أقامت لجنة حماية الطفل في مستشفى الملك عبدالعزيز التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في الأحساء، حملة "معاً لطفولة آمنة"، وضمت فعاليات تهدف لـ"حماية الطفل ضد العنف"، والذي ضم محاضرات تخصصية وأركان توعية ازدحم في جنباتها مشاركون كثر، كان السؤال الأبرز لديهم "متى وكيف أضرب طفل تأديبياً؟"، واوضح المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة لاحرس الوطني بالقطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج أن "هذه الفعاليات تقام للمرة الأولى، وحققت نجاحاً باهراً، يجعلنا نؤكد على ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات التي تستهدف توعية المجتمع بصورة خاصة".
وقال "يأتي هذا النشاط بعد سلسلة متواصلة من الفعاليات المكملة لها، والتي كانت تسعى لتصحيح المفاهيم العامة الخاطئة في مجتمعنا، والتي دائماً ما تنتج كل ما هو سلبي"، مضيفاً "الفكرة السائدة في مجتمعنا ومجتمعت أخرى أن الطفل يجب أن يضرب ليحصل على التربية والتأديب المطلوب، بل إن بعض المجتمعات ترى في ضرب الطفل أنه من الأمور المنصوص عليها دينياً وهذا أمر خاطئ، إلى جانب تصحيح الفكر السائد من ضرورة إرجاع الضرب في المدارس، كما كان معمول به سابقاً، وهذا ما سعينا لتصحيحه من خلال هذه الفعاليات".
من جهتها أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة للفعاليات الدكتورة منال آل سيف أن "الفعاليات بدأت بمحاضرات تخصصية في القاعة الرئيسية في المستشفى، تم خلالها طرح إحصائيات محلية حول الإعتداء على الطفل، وأكثر الحالات التي ترد إلى مستشفياتنا، وطرق التبليغ عن هذه الإعتداءات بالطرق الرسمية، والتي يجهلها الكثيرون".
وقالت "ليس هناك قاعدة بيانات يمكن أن تؤكد هذه الإحصائيات، فالحالات الغير مبلغ عنها والتي لا تصل إلى المستشفيات كثيرة جداً وستشكل رقماً صعباً في هذه المعادلة، ونحتاج أيضاً لزيادة الوعي المجتمعي بهذا الخصوص"، مضيفة "وأقيم على هامش الفعاليات معرض توعوي متخصص تم تقسيم أركانه ليغطي جميع جوانب حماية الطفل من الاعتداء، من قبل استشاريين ومتخصصين، نفسيين واجتماعيين وحتى استشاريي أطفال أجابوا عن تساؤلات المشاركين بحرفية".
وقالت الدكتورة آل سيف "ضم المعرض أركان عدة ومنها ركن حقوق الطفل والذي تركز على التأكيد على تأديب الطفل بعيداً عن الضرب، بطرق تربوية وعلمية ونفسية خاصة، وأركان الاستشارات النفسية، وحظينا بمشاركة متميزة من مركز أفلاذ والذي قدم تعريفاً كاملاً للخدمات التي يقدمها المركز، إلى جانب تقديم استشارات فورية للمشاركين حول الطرق التربوية السليمة للتعامل مع الأطفال، بعيداً عن الضرب والتوبيخ والشتائم، وكان السؤال الأبرز "كيف نربي أطفالنا من دون ضرب؟".
وقدم قسم السلامة في مستشفى الملك عبدالعزيز، الطرق الأمثل لحماية الأطفال من الحوادث، والتي تسببت في وفاة وإصابة العديد من الأطفال، ومنها الحرائق وتناول المواد المطهرة والأدوية، واللعب بالمواد الحادة، والصعقات الكهربائية، وقدم القسم الوسائل المساعدة للحد من الإصابات التي يتعرض لها الأطفال، بتكاليف قليلة ومتوفرة.
وأوضحت الدكتورة آل سيف أن "المعرض شمل على ركن مرسم متخصص للأطفال كان الهدف منه إيصال رسالة توعوية لهم، من طريق الرسم والتلوين واللعب، وكانت تحمل عنوان إحموا براءتي برعاية مركز أفلاذ، وحظي الركن بتوافد ملفت من قبل الأطفال الذين تعرفوا على الأجزاء التي لا يسمح بأن يلمسها أي شخص في جسدهم، وفي حال حدث ذلك يعد اعتداءً ويجب التبليغ عنه".
وقالت "لاحظنا وجود قصور في الوعي لدى الأطفال، بخصوص التوعية بضرورة معرفة صور الاعتداء عليهم، وهنا يأتي دور البيت والمدرسة ووسائل الإعلام التي يجب أن تساهم في نشر هذا الوعي لنحد من ظاهرة الإعتداء على الأطفال"، مضيفة "قد يرى الطفل أن اللمس أو التقبيل الذي يصدر من الأقارب أو الغرباء أمر عادي وعفوي، وهذا ما كنا نركز عليه من أن معرفة الطفل بخصوصية هذا الوضع يجب أن يكون حاضراً".
وشاركت الأمهات المرافقات للأطفال المنومين في جناح الأطفال في المستشفى في الفعاليات، من خلال برنامج توعوي مقدم لهن وبحضور أطفالهن المنومين، والذي تركز على التوعية بضرورة التعامل مع الأدوية بحذر في المنزل، ونقلت طالبات من قسم الصيدلة في جامعة الملك فيصل أبرز الحوادث والأخطاء التي يقع فيها الوالدين في المنزل مما يعرضان أطفالهما لحوادث الأدوية المتكررة وبكثرة.
وبيَّن المشاركات أن من أبرز الحوادث التي يتكرر وصولها لأقسام الطوارئ في المستشفيات "هي تلك التي لا يستطيع أن يفرق الطفل فيها بين الحلى والأدوية، لتشابهها بشكل يجعل الكبار لا يفرقون بينهما بشكل سهل، بل وتتعمد شركات صناعة الحلويات على أن تكون مماثلة للأدوية"، إلى جانب إرشادات عدة من أبرزها ضرورة عدم ترغيب الأطفال في الأدوية على أنها حلوى، وهو ما يساعد على الوقوع في التسمم الدوائي".