• ×

قائمة

Rss قاريء

سيدة المستحيل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - علاء حمدي - جازان - المباركة : 
رتيبةٌ هي الحروفُ.. واهنةٌ هي المفرداتُ.. شحيحةٌ هي المعاني..
وبي عشقٌ خالصٌ، ما أحتضنتهُ القصيدةُ بعدُ، فأستودعتُ عندَ شاطئ الحبرِ خفقي، كفَّ قلَمٍ أرهقَهُ التجذيفُ في جمالِكِ اللّجيِّ، والقلبُ ربّانٌ بلا مركبٍ يسعى لعينيكِ الوصولِ.. هيهاتَ.. هيهات.. كيفَ؟ وساحلُكِ ينأى عنهُ، خلفَ الأفقِ أفقًا، كلّما أمخرَ في الدمعِ عُبابًا.. ويُضنيني أنّي كيفما استفتيتُ الوريدَ وجهةً، أشارتْ بوصلةُ الرّوحِ إليكِ، فيا للمعادلة التي لا أحضرُ فيها إلاّ إكتمالَ غيابي !.. ويا لهذا العشقِ المتنامي، ألفَ قلبٍ بقلبي !..
مُرهقٌ فيكِ، أبحثُ عن صفةٍ.. وأعجزني أنْ لا حواءَ تشبهُكِ؛ فألوذ بوجهها عشقًا… ولا جمالَ يُدانيكِ؛ فأقنعُ أنّي فيهِ أراكِ.. ولا مألوفَ عطرٍ يصلحُ لكِ ندًّا أتنفّسهُ حياةً… لا أحدَ.. لا شيءَ .. يعادلُ أنتِ إلاّكِ .. فيا أيّتها " الأنتِ "، أرشديني دربَ الرّوحِ منكِ.. لأقولَ كم أنّي فيكِ مُدنَفٌ..
سأقولُ كثيرًا.. وسأعجزُ عن قوليَ أكثر..
سأقولُ أحبّكِ؛ اللّفظَ الذي ما أنقطعَ بوحًا وصمتًا وأنفاسًا…
وسأعجزُ عن تفسيرِ ما أنتِ بقلبي ..
كلُّ الكلامِ لا يشرحُني !.. كلُّ الكلامِ لا يشرحُكِ !..
ليسَ إلاّ غرقي فيكِ، وصمتُ البكاء..
أقهقهُ دمعًا !.. وأنا الواقفُ أسعى إحتضانَ البحرِ، ويُبكيني أنّ اليمَّ أكثرُ من ذراعيَّ إتّساعًا، وأنّي لستُ أحوزُكِ إلاّ بعضَ ما منَّ عليَّ الموجُ مِنْ زَبدٍ..
أُقهقهُ دمعًا.. وأنا أواترُ القفزَ صعودًا، لعلّي أقطفُ بعضَ النّجمِ منكِ ، ويُبكيني أنّ كفّي الضئيلةَ، لا تصلُ الثريّا إلاّ إحصاءَ ما أدركَ البصرُ من بريقٍ..
فيا سيّدةَ المستحيل، إليكِ أرشديني..
كم جسدًا عليَّ أن أنزعَ عنّي كي أرتديكِ؟ كم من النبضِ على مذبحِ العشقِ أتقرّبُ بَعدُ، لأنالَ شفاعةَ عينيكِ بقلبي؟ كَم مِنَ الشِّعرِ سأسكبُ عندَ قدميكِ لتحضنني القصيدةُ الأسمى؟ كم مِنْ تلظّي المُهجةِ في دروبِ الشّوقِ سأعبرُ، لأسمعَ نبضَكِ المخبوءَ في الشّريانِ عميقًا؟ كم وكم سأستنزفُ الحرفَ لأصلَ الكلمةَ المفتاحَ لقفلِ العشقِ المجنونِ في قلبكِ اللازورديّ؟ وبي أكثرُ من أحبّكِ الذابلةِ على أفواهِ العاشقينَ إنتحالاً..
فأرشديني إليكِ ..

علاء حمدي -جازان
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 2  0  608

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    26 مارس 2016 01:35 صباحًا عهود علي :
    جميل جدآ استمر
  • #2
    1 أبريل 2016 04:21 صباحًا جروج :
    وعلىَ خآصِرتيَ آحفُر حروفَك 'وآختصِرُ حدودكَ ! فدعنيَ اُحبكَ كمآ آشاءء...