزيائيَّة اندماجٍ، استنشق نفساً متعمِّقاً وعميقاً ينساب لعمقها، لتستشعر صفحك، لمرَّةٍ في العمر كن كوافيراً لحبيبتك، لا بأسَ أن ترطِّب جلدَ يدِك بمسحاتٍ فوق شعرها الذي طيَّبته لك، اقتربْ منْ أُذنِها وقل لها واهمس : أحبُّكِ، لا تخبئ عنها مشاعرَك، لا حرج في أن تقولَ كلَّ ما بوسعك الآن، قبِّلها حسب الذي تشتهي وترغبُ، فالرَّغائب هنا مشروعةٌ يا سيِّدي، ادخلْ موسوعتَه الغينيسيَّة في تقبيل زوجتِك، فكيف لو رضي الله صنيعكما وأدخلكما في رحمته؟
أختك /عبير أحمد..