أراقص الموت ..

اراقصه يوميا على أوتار قيتاره..
الحان يختارها هو ..
وأحاول اجادة خطوات قدماي مع أقدامه ..
أحاول قدر المستطاع مسايرة رقصته الأنيقة
ولكن لم أصل إلى براعتها بعد..

في كل يوم أدفن بعضا مني .. دون نحيب ..
ثكلى أمنياتي..
طموحاتي.. معاناتي..
نسيت التاريخ ..
وأصبحت الأدوية تقويمي .. والمناضلة عهدي الجديد.. ليست غريبة علي ..
ولكنها تتشكل وتتبدل
فهي كل شهر بحلة جديدة ..
توارى أملي
لأن تستقم معي مرة
ولو بالخطأ ..
تكون كاملة ..

في حياة لا كمال فيها ..
تهللت قبل أن أكون بدرا ..
وتلاشت الرغبات ..
استعطفت الدموع لتحن على حالي ..
فربت الألم على كتفي ..
ليس لكِ رفيقا وفيا مثلي..

ألست أنا الرحمة المرسلة اليك؟
لأطهرك من غفلة البشرية الدنيئة ..
لأرقى بكِ مكان عليا تعجزين عن الوصول لها بسعيك؟!
أعلم يا عزيزتي أنكِ لست مستاءة مني ..
بقدر وقع سياط أمل الغد الذي ننتظره ..
الغد قد يكون في أي شيء وطي أي رزنامة ..

اجمعي ما يتناثر من حولك وعليك ..
وقفي فوق ركامه سندا ..
لتطالي رؤية النور الساطع ..
فلا مفر من اللقاء
ولا مفر من الحياة .. ..
ولكن الموت الأوفى
في الاتيان بموعده..
ووعد الله فوق الوعود ..
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) سورة البقرة وقال تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) سورة فصلت
وقال تعالى :
( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (35) سورة فصلت .