أمّاهُ، ابنتكِ التي كانت تطرق باب غرفتك ليلًا وتقول هذا الليل مُنهِك .. اليوم تطرق باب ذكراها وتقولُ هذا القدر مُقدَّرٌ مقدَّرْ.
أماهُ، ابنتكِ التي كانت تأتيكِ صبَّة بحكاية وألف قصيدة فتُطلقي صيحةَ إعجاب بألف تحيّة فيقوى غُصن السعد فيها .. اليوم تأتيكِ بألفِ دمعةٍ وحِكاية؛ فيَهِن زهر النبتة الأولىٰ بالتربة التي غرست فيها.
أماهُ، الدمعة … التي تُخلّد للقصيدة الأولى، القصيدة التي كُتبت مع الدهشةِ الأولى واللحظة الأولى، أشدُّها بساعدي لأهب نُور الضحَى ونور شمسين أو قاب قوسينِ أو أَدْنَىٰ / أدلى فتدلّى.
أمَّاهُ، البكاء الذي أبكيتهُ من أحبني؛ فأحببتُ من أبكاني عند الأذان الأوَّل، والفطرة الأولىٰ، واللقاء الأول، وعندما كانت جلودنا من الياسمين وطيننا من زهرٍ، وحبّنا من السماء للسماءِ.
أنا أعترف يا أمي أنني ولدتُ مختلفة، مختلفة في هذا الكون، مختلفة بحبِّ الهوى، مختلفة أنا يا أمي . أنا امرأة أكل الدهر أحلامها وشرب ثم تمضمض؛ فمتى يحين دوري لتحقيقها ؟
أنا يا أمي أسيرُ بدربِ الغياب، بدرب اليباب، بدرب التيه؛ فمتى أصل يا أمي ؟
أماهُ، أتحسس هذا الكون برعشةِ بكاء ضرير تسلل لأعماق الفُؤاد من القاع إلى القاع؛ فمتى أدفن رعشتي بين ساريةِ العابرين / السالكين ؟ ومتى أعتق كلّ زاويةٍ تُشيح بالدهشةِ الأولىٰ ؟
أماهُ، إن لم أطرق باب ذكراي وذكراها لخارَ مقصدي وتتوّه مساحة الحياة جُلّ الأماني. إن لم أقصد الذكرى ذاتها لأُغاث بديمِ السؤال عن ضياءِ بصيرتي؛ كيلا أراني مرةً وكيلا أنطفئ.
أماهُ، جميع سُنن الحياة سأخضع لها لأُلقِي عَليكِ محبةً مِنِّي ولِتُصْنَعِي على عيني.
والفطرة الأولى واللقاء الأول عندما كانت جلودنا من الياسمين*
، *وطيننا من زهر وحبنا من السماء إلى السماء ، أحسست بطُهرانية*
اللفظِ والتعبير .. دمتِ بخير*