أمّا وهذِهِ الذكرىٰ الثانية للرُّوح التي طارت، وحَّشتنا .. رعَّشتنا .. كثر ما صبَّ هذا الدهر دمعُ القصيدِ، وكثر ما ثار هذا القلب هوَىٰ الحنين.
أمّا وهذه الذكرى تأتي على أعتاب أكتافِنا، تأتي والليلُ يطوي على أقدارِنا، تأتي على بكاءِ المحب إذا استطعنا سبيلا، إنَّها لذكرى فاجعة واللهِ لو تعلمون!
تأتي هذِهِ الذكرى وأنا أقرأها بالموسيقى الخاوية على عروشها بدربِ الغياب .. بقلبٍ يباب، بحافيةٍ مثقلة بالوداع، تأتي حيثُ خبأتُ لها مغتسلٌ باردٌ وشَـراب.
أمسكُ رخاء يدها، تركض برجلها نحوَ قلبي حتّى تشدُّ أزري، كي نسبحُ كثيرًا ونذكرهُ كثيرًا، وعلى حوافِ بيتنا نطوف ونسعى حيث سورة البقرة والحصنُ الحصين. ومن بعدها حيث سُورة يس وحزن شَجِيّ.
وزاوية الرؤى في المنامِ لها نبرة وألف قصيدة وحِكاية رأيتُها مع الكرام البررة تارّة، ورأيتها تارةً أخرى تلعبُ وترتع. طوبى! .
__
جمعها الله بالنبي صحبةً
شجَاني شوقها حتّى السماعَ.
٢٦/ جمادي الأوّل / ١٤٣٧هـ
٦ / مارس / ٢٠١٦ مِ