• ×

قائمة

Rss قاريء

تزعجني أمور حياتي لكنّي لن أشكو

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - لـ.ـورا العنزي 

من حقي ألّا أتحدث عمّا يزعجني .. من حقي أن أكذب حين يسألني الآخر عن حالي.. الأمر لا يتعلق بخصوصية أود الاحتفاظ بها من أي نوع, إنه لا يتجاوز كوني لا أريد, لا أقدر .. خلايا الشكوى في رأسي متوقفة مؤقتاً حالياً – و حالياً هذه قد تمتد لسنوات- ما قصدت قوله هو أني لا أتجاهل “فضفضتهم” معي أبداً بل ربما أهتم كثيراً لدرجةٍ لا يتصورونها, لكنّي لن أتبادل معهم الحديث, لا لن أجرؤ على أن أتحدث معهم بتلك الطريقة.. أبداً !

لا أخفي أنّي أحياناً أخشى أن يقتلني صمتي, أن تتلقفني موجة كبيرة و تشدني نحو الأسفل, نحو العمق, نحو اللا جدوى من أي حديث مهما طال زمنه, نحو ما يشبه الندم على حديثٍ لم تقله و الأسى على كل ما قلته دون أن تعنيه.. مؤخراً, و مع تزايد الأيام التي تمر بي دون أن تلقي التحية, بتّ أدرك أن خلف الزمن السريع هذا هناك غصة ما تنتظر, غصة تشحذ اختناقها استباقاً لغزو مباغت, تشبه إلى حدٍ ما تلك الغصة التي تواتي انتظار دورك في الحديث, أو الصراخ, أو الإدلاء باسمك كاعترافٍ سخي لم يطلبه منك أحد, خوف و رغبة, شجاعة و ترقب, و بين هذا كله يتجمد المعنى الحقيقي في قلبك كشمعٍ تنحسر حرارته مع كل نسيمٍ يمر, لسببٍ ما أتجاهل المعاناة التي تنتج من كوني أخترع أسباباً كي أتحدث, من كوني أتحرى دوماً عن الطريقة التي تسمح لي بالاعتراف دون أن يُلمح في حديثي أي نبرة ضعف, عن الطريقة التي أتحدث فيها دون هواء ,دون تأثر أو تأثير بأي شيء, بخفة موزونة أنسق المفردات في رأسي طويلاً حتى أكون جملاً تفهمني و أفهمها, تعبر عني دون مبالغة أو إجحاف , دون أخطاء إملائية و دون بلاغة , أرتب المعاني كيفما اتفق استعداداً لحديثٍ قد تبخر ميعاده منذ سنوات, لحديثٍ غير قابل للتبادل أبداً, حديثٍ لا دور له و لا مغزى أياً كان القالب الذي يوضع به و أياً كانت الوجهة التي يرسل لها.. ارتباك طويل لا يمنعني أبداً من أن أحجز دوراً في الحديث , و أنتظر, مع معجم من الكلمات في رأسي, مع ديوان شعر في عيني, و أغنية على لساني وددت كثيراً لو يسمعونها مني أنا, الفراغ الذي يتصاعد من قلبي حتى أذني يدفعني لتلقف أصواتهم كلها بعجل و طيب خاطر, يدفعني لأتخيل حديثاً لا نهاية لجماله و لا حد لروعته..
و أضل أنتظر طويلاً, طويلاً جداً لدرجة تجعل قلبي يخفت كل مرة يحين فيها دوري, يبرد صوتي, و لا أتحدث أبداً! .
*طلبٌ خاص.. تعجيزي :
رافقني حد الانتظار..ابكِ معي و لاتبكي علي..اضحك برفقتي و لو على لا شيء.. ساعدني لكي أجد نفسي الكامنة,ساعدني لأخبرك من أنا .. و أعدك بأني سأصمت لك, و لأجلك, و معك !.


لورا العنزي
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 1  0  440

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    17 مارس 2016 11:37 مساءً راف :
    جميل