اهزأ بروزنامتك الصدِئة*
وامنح روحك مُتعة التمرد على التقويم .
الروزنامة تُمثّل رتابتك ومشاعرك الواقفة بقدمٍ واحدة '
التقويم هم الأشخاصْ في حياتك ' الطقوس '
الواجبات ' الضرورات ..*
كروح أنا دائماً خارجة عن النصّ*
لكن حتى الخروج عنه صار مملاً*
لأنني أخرج لا أتمرد '
أخرُج بنيّة العودة .
بروزنامتي هذه أنا أشد رتابة من كل رتابة ممكنة*
وبامتناعي عن محاولة نقيضة أنا أخسر مرتين ؛
مرّة مُتعة أن أحاول*
ومرّة خسارة أنني أصلا لم أكسب ولم أقبض ولا على أية حَدَث .
المُشين في الأمر أن الرتابة التي يخلقها الآخرين في أيامنا
نعيشها فُرادى بحذافيرها !
المُشكلة أن التقويم الذي لانقوى أن ننكث به*
هو نكث بنا أساساً بل نحن بالنسبة له صفر ' هامش '*
شيء خارج عن الإنتباه كأقل تصرف ممكن !
إذاً أيّ سبب نُنصبه حُجة لهذه الرتابة فينا ؟
مامن أحد هنا معنا سوانا فلمَ لا نهزأ بكل هذه السُخرية
والتي هي أساساً تهزأ منا بطريقةٍ ما وعلى الدوام ؟
لمَ لا نترُك التقويم بكل أهميته وقُدسيته بالنسبة لنا*
ونقفز للضفة المقابلة الأكثر فُرص وَحياة ؟
كل الأمور التي يقولبها التقويم كضرورة لايعوّل عليها*
من سُيلهمنا شجاعة التمرد إن كنا نحن أساساً خائفين
من بذل محاولة لأجلنا نحن فحسب !
مؤخراً لم أتمرّد ولم أهزأ على العكس وقفت*
فعلت اللا فِعل بإنتظار أن تُبادرني الأشياء بومضة فِعل*
ولكنها لم تفعل ' فكان هذا بحد ذاته سُخرية ومؤشر
كَفَاني جَلدُ الذات حينما أمضي فجأة وأشبه ماليس يُشبهني .
وفيما يخص أمر الرتابة والتقويم والأشياء التي تُبادلنا اللاشيء
كانت القفزة للجهة المواربة التي تنتظر منا فقط أن نعبُر منها*
هي إحدى حلول الطيبين المهمشين المهشمين
الذين يمتنعون عن إسقاط أحدٍ ما عنوة*
لكنهم يحملونه معهم كشعور '
كقشّة *قصمت ظهر الأمنيات '
ويمضون مُخالفينه الوُجهة*
لئلا يُسقِطهم الحنين للرتابة والتقويم ذات لمحة يوماً ما .
حرفياً : أنا أتمرّد بِكل تهذيب ' إذاً أنا أحيا بطريقتي لا بطريقة أحد ،
أنا أستطيع ' إذاً ولا شيء يقدر على تهشيمي مادمت أملك*
مرونة الإسفنج .*
أنا أذبل ولكني أعيش*
أنا أتوقف ولكني أحياناً بقلبي أطير '
حتى رتابتي لاتملك أن تهزمني سوى مرة ' مرة واحدة*
فقط لأنني قيد العاطفة والوفاء*
حتى التقويم بإستطاعتي أن أتخطاه كأذى لايُرى إلا بعين القلب .
هزئتُ بروزنامة عمري الصدئة فأنبت الله بين جُنباتي جنحان الشغف ،
وهنالك مالم نحظى به بعد ينتظرنا في الضفة الأخرى*
كمصير ربما ' وربما لا ، كرتابة أخرى سنتمرد عليها يوماً*
لنعيش وسنعيش حتى نجد المنشودْ اللائق المتجدد المُبهر
الذي يُضيف لنا ولا يأخُذ منا .