أكتبُ الآن ، محاولةً لنسيان الصفعة المستلقية حُمرتها على وجنتي .
اكتبُ ريثما تشفقُ عليّ عائلتي يحنان لي والداي ويغفرُ خطيئتي أخي .
حين كنت طالبةً في المرحلة الثانوية كنتُ أعيشُ بسلام كنتُ مدللة والدي وحبيبة أمي كوني الإبنة الوحيدة إليهم .
مع مرِ الأيام أصبحتُ رفيقةً لفتيات سيئات ،
دعتني إحداهن ذات مرةً لأخرجُ برفقتها حتى نتناول الغداء في الخارج ، خشيتُ رؤية أخي ولكنها طمأنتني حالاً .
وافقتُ على الخروج وعندما وصلنا كان بإنتظارنا إثنين من الشباب صرختُ بوجهها ، وبختها ولكنها شدتني من يداي ودفعت بجسدي على المقعد قصراً .
كانت تتبادل الحديث وتقهقهُ بصوتٍ مرتفع وكان قلبي يكاد أن يغادرُ صدري لشدة الفزع .
دعيت الله كثيراً ليطوي هذه الساعة ونعود إلى منازلنا .
عدتُ وكنتُ ادعي الله كثيراً أن يغفر ليّ ويسامحني .
بعد عدة أيام جائني أتصال من رقم لا يحملُ أسم أجبت دون أن أصدرُ صوتاً .
كان صوت رجل .
طلب مني ان لا اقفلُ الخط حتى يكملُ حديثه .
أخبرني بأنه التقط لي بعض الصور في تلك الليلة .
أما أن أخرجُ برفقتهُ وأما أن تزين صورتي هواتفُ الاخرون فلم يكن بيدي سوى الخروج .
مرت شهورٌ عدة ، وانا اخرجُ لما سمعته من تهديد أتحدث بالهاتف لما سمعتهُ من تهديد وأنامُ مرتعشةً كطيرٍ جريح لما سمعتهُ ايضاً .
بعدها أخبرني بأنهُ يحبني وعاهدني أن يحذفُ كل ما تخصني من الصور أن أحببته .
كنتُ أكذبُ على نفسي على مذكرتي ومدة مكالماتنا واقول بأنني أحبهُ حتى غادرني الكذب وأحببتهُ حقاً في تلك الفترة تمكن من جعلي بعيدة عن عائلتي عن صديقاتي وكل شيء وحده " عزيز " كنتُ اراهُ كل شيء كان أحنُ العالم عليّ وأقرب الناس لقلبي كان كل مايفعله لا يدلُ سوى على حبهُ لي .
بعد أن أنهيت الثانوية طلب مني أن اخرجُ فكرة الجامعة من رأسي و أن أهربُ برفقته ، واوهمني بأنه أتى لخطبتي ولم يوافقُ أبي
صدقته وجمعتُ اشيائي وهربتّ ..
وتركتُ خلفي أماً جريحة .
واباً يندبُ حظهُ الذي جلبني .
واخاً يحلفُ ليلاً ونهاراً أن نهايتي ستكون على يداه .
طبعاً لم أفكرُ بكل هذا وذهبت برفقته وعشنا حياةً هادئة لمدة سنة .
بعدها أصبحَ يتعاطى المُخدرات ، يشربُ الكحول ويقول بأنني " رخيصة " .
ولا ألقي الملام عليه أبداً فرجلٌ يحصل على إمرأةٍ بالمجان هذا ماهو مُتوقعٌ منه .
يطردني من المنزلُ في غسقُ الليل .
يشتمني أمام اهل الحيّ .
يضربني حتى أن أيام تمرُ عليّ لا اقوى بها على الحركة .
والآن أنا أكتبُ ريثما يكون باستطاعتي أن أندبُ حظي أن أعتذرُ لكل جنينٍ جُهض مني .
اكتبُ ريثما يطرقُ الباب أخي ويحتضنُ دماري .
ريثما تقرأني قراطيس المخدرات وقنانيّ الكحول ويغربون كما غربتُ أنا .
إليكِ أيتها الفتاة :
أن رجلاً يستقوي عليكِ ، يهددكِ لم يكن رجل يوماً لأنه في ذلك الحين لم يتعبركِ أخت له .
ورجلً لا يخاف على اخته لا ترتجينُ منه أن يخاف عليك ..
ورجل يحصلُ عليكِ مجاناً لا يعادل رجلاً حصل عليكِ بعد أن مضى السنوات يدخرُ دخله كل شهرٍ لأجلك .
كتابات رائعه