التحرش الجنسي ظاهرة هاجمت مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وعلى مدار العقدين السابقين اخذت تتدرج في الزيادة بشكل مثير للتوقف والبحث، وهذا ما يؤكد انها ليست مجرد انفلات اخلاقي بل هي ظاهرة مرضية نفس اجتماعية.
هذا ما قاله الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعلاج الإدمان، مضيفاً أن التحرش الجنسي تعريفاً بدئياً لم يكن من ضمن معطيات الشخصية المصرية فيما مضى، لايسما التحرش الجنسي للأطفال، وربما قتلتهم بعد ذلك، وهو ما يعرف مرضياً بالجنس العدواني.
وبسؤال الدكتور أحمد هارون عن التحليل النفسي للشخص المتحرش أجاب،:
أنه يتميز دائما ببعض الخصال مثل الاندفاعية والتهور الشديد مع سرعة الإستثارة الجنسية والبدنية، والبحث عن الملذات والشهوات، إضافة إلي العدائية والميل للعدوان، وغيرها من الخصال التي تعد ضمن محكات الاضطرابات للشخصية السيكوباتية*Psychopathic personality disorder*مما يوضح أن المتحرش "مريض نفسياً".
وأضاف د. هارون، اضطراب الشخصية السيكوباتية يعرف على أنه اضطراب نفسي ضمن مجموعة اضطرابات الشخصية، ويتألف من أربعة مظاهر شاذة في الشخص المصاب به وهي:
**استجابات مضادة للمجتمع المحيط به.**انحرافات جنسية وسلوك جنسي مرضي.**ردود فعل عدائية أو سلوكيات عدوانية.*إدمان المشروبات الكحولية والمخدرات.
وعن التشخيص الطب نفسي للمتحرش قال د. هارون، : السيكوباتي لا يعاني من خبل أو هلوسة عقلية، إلا أن اضطرابه لا يقل خطورة من غيره من أنواع الاضطرابات الأخرى، لأنه اضطراب يمس أعماق الشخصية وتتولد عنه جرائم تهتز لها أركان المجتمع، فالسيكوباتي شخص يعاني من اضطراب في السلوك وبشكل عام يتجه بسلوكه المضطرب هذا ضد المجتمع، وهو ما يظهر في سن صغيرة من سنوات الطفولة.
ونظراً لأن اضطراب السلوك سمة مشتركة في كثير من فئات الشذوذ النفسي والسلوكي، فقد توسع مفهوم السيكوباتية ليشمل فئات الانحرافات الجنسية، ومدمني الكحوليات ومتعاطي المتخدارت والمشاغبين والمندفعين اجتماعياً، بالاضافه لغير المستقرين نفسياً والمضطربين انفعالياُ وكذلك الجانحين والمجرمين.
المصدر :
مُلتقى الدكتور أحمـد هـارون.. للعلاج النفسي والصحة النفسية