مشيتُ في أفقٍ بعيد المدى،وكلِّي آملة بإيجاد مطلبي ..
كان طريقاً غريباً ورطِب الثَّرى،خالياً تماماً مما أهتوي ..
حفيلٌ بأشجارِ لوزٍ مهترمة،وزهور الأقحوان متدبِّلة،
وأوراقُ أشجارٍ متساقطة،وأعوادُ كرسيٍّ متحطِّمة،وأعشاشُ طيورٍ متهجرة،
وأنا أمشي بخطواتٍ متقطعة!!
أصواتُ عصافيرٍ مبتعدة،وعواءُ كلابٍ جائعة،وقمر أنوارهُ مخْفتة،
ودموعٌ على وجنتاي شُرِعَت منهمرة،
وأنا أمشي بخطواتٍ متقطعة!!
بدأت في الطريق أعبرُ مهرولة،برهةً وقد أسس الخوفُ في قلبي مسكنه!
-ما الذي جرى،لما عساني أجري مهرولة؟!
خصيلاتُ شعري متطايرة،والذُّعرُ على وجهي أخذ موضعه،
ومازلت أجري وأجري مهرولة!!
بلغتُ للطريقِ نهايةً..
وأضواءٌ بدأت تزيد بضيائها،وحياةٌ إلى قلبي بدأت عائدة،
وابتسامةٌ على وجهي تشكلت هادئة،
وخطواتي بدأت بالنقصان مستبشرة،والذعرُ عن قلبي هنيهات و أزاح مسكنه،
وبدأت أمشي بخطواتٍ منتظمة!!
بلغتُ للطريقِ نهايةً معتمة وبدايةً نيِّرة مستبشرة،
بدا لي وكأنه طريقي لمستقبلٍ جديد،
ونهايةً لحاضرٍ أليم وماضٍ قبيح،
عدتُ للحياةِ من جديد، وعادت الابتسامةُ على وجهي بدموعٍ مندثرة،
وخصيلاتُ شعرٍ ذهبيةٍ مزينةٍ مرتبة.
تلكَ عبرةٌ من قصةٍ،أوشكت على التخيل بها،
فوجدتها بدايةً مستبشرة،
ونهايةٍ معتمة مهترمة♡.
#بقلمي_فاطمةجاموس
"لا أبيح تجريد الحقوق"