في منزلٍ مُتهالك ، يقطُنُ ذلكَ العجوز بمفردهِ
منذُ سنينَ عِدّه كلُ ماحولهُ قديم
صورٌ وقصصٌ مخبئه خلف تجاعيدُ وجههِ
اصواتٌ ومناداةٌ لا يسمعُها غيره
تراهُ يبتسمُ تاره وأخرى تسبقهُ الدمعه
ذكرى قديمه مرت بهِ حينها ..
توفت حين أنجبت ابنهُ الوحيد
رحلت ورحيلُها مزقهُ اشلاءَ
فترةٌ سكنَ الصمتُ دارهُ
وتبلد كُلُ شعورٍ بداخلهِ
هو وطفلٌ صغير لا يعرفُ للحياةِ طريق
قرر النهوض من جديد وإن كان صعباً ..
تراهُ في الطرقات يبيعَ قطعَ الحلوى
من أجل طفله ُ رغمّ تفاصيل الألم التي
تبدوُ عليه قليلُ حيلةٍ وكثيرُ صبر ،،
مضى من الوقتِ الكثير
وهو لم يبتئس ولم يستاءُ من حالهِ
مازال وجههِ ضحوك
وكلُ يومٍ يستوطِنُ الفرحُ أعماقه
بأن حلمُ ابنهُ سيتحقق ..
اتاهُ وهو حاملاً معهُ شهادةَ الخرج
وقلب يتراقصُ من السعآده
أما هو فَـ اغمض عيناهُ وقد مُلئت دمعاً
شاكراً ربهُ على كلِ حال
ماهي إلا شهور وقرر إبنه الزواج من فتاةٍ
اختارها هو لكنها ابعدتهُ عن والده
أصبح َ قاسياً لا يتذكر الا أباً كان يبيعُ حلوى في كُلُ طريق نسيَ إنّ ذلك من أجلِ سعادته..
لم يُعاتِبهُ ولم يحكي لهُ عن مدى تضحيته
فقط ابتسم وقال : ستظلُ ذلك الصبي
الذي رأيتُ الحياةَ بهِ ..
يالله ايُ قلبٍ هو قلبه ، أم أنّ لا قلبَ لهُ ..