حدثتهم عنك و غبتُ طويلا خشيةَ أن يُبصروا دموعي فيسئلوني عنها فتزداد مآقيّ بأنهارها!
في كل حديثٍ طرحته عليهم كان مبسماً لنا، قد مضت عليه الأشهر أشعر وكأنّي أحاكيهم عن ليلة البارحة!
لم يتختّر شوقي و استيهامي لك فذاك حديثي أحيا ما كان دفيناً في الحنايا بزلزلة مشاعرها، لا زلتُ أشتمّ مَندَل عطرك وأهيمُ برائحته، لا زالت ابتسامتي تُشّحُ شفاهي إن تذكرتُ استراق قبلاتك منّي بين الحين والآخر لا تعبأ للغمارِ من حولنا! فأُخبرك بأنّه تصرفٌ جنونيّ و لكنّ رأيي لم يكن مقنعاً فما زالت شفاهك تلامس وجنتي أمام الكثير!
مضى أشهر وفي كلّ ساعةٍ تريّثت لأن ألقاك كانت تحاكي ما حدث في أشهرنا الماضية، أتدري كم من المؤلم أن يستعاد الزمن بجماله في ذاكرتك دون أن تسطيع ملامسة شيء منه أو تجسيده؟
أنت الذي علمتني أن أمنع قلمي بأن يخطّ كلامه الشجيّ ربما لم أكن شجيّةً في حياتي معك و لكنّ مراسيل القلب تأبى بأن يخطّ لها البيْنُ فرحا، توسدّتك في كل ليلة حتى أبى دَأَبُ نومي أن يغفو قبل أن تسموا في مخيلتي! ألم تعلم بأنك في حُلمي قد وهب لي وجهُك فأُبهجت حياتي؟
حتّى أنّي لتمنيتُ بأن أغفوا وأغفوا حتى ترتاد منامي فتهدأ ضوضاء عشقي على كتفك، ذات نهار حكم البيْن بأن أُراغبَ لفترةٍ وأعود، شعرتُ بأنّك قريب فالتفتُّ عن مقعدي في المطار
فوجدتّ من تشابهت صفاته منك! للوهلةِ الأولى خِلْتُك أنت فنهضتُ عن ساعدي لأتحقق من أمري فإذا بها روحٌ عابرة قد تشابهت بك و لكنّها ليست روحك! خاب أملي و قلت: ربّما أرضه هذه ستجلبُ لي الجنون فيمن يشابه وسامته !
صدَقني و صدقته حبّي و لكنّ البيْنَ أدخلنا في لعبته المملّة دون موافقةٍ منّا، أتذْكرُ احتضان لقائنا الأول؟ لم أعهدهُ بأنّه الوداعيّ، فقط صُنْه لي و احفظه من لُكعاءِ مُعجبيك!
منذُ اللحظةِ الأولى أحببتُ سائرَ حياتي معك! كيف و أنا لم أتخطى الدقيقة حتى أحكم على حياتي بالسّعادة؟ ربما من أحبّ مُبتعثاً من الجنّة نأى عن دُنوّ هذه الدنيا و إدراجها العاشقين في لعبتها المملّة!