• ×

قائمة

Rss قاريء

سِترُ بعض العواطف : فضيلة .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - اروى الزهرانى- جدة 

ثمة أحاسيس شفافة لايمكن استخلاصها أو التصريح بها ،
نوع من الهالة فوقها ينبغي أن لا نكسر بريقه وَ خصوصيته بالكلام ،
ثمة أفكار محرمة تراود النفس البشرية و خيالات متوهجة ، محلها الظلام و الأحلام ،
وَثمّة أخرى لها حجم العاديّ السطحي ،
تبقى كذلك وإن ارتأينا أنها مزعجة وَلاذعة ،
أو قوية و مُلِحة ،
الأشياء كتلك يسهل إطلاق العنان لها ،
عاديّ شكل وجودها وقراءتها ،
وليست من خسائر إثرها ،
ندلي بها دائما و نُِظهرها أيّاً كان شكل الانفعال تجاهها
لا تبعات لكتابتها ولا تخوّف منها ،
هذه الأشياء هي ما وجب أن نُظهره ونحكيه ونكتبه ونصرّح به ،
في حين أن هنالك عواطف وَ أسرار وَ قصص لا ينبغي لها أن تخرج ،
درءاً لانطباع سيء و حفاظاً على الشيء من أن يفقد بريقه ..
أجد كثيراً من النصوص مُشينة الوصف ،
أقرأ الكثير من الخيالات المكتوبة الجامحة ،
و أتفكّر ..
مالذي تبقّى لصاحبها أو الطرف المتسبب بحدوث كل هذا
ليتفرّد به من هذه العواطف المتأججة و يشعر بالاختلاف به عن بقية العالمين ؟
تُغرينا أحياناً قدرتنا على الكتابة و الإسهاب و الخيال في أن نستحضر الشعور فينا كله ونحوله إلى نص ،
ورغم أنها مهارة جيدة إلا أنه غباء فادح ،
كونك تُحضِر أشد أسرارك خصوصية وَ أهمها ،
فهذا يـفقدها رونقها ،
كونك تفتح لخيالاتك الجامحة أبواب البوح في النور فتلك جريمة بحق شخصك ، وعواطفك و خصوصية طريقتك في الحب وأفكارك ؛
تكشفها للملأ وتعطينا أحيانا كقرّاء انطباع مقزز تجاهك و قد يعطي الكثير من الأفكار عنك لآخر ..
تخيل الشعور الجامح عورة وأنت بكتابتك كشفت ستاره للجميع !
لا ضرار من كتابة العواطف الطبيعية النبيلة ،
ولا ضرر من مدح المحبوب وَوصفه وَ حتى الإدلاء بالشعور تجاهه ،
الضرر كله يكمن في الجامح من الشعور والخيال و الرؤى ،
خبّئ هذا كله في أعمق نقطة فيك ،
احمه من النظرات والآخرين والإنتقادات ،
عشه بينك و بين صاحبه بعيداً ،
أُكتب عن كل شيء عدا عن أشد عواطفك خصوصية و عن أصحابها ،
فليس كل شيءٍ يُكتَب ،
وليست كل العواطف مُخوّلة لتحويلها إلى نصّ ،
فمثل هذه الأمور لا تُنكأ ولا تُكتب للملأ و لا تظهر سوى لـشخص .

| أُترك بداخلك زاوية محرمة مقدسة ' ممنوعة من الظهور وعن اللمس ،
الغموض أحياناً سترْ وليس كل وضوح مُستحب .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  501

التعليقات ( 0 )