تلك النسمات الباردة حركت فيني شوق بعيد, وفتحت شريط قديم أمام عيناي , فخاصمت الواقع وارتحلت بذكرياتي أنظر إليها كيف غدت بعد السنين,, ذاك المنزل كيف أصبح لم يعد يعني لي الكثير , كيف لا وكل ذكرياتي مزروعة في بطن ساحته الكبير , وفتحت بابا لذكريات باب ولكنه قصير , و إذا بريح باردة قشعرت جسدي الصغير وجلست في ذاك الكرسي الأثير وصقيع قلبي يزداد ويداي تجمدت فما يصير
ووجدت ورقة من أيام الماضي تطير ومسكتها ووجدت حلما كان بألامس أمير لكنه اليوم يطير في غابات المستحيل,,, فدرفت دموع جرحت خدي ورميت بورقتي لتصارع تلك الرياح والعواصف الشديدة وركضت أخرج إلى واقعي المرير , وأغلق الباب وسمعت صوت يقول هل تهرب من ماضيك أم من حاضرك أم من الآم السنين ,, ونظرت حولي فلم أجد من أين جاء هذا الصوت الغريب,, وحاولت فتح باب صغير في زاوية الغرفة .. لكنه منعني من الدخول , فصرخت في جوف الظلام مابكم اتركوني أسير اتركوني اعود..
فعاد لي ذلك الصوت الحزين .. إلى أين تريدين الرحيل؟
إلى سجنك وسجن أحزانك وقهرك وفرارك من واقع تشكينه للآخرين ؟
وسقطت أبكي وحرقة في قلبي تصيح ,, وقلت بصوت كسير من أنت؟ وماذا تريدين؟
قالت لي أنا حلمك الضائع أنا ورقه قديمة جعلتني أطير ولتعلم أنني كلما صارعت ريحً او برقً ستبكي للمصير ,, أنا ورقه ضعيفة مزقتني الحياة ولكنك لم تسعى لترجعني إليها,, وتركتني أبحث لي عن مأوى وظللت بعدي تبكين السنين,,,
كفى اصمتي لم أعد أقوى فارحميني ,,
فضحكت وقالت بصوت حزين : أرحم من لم يرحم نفسه وتركها أسيرة للمستحيل ,, ارحم من ترك نفسه للحزن أياما وليلاً طويلا ,, كيف أرحم ؟؟
فانطلقت مني صرخة مزقت جوف المكان ولم أعد أدرك أين أنا .. وهل أنا في واقع أم في الأحلام ولم توقظني غير ورقة في حجرتي الصغيرة مزققتها لطفل راح يخط عليها بعض السطور ثم تركها فراحت تطير أمسكتها وفتحت عيني وقلت هل أنت من كنت تتحدثين !!!
بقلمـــــــــــــــــــي "لورا العنزي"