و يُحكى ؛
أنّ هنالك أرواح باتت تتسكع بين المسير ، تائهة في طريق العابرين
تشدو بين الحين والآخر بأهازيج الخيبة و الأنين ..
أرواح باتت مودعة أمانيها ، تتخبط بين جُرح الغياب و ترسو على منبع المُنهكين ..
نمضي في لواعج الحياة ممتلئين ببهرجات الحديث ، باحثين عن وطنِ المنفى و الراحلين ..
نرتقب ليلًا يسامر أحاديث تتصلب ما إن يبزغ النهار ،
الأحاديث التي اختبأت خلف الحنين ..
نتذكرُ حكايات الفقد القديمة !
و نبكي بصعوبة أمام جبروتِ الصمتِ العظيم ..
و نتذكر حكايا تلك السنين ، بأرواحِ مسنّين ، و بعطشِ المتعبين
باحثين عن مأوى يلملم شتات قلوبنا من الوجع و الإنكسار ..
و نرحل بجهلٍ قويم عن ما ينتظرنا فوق عثراتِ الطريق ..
فقل لي يا صديق ؛
لماذا نمتلئ بكل هذا الوجع ؟
و لما يطول صمتُنا أمام الغائبين ؟
و ما حيلة المُنهكين ؟
و لِما كل هذا الصمتُ الممتلئ بالضجيج ؟
فقل لي يا صديق ؛
ما حيلة من أراد الحديثِ و عجز عن ذلك ،
ما حيلة من يتثاقل عن كلِ شيء عدا الصمت !
الصمتُ الذي نهب قلوبنا و سكن زواياها ، و أبى الخروج ..
أصبحت قلوبنا به مُسنّه ، تعاتب قليلًا و تبكي كثيرًا
و أحدث بصمة العجزِ عن تقبل كل شيء يسكن قلوبنا ،
فنقبل بذلك أنصاف الأشياء ، كنصفِ الحديثِ مع الأحبة !
و انصافِ الفرص التي انتظرناها طويلًا ..
ليس ضعفًا منّا ولا عجزًا عن أخذِ دورنا بالحياة ..
بل لأننا نرى بروحٍ عاجزة أشياء لا طاقة لنا بها ،
و لأننا وصلنا حدّ الاكتفاء من كل شيء ..