• ×

قائمة

Rss قاريء

وجع أيام ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - جاسم الرواحي - سلطنة عمان : 

على أعتاب ظهرك ستحمل أمتعتك ، ستغدو كدموع الزهور الصغيرة على أعناق أغصان الشجر البريئة ..
تصل لوحدتك الخاصة بأغراضك ..
تتبع رائحة عبء المنتهى الناهية في الغسق ، تنثر غبارك هنا لينتشر هناك ..
سِحر الهواء الساري مع دمك في تلك العروق الجافة المريبة ..
خفّة في جسمك الحامِ المنسجم مع فتول العضلات البارزة أمام النظر القصير والطويل ، أتخفي مفاتنك يا سيدي أم تستر عيبك خلف سور أضلعك القاسية ؟
لربما تخفي حججك في قلبك البركانيّ صاحب الصهارة الملتهبة ، تغذيها بحجارة سلطتك الفذّة ومعادن شغفك المنُوعِ المزاحم لأفكارك ..
كن راكداً كماء المستنقع يا سيدي ، واحترس من التماسيح الغدارة ، وقِ نفسك من فزع الأفاعي الزاحفة ، تصرّف بيقين الذكاء ، واغتنم فرصة النجاة فليس كل أمرٍ يحتاج لقوة ونفوذ ..
فقط كن ذكياً مرناً في قرارك **المُتخذ .
سنبدأ مرحلة الحكمة ..
نيران وعواصف مع خليط غبار ودخان ، وزلازل تفتت صخور الصلب البركاني ..
لا تجيد الإختباء رغم قدرتك على الإختفاء ؟؟
الرعب يعمّ أرجاء المنطقة ويحوذها من كل ناحية ، سيطرة قوية تحكم المكان ، ” حطام ” ..
فتات عيدان الثقاب ذوات الرأس الكبريتي المسود الأحمراني اللموع كحبيبات الكريستال الشفاف المائل للأزرق السماويّ ..
أشجار الغابة معظمها تكسرت ، ولحاؤها لا يزال على طراوته اللينة الرطبة الغنية بالعصارة يمتزج مع النار الزاحفة بأرض الغابة …

(2)

كلما إحترقت قشرة لحاؤها خرجت العصارة لتطفئ النار العنيدة .
تتسابق ألسنة اللهب بترميد ما تزحف عليه وقوفًا تحت أقدام الصخور القاسية العملاقة التي لا رادع ولا مذيب لها
وأنت يا مفتول العضلات بات أمرك وشيكًا على الإنتهاء ، أين المفرّ ؟!
تصرف الآن إن كنت تمتلك المقدرة على إطفاء هذه النيران الزاحفة الكفيفة ، حسنًا ..
في حكمتي قول الحياة لي : ثق بربك قبل وبعد الحاجة ،،
ماذا تعاني .. مأزقًا ؟
أنت في مأزق ..
لن تتحمل ما سيحدث لاحقًا .. !
أنظر أنت الآن بين الخوف والشجاعة فإفعل ما شئت ولكن تذكر ..
إن كنت تريد الفوز فلن يكون حليفك ، فما قَوَىَ على النار إلا الماء ، وما غلبها ويغلب عليها سواه ، سترمدك في أقل من دقيقة واحدة ، ولكن كن صاحب إرادة تقول :
” سأخرج من وضعي السيء بسلاسة التفكير ” .
من كان مبتغاه الشهرة لم يحقق من أحلامه شيء ..
إن كسبت الشهرة بأفعالك الصادقة .. فأنت تستحقها
وإن كسبت الشهرة بالكذب والبهتان .. فأنت لا تستحقها
أنت تكون:
ما تفعل ..
ما تصنع ..

أنت تكون أنت .. سيء أم جيد .
العضلات المفتولة والصدر الضخم ، والأوراك المنتفخة ..
لن توصلك إلى حل الخلافات ..
ولن تفيدك في مقاومة القوة المغايرة لقوتك ..
مهما بلغت فتولاً ستبقى ذاك الضعيف الذي لا يقوى على فعل شيء *إلا إن استخدمت عقلك ، واستفتيت قلبك .
إيمانك بقدراتك الذهنية هو أحد التحديات التي تُعليك ..
كن قويًا بقلبك لا عضلاتك ، ولا بمظهرك .

..أنت تصنع نفسك .

للكاتب: جاسم محمد الرواحي
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  471

التعليقات ( 0 )