الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .... و بعد :-
فإن للقران الكريم تأثيرا فريداً في تهذيب النفوس وتزكية السلوك والأخلاق ، وبه سعادة المجتمع والفرد في الدنيا والآخرة ، فكتاب الله هو منهج حياة ومشكاة تضيء لنا الطريق وهو المصدر الأول للتشريع ، وهو ما يؤكد أهمية العناية به فهماً وقولاً وعملاً ، وقال رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم .. ( خيركم من تعلم القرآن علمه ) فهذا القران هو ذروة سنام هذه الأمة وسبب رُقيها ورفعة شأنها بين سائر الأمم فهو نورها وباعثها وقوامها وكيانها ودستورها ومنهجها قال المولى عز وجل (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ) الإسراء 82 ..
وقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بهذا الكتاب العظيم وأمر بحفظه وتدبّر آياته فقال عز وجل ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) القمر 17
فتعلم القرآن وتعليمه والعمل به أمور تؤدي إلى هداية المسلم وصلاحه وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد نعمة الإسلام والسلام وحكومةً رشيدةً وفقها الله لرعاية الدين ومظاهره ومناسباته ومتطلباته .
ولا يقف المتابع لهذا التوجه الرشيد السديد إلا مندهشاً أمام عظم الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر الزاخر فهناك العديد من المناسبات والفعاليات التي تقام في أنحاء هذه البلاد المباركة والتي تهتم بالقرآن الكريم وعلومه والحديث الشريف وذلك اهتماما من قادة هذه البلاد المباركة واستشعارا لقيمة تعليم القرآن الكريم والحديث الشريف في بناء أبناء الوطن ولترسيخ المنهج الرباني في عقول الناشئة .
ومنذ قيام هذه الدولة المباركة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ ومن بعده أبناؤه البررة وكتاب الله سبحانه وتعالى يعتبر منهجاً ودستوراً ينير الطريق للمضي قدماً وفق تعاليمه ومقتضاه .
وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لحفظ القرآن الكريم تقف شاهدا حيا على أهمية بث روح المنافسة بين أبناء الوطن من شباب وبنات حيث كانت هذه المسابقة تحظى بكل عناية واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين ومنذ انطلاقة دورتها الأولى وهو يهتم بحضورها شخصيا دعما وتأييدا لأبنائه وبناته من الطلاب وكان حفظه الله يحرص على تذليل السبل ما كان منها ماديا أو معنويا ناشدا بذلك تحقيق الهدف المرجو من إقامة مثل هذه المسابقات امتثالا ً وتطبيقاً عملياً لقول الباري سبحانه وتعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
وذلك يعكس حرص ولاة الأمر وفقهم الله على النشء وتوجيههم التوجيه السليم بما يتوافق مع سماحة الدين في وسطيته وسماحته ولاشك أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي هذه المسابقة جل الاهتمام والمتابعة الدقيقة فمعالي الوزير الشيخ / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ له جهد واضح في متابعة هذه المسابقة بما يعكس الصورة المضيئة النقية لتوجيهات ولي أمر هذه البلاد المباركة و التي تسعى بجهد حثيث للرفع من شأن الدعوة والإرشاد بشكلها القويم السليم .
أسأل الله العظيم سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويسدد على طريق الخير خطاهم وأن يجزيهم خير الجزاء والقائمين على هذه المسابقة المباركة لجهودهم وعنايتهم واهتمامهم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،