نبرة صوتك وانت تحادثني ليست على مايرام ،
مالذي حدث معك؟
وقف على قدميه وأدار ظهره وبحركة عفوية وضع يده على جبينه محاولاً اخفاء قطرات العرق ...
: لا اعرف ماذا أقول لك ياصديقي .
هل أخبرك بيأسي وبُكاء روحي ، أم أصمت واكتفي بقربك بجانبي .
الصديـق بتوتر : كلماتك هذه أخافتني .
لاتلتزم الصمت وتحدث .
هز رأسه مُطبقاً على شفتيه ..
ليكمل الصديق : أن صمتك هذا لن يجعل روحك تحترق فقط
بل ستطال ألسنة اللهب روحي ، أنا اعرف ما يجول بك من أمور وأعرف لماذا تلتزم الصمت ، وأن كان تشجيعي لك لإخباري ليس إلا تخفيفاً لما تُعانيه .
ان المُشكلات ياصديقي تبدو في داخلك دائماً كبيره يعظمها قلبك وتصدقها جوارحك ، لكن بُمجرد نُطقك لها وإنصات عقلك ستجد تلك الحلول تتساقط عليك حلاً يتبع الآخر!
هَو بعينين دامعة ونظرات تائهه: أنا لا اعرف مابي ان كُنت تعرف ارجوك اخبرني ،
هذا الضياع الذي بداخلي ..
وتلاشيء رؤية ما أمامي . كُلها تخيفني!
أصبُح ضائعاً لا اعرف مالهدف من يومي
وأمسي نادماً لضياع فرصة من عُمري..
أقضي ليلي أعاتُب نفسي ،
أعاملها كما يعامل المُحقق المذُنب
يُجلسه امامه على كُرسي بغرفة مُظلمه وفوقهم مصباح إنارة متدلي،
يرمي إليه بالتُهم تهمة وراء تُهمه ..
ليسقط ذلك المذنب جاثياً على ركبتيه يعترف بما فعل ..
أنا ياصديقي أصبحت أعاقب روحي المُذنبة بالحبس .
أصمتها كل ماتحدثت، انهرها أن تجرأت وتمردت..
لم يبقى في جوفي إلا طيف روح يأتي ويذهب ..
أتجول بجسد فارغ لايسمع فيه الا صرير الرياح
وبُكاء مكتوم يخاف إعلاء صوته!
هذا الفراغ ياصديقي
وصراع نفسي ..
يُخيفني!
الصديـق :
تُظن ان ذلك الصراع لم يظهر بخارجك؟
عيناك تطلب النجدة من كُل من تراه
وقبضة يدك التي تخفيها وراء ظهرك ليست الا محاولة فاشلة منك لاظهار قوتك.
وإبتسامتك الباردة ليست الا عباءة أسدلتها لإخفاء حُزنك ..
تأملي لحالتك وردات فعلك اليوميه جعلتني أحاول تقضية وقت أطول معك
لا أريدك أن تقضي وقتك بُمفردك ذلك لن يزيدك الا سوءاً ..
جلس أمامه واضعاً يديه على كتفيَه المرتخيه ويكُمل بصوت ملئه التفاؤل:
نحن سنتجاوز كل هذه الأمور معاً
لن تُصبح بمفردك تصارع المُشكلات ، سنبدأ بحلها واحدة تتلو أخرى ..
هَو تأمل عينيّ صديقهِ أثناء تحدثه بحماسة وتفاؤل ..
وبهمـس نطق :
سنتجـاوز ذلك ،سنتجاوز كل شيء معاً
وقفـوا وهم يرددون :
سيصبح الحطام أرضاً
وستعلو تلك الارض بُنياناً.
- إنتصار