انطلقت أمس الاثنين 20 جماد الاول 1437 فعاليات أكبر مبادرة وطنية سعودية لتاهيل المبدعين برعاية اربع مؤسسات حكومية وخاصة، ومشاركة 40 خبير عالمي، بهدف تفعيل القطاع الإبداعي في المملكة وتمكينه من أخذ دور ريادي في التنمية الإجتماعية وإيجاد آلاف الفرص الوظيفية، حيث أعلن عن انطلاق المبادرة رسميا في 3 مدن وهي الرياض وجدة والخبر .
وقالت رئيس المبادرة الوطنية السعودية للابداع سفانه دحلان، إنه انطلاقاً من الدعم والاهتمام الدائم من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للطاقات البشرية السعودية، والذي يؤكد دائمًا أن الشباب هم الثروة الحقيقة لهذا الوطن ، وأن الاهتمام بهم ورعايتهم بالشكل السليم هو الضمان الحقيقي لمستقبل زاهر لمجتمعاتنا"، وإستشعاراً بمسؤوليتنا الوطنية في ضرورة المساهمة في تحقيق تلك الأهداف السامية والرؤى النبيلة ، ولما هو متوفر في بلادنا من طاقات بشرية وإمكانيات مادية كبيرة وخصائص ثقافية متميزة وتهيئ البيئة الموائمة لاقتتصاد ابداعي ناجح. لذا بالتعاون مع شركاء المبادرة تبنينا رسالة تعزيز الابداع وتمكين الصناعات الابداعية وتاهيل الشباب وصقل مواهبهم الابداعية ليقوموا بدورهم في دفع عجلة التنمية الوطنية.
وأشارت دحلان، خلال المؤتمر الصحفي أمس الأول، أنه بعد 3 سنوات مع التأسيس والعمل المتواصل، انطلقت فعاليات المبادرة هذا الموسم، بالتعاون مع العديد من القطاعات الحكومية والخاصة، والتي يأتي في مقدمتها هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبرعاية ذهبية من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) حيث تضمنت عملية التأسيس إقامة الموسم الابداعي التجريبي، والذي نتج عنه تأهيل الكثير من الشباب المبدعين والذين شرعو في العمل على مشاريعهم الخاصة.
من جهتها قالت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، رئيس المجلس الإستشاري للمبادرة، أن الأهداف التنموية، والتأهيلية والبحثية التي حددتها المبادرة هي أهداف شاملة وواقعية، مشددة على ضرورة القياس المستمر لمخرجات تلك الأهداف والعائد الاجتماعي لها بهدف المحافظة على فعاليتها وديناميكيتها في نفس الوقت.
وأضافت الأميرة ريما " الشباب السعودي يمتلك الكثير من المواهب ، الا ان هناك نقص في الجهات التي تعمل على اكتشاف هذه الموهبة، وهذه المبادرة تستطيع اكتشاف وتنمية قدرات المبدعين والموهوبين من خلال تأهيلهم بإقامة ورش العمل التدريبية والندوات والمعارض المبتكرة والتفاعلية، خلق سبل التواصل عبر جميع الوسائل التي تضمن سهولة ومرونة تواصلهم مع بعضهم ومع القنوات الاقتصادية والاستثمارية والتربوية، تشجيعهم على البحث العلمي في المجالات اتي تصب في مجال ابداعاتهم، بالاضافة الى التقييم والتوجيه والإرشاد من خلال الأدلة التي تساعد المبدعين وتسهل العقبات التي تواجههم، وكذلك تقديم الدعم الاستثماري من خلال تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين للمشاركة في الاستثمار في المشاريع الإبداعية.
الموسم الإبداعي الرسمي الأول للمبادرة، والذي ستستمر فعالياته على مدار ثلاثة أشهر، سيغطي ١٢ قطاع، وبمعدل ١٢ أسابيع، وسيتضمن الموسم الابداعي ١١٤ ورشة عمل، ٣٨ ندوة، بالاضافة الى ١١٤ جلسة إستشارية في ثلاث مدن، حيث أن الأسابيع الابداعية تم اختيارها بعناية لتغطي 12 قطاع في المملكة، وهي المبادرات الخلاقة، الإبتكار الإجتماعي، الهندسة المعمارية والتصميم الحضري ، الصحافة والنشر، الفنون البصرية والرقمية ، تصميم التطبيقات والألعاب الإلكترونية، الإعلام والإعلان، الحرف اليدوية والحرفيون، تصميم تنمية البرامج السياحة، صناعة التجميل والأزياء، فن الطبخ، بالإضافة إلى صناعة الحلي والمجوهرات .
وقد استغرق تأسيس المبادرة مايقارب 3 أعوام، حيث بدأ العمل علىها منذ 2013، الى أن انطلقت بشكلها الرسمي هذا العام، أن هذه المبادرة جائت للاستثمار في مواهب الشباب وصقل مواهبهم لتفعيل دور ريادة الاعمال الابداعية ليكونوا فاعلين في تنمية الاقتصاد الوطني، وتنشيط حركة الابداع في المملكة تحت عنوان "إيجاد تواصل وإبتكار".
وفي سياق ما ذكر علق الدكتور عبدالله دحلان رئيس مجلس إدارة جامعة الاعمال والتكنولوجيا عن المبادرة: "ان الابداع الحقيقي هو تحويل الأفكار الى واقع ملموس".
يذكر أن المبادرة الوطنية السعودية للابداع هي مبادرة وطنية تنموية بحثية تأهلية للشباب تعمل لخلق نموذج تطبيقي والية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتحول لاقتصاد المعرفة والذي يعتبر احد اقتصادياته الاقتصاد الابداعي والذي يعتمد بشكيل كبير على الشباب لذا بنيت المبادرة على اساس وتمكينهم مرتكزة على خمسة محاور:
أولاً: محور التواصل : البوابة الكترونية الأولى للمبدعين في المملكة و التي ستكو بمثابة دليل للمبدعين ومنصة الكترونية لعرض أعمالهم والتواصل معهم و الوصول لهم
ثانياً: محور التأهيل والتنمية البشرية : من خلال الأسابيع الإبداعية السعودية وهي ورش عمل في ٤٨ قطاع ابداعي لها فعاليات تدريبية تأهلية ، توعوية
ثالثاً: محور البحث: العمل على إصدار أول بحث عن الصناعات الإبداعية والإقتصاد الإبداعي في المملكة
رابعاً: محور التقييم: من خلال إقامة الملتقى الوطني السعودي الاول للإقتصاد الإبداعي والصناعات الإبداعية
خامسا: محور التشغيل والشراكات الاجتماعية والذي يستند على قيام برامج وشركات تقوم بتشغيل المبادرة
تهدف المبادرة الى تسليط الضوء على المبدعين وواقع الصناعات الإبداعية الحالية في المملكة ومكامنها ومواقعها والتعرف إلى العاملين فيها على كافة المستويات والإختصاصات وظروف عملهم ومستويات قدراتهم عبر التواصل معهم للعمل على دعمهم بكافة السبل الضرورية لتحسين أدائهم وتطوير أعمالهم ونقل صورتهم الحقيقة وتهيئة المنصة المناسبة للترويج لهم مما ينعكس إيجاباً عليهم وعلى المملكة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، ويساهم في دفع عجلة التنمية باتجاه اقتصاد المعرفة المنشود تلبية لخطط التمنية الوطنية.