ركّت قوايَ حينما أطالتِ المعزوفاتُ ألحانها، بات ضغيبُ الفهدِ وديعاً تحت عواصفِ الفراقِ، لم تلبثْ عيناي تُرهاتٍ من الزّمن حتّى تعودَ لزمجرة ضجرها، لا أعلمُ أين سيبيتُ اليوم اهتمامي و حبّي! لا أدري كم من الوقت ستغدو مشاعري عابرةُ سبيل!
لا يدري الحبّ بأنّي قدحتُه تحت رَندك و يَلنجوجِ عشقك، هناك حيثُ زرعتُ الرّند واستظليّت تحته لتستظل معه كلّ محاورِ الحبّ، أنبتتْ عليّ من عُنبِ الرّاوندِ ما أظمأ ما فعله جورُ الأيّام بي، ما أصعب احتدام الشّوقِ حينما لا تُفسحُ لك الدّنيا المكان لتبعث مراسيلك عبر البريد!
ستعودُ مرّةً أخرى تحت رندك باكياً دون صوت، دون أن تتعالى آهاتك ستبدو حشرجةُ الموت في عنقك!
ألمْ يمضي الكثيرُ حتّى تُعيدني الأيّام إلى اللثم في أكتافك تحت هذا الرّند؟ أولم تكنْ حدودُ الشوقِ مُرّقمةً للبينِ على إحدى قراطيس القدر؟ لقد بلغ منّي الضعفُ منالاً كبيرا في كلّ مرّةٍ تذّكرتُ أنّي بتُّ في أحضانك! وأنّي كنتُ ضحيّةَ الوقوعِ في استيهامِ رائحتك فلمْ يستطع كائنٌ بأن يعيقني عن حبّها! تشوّقتْ كلماتي إلى أن تُبادلكَ أحرفها وجهاً لوجه تشوّقتْ هيَ فأفصحتْ قبل أن أُفصح حتّى تكونَ تحت رعايةِ حبّك الأبديّ! مكثَت رُوحي تناجي الرّب بأن يردّها بين يديك حتّى تعودَ إلى جسدها التي خُلقتْ له!
ظلّ كلّ شيءٍ فيّ ينادي ويوجّه دمعه للسّماء فاقداً لديوانِ الحبّ في حينٍ مضى!
تحت رندك و يلنجوجِ حبّك استظلّت أشواقي، أنبتتِ الأغصان من الرّاوندِ الكثير ولكنّ صبابي لم يكنْ يحبّ غير عنبَاً قطفته يداك!
هناك حيثُ مكثتْ محاورُ عشقنا جعلْتُ الرّندَ ديواناً جمعتُ فيه حبّك وشوقي لك وأنت بجانبي! اطمئنْ مهما بلغَ عددُ الزوّارِ في ديوانِ الحبّ سأظلّ لا أؤمنُ بأنّ هناك حبّاً صادقاً في هذا الكونِ غيرَ حبّك!
داخلَ ديوانِ الحبّ ستجدُ الكثير من العنبِ الذي قُطف من الرّاوند، ستتوددّ سريرتك بأن تأخذه فيكون ملكك ولكنّ صافرة الإنذار ستبدأُ بالضجيج فتخبرُ الجميع بأنّ كلّ عنبةٍ قُطفتْ ولمْ أجمعها إنّما هي رمزٌ ليعلمَ الزّوارُ عن فائضِ عشقٍ دامَ في ديوانِ الحبّ!