• ×

قائمة

Rss قاريء

صومعتنا ( النهاية )

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أسماء العيسرية - سلطنة عمان: 

رهن قضية سياسية أو دينية ، قد تداخلها اللغة والدم يسقط العالم ونسقط معه ، وليس من المجدي أن يظن أحدنا أن ماله وجاهه سينجيانه ، كل ذلك أرخص من التراب ، ما عادت دراهمنا ملجأ من غارات جوية تهطل من السماء التي اغتصبها الصهاينة الملوثة عارا ، ولا من هجوم ليلي مفاجئ تقوده قوات روسية في دمشق ، ولا من تفجير حمقى في ظهر جمعة في مساجدنا ، ولا من زحف ثوار في الضفة الغربية ، كل ذلك أقوى منا ، من جبننا و اختبائنا في أحضان أمهاتنا ، كم نحتاج من السنين لنعود إلى دروس الابتدائية ل درس الشجاعة الذي خيبنا في أثنائه أمل معلمنا عند اختبار الحياة ، يا حسرة على صوته الضائع في ودياننا السحيقة ، على صرخة أكلها الجبل إشفاقا ، لن أنبش الذكريات يكفي أن شرخا واحدا فيها ملأني غبارا حد الإصابة بنوبة ربو حادة ولكن قصتنا هذه ليست إلا نتيجة سجودنا لأناس حلمهم ضياعنا فقلنا لهم : لبيكم وضعنا !
لم كنا نتبتل في محرابهم كل هذه السنين عشنا بما فيه الكفاية لنشعر بعارنا تحتهم ، لنحس بالفخ الذي وقعنا فيه ، أما آن الآن لأن نقول : كفى !
لأن نجعلهم يتيهون في الأرض ليس أربعين سنة فقط بل طول الدهر ، لأن نعيدهم لتشتتهم و "تغريبهم " ونعود نحن لا تفرقنا لغة ولا لكنة ولا مذهب !
ويجمعنا كلام الله في السين والأطلسي والهندي وكل بقاع العالم !
بالله أما تحلمون بهذا ؟
ليس غايتنا وحدنا ، اللاجئون ، السوريون والفلسطينيون و العراقيون واليمنيون ، كلهم مثلنا منسيون فوق الأرض معذبون لا لذنب إلا ؛ لأنهم ولدوا مختلفين ، علينا أن ندرك أخيرا أن أسهل وسيلة يمكن للعدو أن يتغلب بها علينا هي تفكيكنا ونجحت خطوتهم والآن بعد تفرقنا وتمزقنا لا أحد يدري ما هي خطوتهم التالية لإجتثاثنا من هذه الأرض ، أرضنا !
الزمن يشير بأن حالتنا الآن في هذه اللحظة هو استمرار خدمتنا لهم ، تقبيل أقدامهم القذرة ، أنبقى على حالتنا هذه طول العمر ! والله لن نرضى ؛ لأننا مع كل شيء مسلمون لا نموت بل نغفو، لكن هذه المرة يطول رقادنا على أمل أن ننفجر ذا يوم و نعيد للإسلام مجده القديم مع مجد جديد يفوق العالم اتساعا ، فيا أيها الناس ايقظوا بعضكم بعضا عل رجلا فينا يحي عالما بأسره في حطين أو الخندق أو سقطرى ، ليكن درسنا هذا درسا لا يضيع في عمق الوادي كي يعفو عنا معلمنا المرحوم .

للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  627

التعليقات ( 0 )