• ×

قائمة

Rss قاريء

تمرّد عفيف ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أروى الزهراني - جدة : 

اهزأ بروزنامتك الصدِئة*

وامنح روحك مُتعة التمرد على التقويم .

الروزنامة تُمثّل رتابتك ومشاعرك الواقفة بقدمٍ واحدة '

التقويم هم الأشخاصْ في حياتك ' الطقوس '

الواجبات ' الضرورات ..*

كروح أنا دائماً خارجة عن النصّ*

لكن حتى الخروج عنه صار مملاً*

لأنني أخرج لا أتمرد '

أخرُج بنيّة العودة .

بروزنامتي هذه أنا أشد رتابة من كل رتابة ممكنة*

وبامتناعي عن محاولة نقيضة أنا أخسر مرتين ؛

مرّة مُتعة أن أحاول*

ومرّة خسارة أنني أصلا لم أكسب ولم أقبض ولا على أية حَدَث .

المُشين في الأمر أن الرتابة التي يخلقها الآخرين في أيامنا

نعيشها فُرادى بحذافيرها !

المُشكلة أن التقويم الذي لانقوى أن ننكث به*

هو نكث بنا أساساً بل نحن بالنسبة له صفر ' هامش '*

شيء خارج عن الإنتباه كأقل تصرف ممكن !

إذاً أيّ سبب نُنصبه حُجة لهذه الرتابة فينا ؟

مامن أحد هنا معنا سوانا فلمَ لا نهزأ بكل هذه السُخرية

والتي هي أساساً تهزأ منا بطريقةٍ ما وعلى الدوام ؟

لمَ لا نترُك التقويم بكل أهميته وقُدسيته بالنسبة لنا*

ونقفز للضفة المقابلة الأكثر فُرص وَحياة ؟

كل الأمور التي يقولبها التقويم كضرورة لايعوّل عليها*

من سُيلهمنا شجاعة التمرد إن كنا نحن أساساً خائفين

من بذل محاولة لأجلنا نحن فحسب !

مؤخراً لم أتمرّد ولم أهزأ على العكس وقفت*

فعلت اللا فِعل بإنتظار أن تُبادرني الأشياء بومضة فِعل*

ولكنها لم تفعل ' فكان هذا بحد ذاته سُخرية ومؤشر

كَفَاني جَلدُ الذات حينما أمضي فجأة وأشبه ماليس يُشبهني .

وفيما يخص أمر الرتابة والتقويم والأشياء التي تُبادلنا اللاشيء

كانت القفزة للجهة المواربة التي تنتظر منا فقط أن نعبُر منها*

هي إحدى حلول الطيبين المهمشين المهشمين

الذين يمتنعون عن إسقاط أحدٍ ما عنوة*

لكنهم يحملونه معهم كشعور '

كقشّة *قصمت ظهر الأمنيات '

ويمضون مُخالفينه الوُجهة*

لئلا يُسقِطهم الحنين للرتابة والتقويم ذات لمحة يوماً ما .

حرفياً : أنا أتمرّد بِكل تهذيب ' إذاً أنا أحيا بطريقتي لا بطريقة أحد ،

أنا أستطيع ' إذاً ولا شيء يقدر على تهشيمي مادمت أملك*

مرونة الإسفنج .*

أنا أذبل ولكني أعيش*

أنا أتوقف ولكني أحياناً بقلبي أطير '

حتى رتابتي لاتملك أن تهزمني سوى مرة ' مرة واحدة*

فقط لأنني قيد العاطفة والوفاء*

حتى التقويم بإستطاعتي أن أتخطاه كأذى لايُرى إلا بعين القلب .

هزئتُ بروزنامة عمري الصدئة فأنبت الله بين جُنباتي جنحان الشغف ،

وهنالك مالم نحظى به بعد ينتظرنا في الضفة الأخرى*

كمصير ربما ' وربما لا ، كرتابة أخرى سنتمرد عليها يوماً*

لنعيش وسنعيش حتى نجد المنشودْ اللائق المتجدد المُبهر

الذي يُضيف لنا ولا يأخُذ منا .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  537

التعليقات ( 0 )