لا بأس أن نُخطئ ولكن يجب أن نُصغي لقرع ضمائرنا حينما تُحاول إيقاظنا مِن غفوة مُسكرة ولذة مؤقتة وعاقبة لا تُحْمَدْ عُقْبَاهَا ،
فنحنُ لسنا ملائكة ، وشياطين الأرض لا زالت تُحيطنا كي تغوينا وتفّي بوعدها حينما قالت :
(فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
الحياة قصيرة ، والموت قريب
الدُنيا زائلة ، والآخرة خيراً وأبقى
أنا لا أحاول أن أُرغِم قلمي كي يرتدي ثوب المثالية ولا أجبره أن يسلك سبيل الصالحين وهو ليس منهم !
لأنني لَسْتُ صالحة لذلك الحد لا أخْطِئ ، ولَسْتُ سيئة لذلك الحد الذي لا أعمل صالحاً ، لَسْتُ مَلكْ ولَسْتْ بشيطان رجيم ، أنا بشر كَما أنتِ وهو وهم ، خُلِقْت من طين وسأعود إليه ، لكن علّمتني السماء بإتساعها ، والشمس عند مَغيبِها ، والليل بسواده ، والأرض بإختلاف سُكانِها ، أن لا شيء يستحق ، علّمتني أن إذا صَلُحَتْ تلك المضغة التي تَسْكُن صدري ، صَلُحَ سَائِر جَسَدِي ، علّمتني أن لا أرنو للكمال ولا أرجوه ، علّمتني إننا لله راجعون .
س: هل عمِلْتِ بِما تَعَلّمْتِ ؟
ج : تارةً أعمل بِه وتارةً أحيد عنه
س: لمَ ؟
ج : لأنني بَشر لاملاك .