يغيب عن مخيلة الكثير من عامة المجتمع الدور والمهام المناط بها طبيب التخدير ولا يستثنى منهم المنتمين للحقل الطبي رغم اهمية ما يقوم به داخل غرف العمليات وخارجها .
فلا يقتصر عمل طبيب التخدير على تنويم المريض وتسكين آلامه وحسب بل هو الآمن على حياة المريض وروحه ابتداء بعلاماته الحيوية ومرورا بتواجده على طاولة العمليات ، فالحفاظ على دفئه ، وحتى الاعتناء بعينيه.
إن أهمية طبيب التخدير وصفاته التي يجب أن يتحلى بها تكمن في الهدوء وسرعة البديهة وردة الفعل ودقة الملاحظة واستشعار آلام المريض ومتابعة كمية السوائل الصادرة والواردة وغازات الدم.
يمكننا القول أن طبيب التخدير يذهب بقدراته ومهامه الى ما وراء ما لا يستطيع الآخرون القيام به من إلمام بالفسيولوجيا المرضية والامراض الباطنية والثقافة الجراحية بكافة تخصصاتها.
ومما يميز طبيب التخدير عن غيره التعامل الحاسم مع الحالات الحرجة وبالعديد من المهارات اليدوية واهمها تنبيب مجري التنفس و بإختيار الأدوية ذات التأثير المباشر على نظم القلب وهي أمور قد ترعب البعض لمجرد التفكير بها.
وتكمن المتعة والجاذبية لأطباء التخدير في مواكبة كل ما هو حديث في عالم التكنولوجيا والعمل مع الاجهزة والمعدات التقنية والدراية الكاملة بآلية عملها من ضبط وتحكم.
وتشير الدراسات العلمية الى قلة إقبال الكثير من طلبة الطب على تخصص طب التخدير في السنوات الماضية نظرا لضعف الجانب الاعلامي والمردود المادي له قياسا بالتخصصات الآخرى ، ومن قصر الدورة الطبية اثناء الدراسة الجامعية.
وقد اسهمت الحملات التوعوية بالمملكة العربية السعودية وخاصة بالمنطقة الغربية في المراكز التجارية والمستشفيات وابرزها حملة (نحو تخدير آمن) التي اقيمت مؤخرا بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة والملتقيات الطبية في الجامعات السعودية من ضمنها ملتقى جامعة البترجي الثاني لطلبة الطب والامتياز بالتعاون مع كبرى المدن الطبية والحضور الفعال لاستشاري التخدير وكذلك الدور البارز والريادي لمركز المحاكاة السريرية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة القائم على اجراء الدورات التدريبة المكثفة والمشرف علي الامتحانات العلمية والعملية لكافة الاطباء ، كل هذه العوامل أدت إلي ازدياد سعة المنافسة الشريفة بين الطلاب والطالبات لارتياد مقعد علمي لتخصص طب التخدير استكمالا لمرحلة الدراسات العليا من خلال الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ونيل شرف خدمة الوطن من خلال هذا التخصص النادر .
بقلم : د.احمد محمد بافرج
طبيب في الزمالة السعودية لطب التخدير