يا لتكرارنا الذي لا نُلام عليه
يا لتجديفنا المستمرّ ومشقتنا
ويا للطقوس المحمومة التي نُزاولها لأسباب طارئة ،
ليس لنا إلا ارتكابها بذات الملل
مع رشّة اختلاف ربما في المزاج ..
إن الأبدية في السعي المُستميت نحو الحياة
تميزنا .
لكننا منذ أن احترفنا السعي '
ونحن في نهاية الوقت
نعود لنقطة البداية وكأن العودة مصيرْ ؛
ولكننا لا نتوب عن المُضيّ من جديد ،
لا ننفك ندور أملاً في حدوث الاحتمالات البعيدة .
نتوق لأشياءٍ كُثرْ
أولها : نحنْ ؛ بشكل الخارجْ من وعكة مُعدية ،
بشكل حارس المقبرة الذي استحال فجأة لبائعِ وردْ .
نتوق لنا .. للُقيانا بطريقة نبتة مُعافاة من ذبولٍ
قد كان محتوم ،
ولهذا ورغم عِلمنا المُسبق مع القليل من الدلائل
بفشل المحاولات ورجوح الظن بخيبة السعي ،
فإننا لا نتوب عن أي سعي قد يكون بعد الألف مرة ؛
محاولة موفقة نُعانق فيها نحن .
ولأن المسألة كانت كلها تدور حولنا ليست لشيء آخرْ ؛
لم تزل المحاولات مستمرة وَالسعي مُستميت
والرجاءات دؤوبة ولن نُحيدْ .
ليست "أنا " كُلٍّ منا هينّة
وإن حصل أن همّشتها الحياة ..
ستظل مُفردة " نحن " أبداً ؛ سببٌ مُستحق
للوقوف والمحاولة وتجرّع الأذى
لنلتقينا بشكل الولادات والبزوغ والتفتّح
ولو بعد حين .