سأكتب من الكلام اللذيذ مقدار ملعقةٍ صغيرة ، بهدوءٍ تام سأسكب خليط اليأس مع بيضة الاكتئاب ، وزيت الأمل مع قليلٍ من سكر السعادة ، بعدها أسكب المزيج كاملاً على صحن الحياة ، وأدخل الصحن بمنتصف فرن القدر ..
أنتظر الخليط الممتزج حتى ينتفخ ويتحوّل إلى كعكة الفرح ، أتأملها لبرهة ..
لا شكّ في طعمها .. إنه لذيذ .
آخذ من طرفها قضمه ..
مذهلٌ طعمها تذوب بالفم كذوبان البوظة …
هكذا أوهمت نفسي طبعاً ..
حقيقة الأمر أن هذهِ الكعكة قاسية كالبسكويت ربما أو بذور القهوة ، وطعمها مرّاً كالعلقم يقطّع حنجرة ذائق فُتاتها …
هذهِ هي الحياة : البعض يُظهر الابتسامة على وجهه وهو بأشدّ الحزن ” قناعة ” .
البعض يرسم الآهات بعينيهِ بكذبٍ وزور ليراه الكل بحزنه ، يشفقون عليه ، وهو بالنعم يسبح ” وقاحة ” .