• ×

قائمة

Rss قاريء

" وأخيراً استيقظ الدب " لعبد العزيز الفارسي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - وداد المانعية - سلطنة عمان - ولاية لوى- جارة ولاية شناص 

• ماذا أحتاج لأشبع رغبتي القرائية سوى أن أجد نصوصاً تجمع الفائدة بالسرد الممتع !
ولاحدود للإستمتاع إذا ماكانت الكلمات التي تقرأها قريبَة منكَ جغرافياً وأدبياً.
• مجموعَة قصصية نُقِلَت ببساطتها من أزقة وبيوت( ولايَة شناص) مسقط رأس الكاتب ،يوميات نعيشها وقضايا يعاني منها بنو البشر في كل مكان ،قصص سردها الفارسي بلغَة راقية ممزوجة بحوار أهل الولايَة ، وهذا ماجعلني كقارئة أعيش الأحداث بأدق تفاصيلها .

•وقد يقول قائل أنه وجِب على الكاتب أن يتحدث بلغَة عاليَة وبمستوى معين بينما الكاتب عبد العزيز قال في أحد حواراته لمجلَة نزوى:
" اؤمن بأن اللغة يجب ألا تتبرّج كثيراً في النص السردي، فهي في النهاية موجودة لتنقل للقارئ حدثاً مهماً، وتنقل له أجواء ذلك الحدث وتفاعل شخوصه.. "
وبالتالي سيجد القارئ أن هدَف النص المطروح واضح دون أن يكون النص مبتذل،ولايحتاج الكاتب إلى كلمات معقدة تعبّر عن هموم الشارع .

• سيدهشك الفارسي ببساطة السرد وتعدد المعاني المستنبطة من النص الواحد ! وقد تجد قضية تعاني منها الأجيال الحديثة لكنها نُقلت من منظور واقع السلف الماضي ،لذلك سيتنقّل القارئ مابين هموم المستثمرين ومشاكل الخدم وعبء التسلّط دونَ أن يشعر بالرتابَة من أسلوب الفارسي الساخِر الذي ينتهجه في قصصه.

• من القصص المذهلَة هي(أبو عيون ) وهو رجل يعيش حياة طبيعية لولا أن الجميع ينفر منه كونه حاسد وجالب للشر ،العجيب أن تبريرات الرجل ذاته منطقية جداً ! ومقنعة أيضاً ..وهذا الأمر يجعلنا في حيرَة لنجد الجواب ببساطَة وهو نسيان الكثير من الناس إن' الله خير الحافظين '، وفي الحقيقة أن هذه القصة تتكرر كثيرا في المجتمع فالكل يعلق فشله واخفاقاته على شماعة الحسد بينما نحتاج قليلا من التحليل وفكّ الرموز لحلّ مشاكلنا .

•وأخيرا استيقظ الدب فنقلَ لنا هموم تشاركناها مع أبطال الفارسي ، بعد قرائتي لهذا الكتاب أود أن أكتب لعبد العزيز رسالة بسيطة لعلها تصله :
"محظوظة شناص بك لأنك امتزجتَ بحبر همومها وأفراحها فكتبتها على الورق لتخلّد قضايا أناسها ،شكراً لأنك جعلت الدب يستيقظ ويقدم لنا هذه المجموعة المذهلَة ،شكرا لأنك شرّحت بيئتك بمشرط السرد الراقي".

وِداد المانعية- سلطنة عمان

للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  773

التعليقات ( 0 )