• ×

قائمة

Rss قاريء

أُرجوانيّةُ السرايا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - موده المحمدي -جده 

بلغت من مرادِ عشقي ما تمنت مناله! ولم أكن في تأهبٍ لموعدٍ غراميّ!
أضحتْ عليّ ذات الشامة فكآنت سراجاً لصباحي الباهت، ارتدت ثوبها الأرجوانيّ وغدت تمرح في السرايا تصدح للكناري عن أسرها في حبّي! وكلما بعدت عنّي خطوة تأودّ صوتي لها حتى إذا بلغت بحيرة القصر وضعت أنامل قدمها الصغيرة خوفاً من بَرُودِ النهر عن المصابّ وهي تمازحه بأن برودتك لن تؤذيني فخلفي أميرٌ سهّارٌ على أمني وراحتي، أسيرُ خلفها ولا تمتلكني غير نشوةِ السعادة بقلبي وشفاهي لا تكاد التوقف عن التبسّم لخصلاتها التي تلامس أرض القصر!
تتغنجُّ في مطالبها اللامتناهية فأبحر في عينها التي تهدي مراسيل الصبّ وألامس شامة خدّها الورديّ أخبريني يا نبراس قصري ماذا خطر على بالك ليسعد تلك الشفاه المحببة لي؟
تقترب منّي فيتمتيل شعرها على ذوائبه وتخبرني بأنّي مبسمَ يومها وأعيد تكرار سؤالي فتبدأ بالتلاطع مع ضحكاتها المبرقة وتدعوني إلى اللهو معها هي وجراء سَرْحانة حديقتها، وهل يمكنني ردع طلبٍ لمن وسدّتني وجعلتني ملك فؤادها؟
حتى إن أفلتِ شمس قصرنا وبزغ القمر احتضنتها في الشرفة العلوية فأغمضت عيناها وماقها يبدأ بذرف دمع لا كَلِمَ له! فيبدأ قلبها بالتحدّث حين يُبدى لها قلقي على حرير أرجوانها من أنه تفسده الدموع ، أرجوا بأن لا يسترقك القدر منّي!
نحو قلبي أتلثم بها وصَبَابُ جسدي لها يتزايد في اقترابها أميرتي! لا عليك أنا معك..
أبصر في مقلتاها مايسّر قلبي بأنها وثقت بمكوثي معها طيلة حياتي، رقيقةٌ بتلامس فراشات الدجى المضيئة لا تكاد تلمح فراشةً حتى تعتنقها فتزّين بها شعرها!
ولك ما تخيلت بأنّ أميرتي لن تكفيها حقولُ الفراشات فما إن تمايلت على صور شرفتي حتى انسدل شعرها من الطابق العلوي فكاد يداعب بتلاتِ السوسن المغروسة!
تلك أميرة قلبي التي ما إن لمحها فراش الليل أتى مسرعاً ليزيّن شعرها المنسدل فيجعل من دجوجيّ لونه وإنارة أجنحته مزيجاً من السحر !
حوراءٌ هي أميرتي أشكّ بأن غيمة النعم أمطرت بها عليّ!
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  315

التعليقات ( 0 )