• ×

قائمة

Rss قاريء

همس الورق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - للكاتب :جاسم محمد الرواحي 

القلم يسطر الحروف بإتقان ..
يصب جلّ حبره ليصيغ فكرة عما يمكن قراءته ..
يبدي نفعًا من الحياة إلى الحياة ليعلم من يقرأ هذه الحروف أنها مصدر صدق قد وثِّق أمرها من واقع الحياة ..

نصيحة ...
ما بالها النصيحة ؟؟
أليست حكمة توقظ الجزء النائم فينا !!
وتشعل حماسةً يمكنها أن تحفز الغافل وتعيده إلى رشده !

ليس كل ما يكتبه القلم يمكن أن يهدي إلى طريق الصواب ، لربما يُستغل القلم من قبل أشخاص سيئون ..

يحرّفون الكلمات لتصبح بلا معنى ..
تبدأ الكلمات الغريبة* في الظهور شيئًا فشيئًا إلى أن تستوطن بعض الكتب ..
تسحر القارئ على أنها ذات معنى غامض ..
الكلمة الواحدة تجمع أكثر من تفسير في جوفها ..
يشيع أمرها في المجتمع ، يتناقلها الصغير والكبير لِمَا تحمله من معانٍ عديدة .

أمّا الجيدون فيكتبون كلمات بسيطة بها ألف معنى يستفيد منه الناس في حياتهم ..
يكتبون لإنشاء جيل واعد يتصف بصفات حميدة ..
كلمات صائبة تخلو من الشوائب ..
حتى الورق يتجانس مع الحبر ، يرتسم على أسطر الورق سطرًا تلو سطر
من الأعلى إلى الأسفل ..

من يشعر بقيمة القلم ...؟
هو الذي جعل القلم جزءًا منه بل يجعله عضوًا من أعضاءه ..
كأنه أحد أصابع يده ، ملتصق بأصابعه و الحبر كالدم في الشريان ..
كل قطرة هي ملتمسة .. لا تحمل بجزيئاتها إلّا الصدق .

إذا لم يجد الكاتب طريقة للتكلم والتعبير عما بداخله بأسلوب مفعم بالمعاني القوية الصادرة من القلب، لن يستطيع إظهارها إذا لم يمتلك الجرأة ...

إن استطاع التحكم في القلم سيتمكن من الحروف ..
الخجل والخوف والتوتر ..
لا يجب عليه الخضوع على ركبتيه بفعل تردّده عن الكلام
فالقلم لم يخترع ويصنع لتزيين الغرف ..

إنما صنع للكتابة ...
للتعبير ..
للرسم ..
للتخطيط ..

بالمثل البسيط اُخترع للفائدة بشتّى الطرق سواء كان بالكتابة أم بالرسم ..
فهو يصل النقطة بالنقطة مثل الدائرة المغلقة ..
ينقل الفكرة المطلوبة بصورة واضحة متمكّن منها و معناها ..
أما الحروف .. فهي قصة أخرى ...

الحروف هي المصدر الأساسي للكلام ، حرف مع حرف يكوّنان *كلمة ، الكلمة مع الكلمة تمثلان جملة ...

من يكتب بدمه ...
لا يهدره ليكتب أي كلام ...
يحاول التمحور على أمر مهم لا مثيل له .
يسعى لانتقاء أجود الحروف و أنقى الكلام ليشعر القارئ بعذوبة و قوة الكلمات المكتوبة ...

الورق بطبيعته صامت لا يتكلم .
لا ملامح له ..
همس الورق يبدأ مع القلم الذي ليس به حبر ..
كالمسمار على قطعة الخشب ..
يحفرها ليحدث بها ثغرة لا يمكنها الالتئام إلا إذا حرقت و أصبحت رماد .

هكذا هو حال الورق الهامس ...
يأتي القلم ليترك به أثرًا لا يتلاشى بلا لون ..
أليس القلم هو اصبع من أصابع يدينا ؟!
بلى ، يستحق ذلك ..

يجب أن يكون له مكانة خاصة في حياتنا .. فنحن نكتب بالقلم
حتّى الأعمى أصبح لديه القدرة على الكتابة بإمكانيات خاصة .
لا حدود للكتابة أبدًا ، هي الشيء الممكن الذي لا يسبب الإجهاد و الإرهاق أبدًا ..

بالكتابة نحرّر ما بداخلنا من كلمات باتت مكبوتة في قلوبنا ، فصدورنا تمتلئ* الكثير من الحروف المبعثرة فقط نحتاج للجرأة* للتمكّن من ترتيبها و إخراجها على هيئة كلام .


للكاتب :جاسم محمد الرواحي


مشاهدة "همس الورق" على YouTube
https://youtu.be/LCEQTPcRQq8
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 1  0  657

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    13 مارس 2016 05:35 مساءً فاطمة علي . :
    لا أعلمُ كيف أبدأ وإن بدأت كيف لي أن أهتدي للنهاية*
    في زمن أصبحَ فيه الجميع كاتب والفردُ كاتب ، وقد تُستَغل الكتابة لإغراضٍ غير ذي منفعة أو لأهدافٍ غير سامية ينسدل فوقها ستار الكتابة ، ولكن من الجميل أن نرى نصوصًا واعية تنبِش مايُوارى خلف الأقنعة ،*
    جُزيتَ خيرًا .. دامَ لنا ابداعك