يمضي المساء ساحباً رداء العتمة ، فتنتشي النفس ،وتتوق لما تحت ثياب الليل ،
ظلت تنتظره أعواماً بائسة ،
ولمّا أفل نجم المساء وشاخت الأقمار!
التحفت كنزتها القديمة ،
وتدثرت بلحاف الصبر
ونامت نوماً عميقاً ،
ولم تشعر ببرودة الشتاء حتى انقضى نصف العمر
ولمّا عاد أضرمت ناراً ،
واحتفلت ببقايا شيبه ،
وأخلدا إلى مالا نهاية للصقيع !!
في سنة العودة كان الصقيع قد قضم نصف ظهره
وأسندالنصف الآخر باتجاه المدفأة،
وقال: صُبِّ لي
قدحاً من الحب
خالصا، واسقني !
فقالت: قد ضاع
إبريق الود بيننا مذ تركته خارج دولاب فؤادك !
فارتشف الغصة ،
وشرب نخب
ماقدمت يداه ....